تستعد إيران ومجموعة 5+1 للخروج بنتيجة “إيجابية” من جولة المفاوضات القادمة في بغداد حول برنامج طهران النووي، فيما تتجه أنظار الجميع إلى الأول من يوليو/تموز القادم، وهو موعد تطبيق العقوبات النفطية الأوروبية على إيران، وكذلك موعد الإنذار الإسرائيلي بقصف المواقع النووية الإيرانية.
وذهب المفاوضون الى جولة إسطنبول الأخيرة وهم مستعدون للمواجهة، ولكن إرادة الوصول الى حلّ كبديل عن العقوبات والضربة العسكرية، فرضت نفسها.
ورغم أن هناك قناعة لدى الأمريكيين والغربيين أن النظام الإيراني يريد ان تشن إسرائيل ضربة على مشروعه النووي، أولاً لأنها ستكون ضربة فاشلة، تؤخّر المشروع النووي ولا تدمّره، وثانياً لأن النظام الايراني سيستفيد من هذه الضربة في رصّ صفوفه الداخلية، إلا أن التوصّل الى حلّ يوفّر على الغربيين زيادة في أسعار النفط، ويوفّر على الأمريكيين الاستعداد لردّ مضاعفات الهجوم الاسرائيلي.
تسليم اليورانيوم
وتتركز معالم الحلّ بصيغة 5 + 1 في أن توقف إيران وبصورة مستعجلة تخصيب اليورانيوم الى 20%، وأن تقوم بتسلّيم 100 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. ويعود الاستعجال في هذه النقطة إلى ان ايران تحتاج الى 200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20% لتصنّع قنبلة نووية، ولو تابعت التخصيب حتى آخر العام فربما تحصل على ما تحتاج اليه وتصل الى نقطة الحماية، أما لو سلّمت 100 كيلوغرام، فستكون أخّرت امتلاكها السلاح النووي لسنة او سنتين.


وتريد مجموعة 5 + 1 ايضاً أن توقف إيران التخصيب بنسبة 3.5%، ولكن مبدأ التبادلية يسمح للمفاوضين بتأجيل هذا المطلب الى مرحلة لاحقة، حين يكون للإيرانيين برنامج نووي تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية، وهذا كان مضمون رسالة بعثها الرئيس الامريكي باراك اوباما، لمرشد الثورة الايرانية علي خامنئي، وحملها رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان.
وأشارت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، في رسالتها للإيرانيين قبل المفاوضات، إلى أنها تريد اتباع مبدأ “خطوة خطوة” و”التبادلية”. وقد ذكر أكثر من مسؤول إيراني بعد جولة إسطنبول، آخر جولات المفاوضات النووية، ان طهران تناقش مصير اليورانيوم المخصّب بنسبة 20%.
وبهذا المعنى، ولو مبسطاً، يكون الحلّ شبه جاهز: تسلّم إيران 100 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20%، وتوقف التخصيب الى هذه النسبة العالية، فتتجمد العقوبات ويبتعد التهديد بالضربة العسكرية.
المشروع النووي مقابل النفوذ الإيراني
ولطالما أصرّت إيران على بناء مشروعها النووي، وحاولت إخفاء هذه المشروع عن العالم، خصوصاً الجزء العسكري منه، لأن القيادة الايرانية تعتبر أنها ستخسر أي حرب تقليدية بينها وبين الولايات المتحدة، تماماً مثلما حدث مع صدام حسين. ولكن امتلاك القنبلة النووية سيمنحها مناعة على طريقة كوريا الشمالية.
وترى القيادة الايرانية أيضاً أن تخلّيها عن المشروع النووي سيضع الخطر على بابها، باعتبار أن المقصود في النهاية – من وجهة النظر الإيرانية – هو ضرب النفوذ الإيراني في المنطقة بدءاً من المشروع النووي وصولاً الى إسقاط النظام السوري وتحطيم حزب الله.
مهمة المالكي
ومن هنا يأتي الدور العراقي بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، فالأخير يفهم المخاوف الإيرانية ويجد نفسه في لحظة تاريخية يستطيع معها أن يقوم بدور الوسيط وربما أكثر، فعلاقته بطهران قديمة، وجذوره الشيعية تدفعه للشعور بأنه معني بمصير التيارات الشيعية وهو يتزعّم أحدها، وآخر ما يريده هو حرب أصدقائه الأمريكيين على جيرانه الإيرانيين.
وليس من قبيل الصدفة أن يتفق الإيرانيون ومجموعة 5 + 1 على عقد الجولة المقبلة من المفاوضات في بغداد، فالأمريكيون يريدون إعطاء دور إقليمي للعراق، والعراق يريد كسر الطوق العربي المفروض عليه، وأن يلتفّ على المشاكسة التركية، ويستعد لدور واسع دولياً ،ويهتمّ جداً بسحب فتيل التوتر في المنطقة، ليتمكن هو أيضاً من تطبيع الأوضاع وتحقيق مشاريعه الطموحة. أما طهران فإذا وافقت على تقديم تنازل فلن يكون ذلك إلا عن طريق المالكي، وليس عن أي طريق آخر.
وحسب متابعين لزيارة المالكي الأخيرة الى العاصمة الإيرانية، حث رئيسُ الحكومة العراقية الإيرانيين على تقديم تنازلات منها القبول بالتبادلية وعدم التمسّك بأسبقية رفع العقوبات على وقف التخصيب، كما طلب منهم إيضاحات، وأهمها أن الأمريكيين يريدون من المرشد خامنئي التأكيد على فتواه السابقة بتحريم امتلاك السلاح النووي وشرحها وتكرارها.
وستكون مفاوضات بغداد شاقة؛ لأن لائحة الشروط على إيران طويلة، وما تريده إيران مقابل مشروعها النووي هو قبول الأمريكيين وغيرهم بالنفوذ الإيراني وامتداداته من حزب الله الى سوريا، فكلما كبرت الصفقة، كلما أصبحت أثقل وأصعب.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫14 تعليق

  1. المالكي ما عندى كلمة و لا وفاء لاهو ولا اتباعه انا جدا منهم زعلانة

    1. لا ما تزعليش يا زهرة , كلها فتوى تحريم وراجع زي ما راح
      زي ما حكوا تيتي تيتي زي ما روحتي زي ما جيتي

  2. ان هذا المالكي

    1. كان من القيادات العسكرية لحزب الدعوة وأنه اشترك شخصيآ بكثير من عمليات القتل الاجرامية بحق الكثير من الناس

    2. وانه اشترك شخصيآ بتفجير السفارة العراقية في بيروت

    3. وانه كان عضوآ في مجموعة عشاق الحسين في الثمانينات في لبنان وهي فرقة موت اجرامية تابعة لحركة امل
    وكانت تحت قيادة داوود داوود وتتبع تعليمات نبيه بري الطائفي حتى النخاع وكانت متخصصة باغتيال وتصفية جميع القيادات العسكرية الفلسطينية التي تركتها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لتنظيم مقاومة الاحتلال الصهيوني بعد خروجها من لبنان في 1982

    4. واكتملت مهمة هذه المجموعةالارهابية بحصار ومحاولة ابادة المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان في منتصف الثمانينات.

    ويومها قام الرئيس الشهيد صدام رحمه الله وبالاتفاق مع المرحوم عرفات بدفع مبلغ خيالي لميشيل عون للاشراف على تهريب سفينة كاملة من الاسلحة والمواد الغذائية والطبية عبر ميناء جونيةالمسيحي للمقاومين الفلسطينيين و قلبت موازيين القوى وانقذت اكثر من مئة الف مدني فلسطيني من الابادة المحتمة.

    5.وكان الارهابي المالكي يرأس كتيبة حيدر العراقية ضمن مجموعة عشاق الحسين وكانت هذه الكتيبة هي الاكثر اجرامآ ودموية بحق الفلسطينيين وكانت تزيد عن المئة وخمسين ارهابي معظمهم عجم واعضاء بحزب الدعوة الارهابي.

    وقد قاموا باغتيال اكثر من خمسين ضابط فلسطيني بعضهم برتبة عميد وقد استطاع الفدائيوون الفلسطينيوون القضاء على معظم هؤلأء المجرمين وهرب الباقون الى……ومنهم المالكي.

    ولدى منظمة التحرير الفلسطيني اشرطة فيديو تحتوي على اعترافات كاملة لستة مجرمين من جماعة المالكي وقد تم اعطاء نسخ من هذه الاشرطة الى الحكومة العراقية البطلة في ذلك الوقت.

    لد احسنت امريكا باختيار من يحسن قتل العراقيين

    وكذلك عرفنا لم لم يرفع علم العراق عند زيارته لطهران

    1. يا حرية للجميع :
      أنا فلسطيني و ما كنت أعرف هالمعلومات إلا من مجلة نورت
      بس ليش المالكي حاقد علينا لهالدرجة ؟ ممكن أعرف منكم السبب ؟

    2. كل اللي قلتي حقيقة وكل لبنان بيعرفا
      و ما ننسى إنو جيش الأسدي ساعد بدوره بقتل الاف الفلسطينين و لبنانيي

      1. تويتر دخيلك هادي أحلى ذكريات مالكي + خامئني
        ما ناقصنا حلوين

  3. صباح الخير عزيزي مصطفى ..
    شلونك يارب تكون بالف خير ..
    اتصل بي اذا انت بالبيت ..

  4. أقصد دخيلكم يا جماعة لا توسخو الصفحة
    خلّو المالكي و خامئني أولاد احباب و محترمين و حبايب

  5. العراقين هم الاقدر على عقلنة الاحوال بما ينفع المنطقة والعالم وهم الوحيدين القادرين على لعب دور تاريخي بين العالمين الاسلامي والعالم الغربي المسيحي لانشاء حلف الكلمة السواء وبشقيه الروحي والسياسي الذي امرنا به القران الكريم بما يحقق حالة غير مسبوقة من السلام في العالم تقتل التطرف وتجعل صراع الحضارات مجرد سخافة .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *