أثار مقتل الليبية زهرة البوعيشي في القاهرة في وقت سابق من الشهر الحالي اهتمامًا إعلاميًا في الغرب بعدما علمت أنها نصف بريطانية وإنها كانت عضواً بالحرس الثوري الليبي في نظام العقيد القذافي، وكما قيل، ضمن حرسه النسائي الخاص. وعلم أنها – بعد الثورة وإطاحة العقيد – طلبت اللجوء السياسي إلى مصر وأقامت في شقة بحي مدينة نصر بحسب إيلاف.
وكانت شرطة القاهرة قد وجهت التهمة في قتلها لأخيها نصف الشقيق، محمد البوعيشي، الذي كان آخر من زارها ليلة مقتلها وفقًا لشهادة حارس عمارتها السكنية. لكنه كان قد عاد الى ليبيا في بحلول صباح اليوم التالي. وعُلم أن الشرطة المصرية أصدرت أمراً بالقبض عليه بالتنسيق مع شرطة “الإنتربول” الدولية.
وفي هذا الإطار كله حاورت صحيفة “ديلي تليغراف” اختها عديلة فقالت إن مقتل زهرة (31 عامًا) يرتبط بقصتي حياتهما. فقد ولدت الاختان في اسكتلندا، بريطانيا، لكنهما نشأتا في ليبيا. وبعد سنوات طويلة من الفراق خططت الاختان للقاء يجمعهما مع والدتهما في القاهرة.
وعززت عديلة في حديثها الى الصحيفة البريطانية تكهنات ذهبت الى القول إن أخاها قتلها بعدما نما الى علم الأسرة أنها كانت تتجه للعمل في مجال التمثيل. وقالت عديلة إن هذا أمر يرفضه المجتمع الليبي عمومًا وأسرتها المحافظة خصوصًا. وأشارت الى قول المحققين المصريين إنهم يستبعدون العامل السياسي في الجريمة، وأيضا القتل غير العمد الناتج عن جريمة سرقة حاولت هي منعها، وذلك لأن مقتنياتها في الشقة ظلت على حالها.
وقالت عديلة إن المشاكل مع الشق الليبي من الأسرة بدأت منذ انفصال والدها، صبري البوعيشي، بالطلاق عن والدتها الاسكتلندية سوزان كيندريك. وكان الوالد قد أتى الى بريطانيا لدراسة الهندسة لكن الأمور ساءت بينه وبين زوجته رغم وجود طفلتين بينهما (زهرة وعديلة). فانتزعهما وعاد بهما الى ليبيا. وترافق هذا مع مقتل الشرطية البريطانية ايفون فليتشر برصاص انطلق من داخل السفارة الليبية في 1984 وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وهكذا تعذر على سوزان كيندريك، التي تزوجت مجدداً، تقفي أثر ابنتيها رغم جهود استمرت 12 سنة.

وعندما عثرت هذه البريطانية على ابنتيها لاحقًا بمساعدة إحدى الجمعيات الخيرية، لم تأتِ الأمور الى النحو الذي كانت تتمناه. فقد كانت البنتان قد بلغتا سني 14 و16 على التوالي، وعاجزتين عن تحدث اللغة الانكليزية، وتحت سيطرة الشق الليبي من الأسرة بالكامل. ثم اتخذت القصة بعدا دراميا آخر.
ففي الجامعة تعرفت زهرة على زميل لها وتقاربا الى أن أعلنا خطوبتهما. وكان الخطيب هو مسعود القذافي الذي أغدق المال على خطيبته وأهداها منزلاً في طرابلس. ورغم أن الخطوبة فسخت بينهما لاحقًا، فقد ظلا صديقين الى حين الثورة ومقتل مسعود نفسه في سرت (كانت زهرة عضوًا بالحرس الجمهوري واعتقلت لفترة وجيزة).
وتبعًا لعديلة فقد راح اخوهما، محمد، يتحرش بزهرة ويطلب أموالها ومنزلها ذاك. وفي غضون هذا اتفقت الاختان على لقاء يجمعهما بوالدتهما بعد لقائهما بها على صفحات “فيسبوك”. والتقت عديلة بها أولا في تونس التي فرت اليها هي ايضا مع زوجها.
وكان مخططًا للوالدة أن تلتقي بزهرة في القاهرة الشهر المقبل. لكن الاتصال بين زهرة وعديلة انقطع بالكامل فجأة بعدما كان يوميًا. وفي موجة ذعر انتابتها على اختها طارت الى القاهرة الى شقة زهرة. وأقنعت الحارس بكسر باب الشقة لتجد جثة أختها في غرفة نومها وقد طعنت بالسكين 17 مرة.
ورغم أن السلطات المصرية أصدرت أمرها بإلقاء القبض على محمد البوعيشي، فلا أمل حاليًا في تسليمه من قبل السلطات الليبية بسبب تدهور العلاقات بين البلدين. وتقول عديلة إنها تخشى الآن على حياتها هي أيضا: “إذا فعلوا هذا بأختي، فسيفعلون الشيء نفسه بي أنا”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. غريب امر الناس في ليبيا …
    يعني يقولون ان البلد محافظ و عادات وتقاليد ىو بداوه وقبائل … وعيب البنت تعمل في التمثيل .. لكن ليس عيب انها تعمل حارسه شخصيه لسياسيين واصلين و ترتبط بعلاقه بأحد افراد بالسلطه …
    يعني مافهمت هل التمثيل اسوء من العمل حارسه شخصيه …؟؟؟
    بعدين ما بال الليبي الاشعث زادت جرعه القتل عنده ؟…. يمشي و يجزر … لدرجه شاد الرحال و طاير مخصوص مصر ليجزر راس اخته !!!
    والله بلدان العالم العربي امرها اغرب من الغرابه في تناقضها
    والله يرحمها … وياخذ حقها من هذا المجرم …

  2. لايجوز عليها الا الرحمة ولانملك الا الدعاء لها الهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة ولاتجعله حفرة من حفر النار اللهم اغفر لها خطاياها وارحمها يارب العالمين وارحمنا جمبعا دنيا واخره

  3. هذا أمر يرفضه المجتمع الليبي عمومًا وأسرتها المحافظة محافظه مين يا حاجه لو الاسره محافظه البنت تشتغل ليه فى الحرس شكلكم محدش رح ليبيا ده الرجاله هناك بتخاف على نفسها امال النساء ايه قالك شغاله فى الحرس واسرتها محافظه

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *