أفادت مصادر مطلعة في العاصمة الجزائرية للجزيرة نت أن تقارير سرّية رفعها جهاز المخابرات الجزائرية قبل أيام أوصت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالإسراع في إجراء إصلاحات جذرية لامتصاص الاحتقان الشعبي في جميع ولايات الجزائر.

وأعدت هذه التقارير -حسب المصادر ذاتها- بطلب من بوتفليقة نفسه بغرض فهم أسباب موجة الاحتجاجات والاعتصامات التي تجتاح البلاد منذ أسابيع وكذا أهم انشغالات شريحة الشباب.

وتشير المصادر أيضا إلى أن الرئيس طلب كذلك إجابة مباشرة عن مدى قبول مختلف شرائح المجتمع الجزائري بشخصه باعتبار أن ولايته الثالثة بدأت العام الماضي.

وأرجعت هذه التقارير حالة الغليان الشعبي في الجزائر-وفق تلك المصادر- أولا إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطن بسبب زيادة أسعار المواد الأساسية، وثانيا إلى رفض الشارع لسياسات الوزير الأول أحمد أويحيى الذي لم يعد يلقى قبولا والذي يحملونه وحكومته أسباب حالة الاضطراب التي يعيشها الشارع من حين لآخر.

مزاج الشباب

أما النقطة الثالثة فهي تتعلق بحالة الشباب الذي يتخبط –حسب التقارير- في يأس وسخط كبيرين قد تكون لهما انعكاسات سلبية مستقبلا ما لم تتكفل السلطات العليا في البلاد بمعالجة أسبابهما وهي تعود أساسا إلى البطالة الكبيرة ونقص فرص العمل في الكثير من القطاعات مما يدفع البعض إلى اعتماد أساليب غير قانونية للحصول على فرصة عمل، هذا بالإضافة إلى انتشار العنوسة والعزوبية في أوساط الشباب.

وحول النقطة الجوهرية التي طلب الرئيس إجابة مباشرة عنها, لم تخف هذه التقارير الرضا الذي يحظى به الرئيس بوتفليقة في الأوساط الشعبية غير أن الاحتقان القائم يعود أساسا -حسب المصدر ذاته- إلى فشل الشخصيات التي اعتمد عليها الرئيس بوتفليقة في تجسيد مخططاته وتصوراته التنموية.

وعقب رفع هذه التقارير من قبل جهاز المخابرات الذي يثق فيه الرئيس بوتفليقة لكونه أحد مهندسيه منذ الثورة الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي, قام بوتفليقة بجمع مستشاريه وعدد من الضباط الكبار في المخابرات والمؤسسة العسكرية واستشارهم في الوضع الراهن وآليات الخروج من هذه الأزمة بسلام وتجنيب الجزائر ما حدث في تونس ومصر.

وهنا ألحّ بعض مستشاري بوتفليقة عليه –حسب المصدر ذاته- وكذا ضباط جهاز المخابرات بضرورة التعجيل في إجراء تعديلات وإصلاحات جذرية لإعادة بعث الأمل من جديد في نفوس المواطنين.

وأشار بعض مستشاري بوتفليقة عليه بضرورة تغيير الواجهة الرسمية لعدد من الوزارات التي فشل وزراؤها في تجسيد مشاريعه وتحقيق تطلعاته التي رسمها منذ بداية ولايته الثالثة، خاصة أن عددا من الوزراء تجاوزت مدة خدمتهم 15 سنة.
ولعل أهم مسألة أشار بها مستشارو بوتفليقة عليه هي التخلي عن وزيره الأول أحمد أويحيى ولو كان يحظى بنوع من الثقة, إذ إن حالة الاحتقان وعدم الرضا عنه تتطلب حسب المستشارين إبعاده عن الواجهة وتعيين شخصية أخرى تتمتع بقبول في الوسط الشعبي لا يزال التشاور بشأنها داخل مؤسسة الرئاسة.

سيعود للواجهة

وفي السياق ذاته كشفت المصادر أن الرئيس بوتفليقة سيعود للواجهة بعد غياب طويل أثار تكهنات حول حالته الصحية. وسيغتنم بوتفليقة ذكرى تأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين المتزامنتين في 24 فبراير/ شباط ليوجّه خطابا للشعب الجزائري سيخصّه بقرارات تاريخية نزولا عند رغبة المواطنين الذين عبّروا عن سخطهم وعدم رضاهم بأشكال مختلفة خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد في الأيام الأخيرة.

ولعلّ الأمر المهم الذي ينتظره الكثيرون هو أن يغتنم الرئيس بوتفليقة فرصة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال للإعلان عن رفع حالة الطوارئ نهائيا وهو ما سبق لاجتماع لمجلس وزرائه أن أشار إلى أنه سيكون قريبا.
المصدر: الجزيرة

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫36 تعليق

  1. رفض الشارع لسياسات الوزير الأول أحمد أويحيى الذي لم يعد يلقى قبولا والذي يحملونه وحكومته أسباب حالة الاضطراب التي يعيشها الشارع من حين لآخر.
    ——————-
    هذا وشلة الفساد التي معه يا بوتفليقة عجزك أمامهم يجعلنا جميعا نأسف حقا
    فإن عجز الرئيس فماذا بقي لنا؟
    أنا شخصيا كان صوتي لصالحك في العهدتين الاخيرتين ولكن…ستفسد هذه العصابة كل شيء والجنرالات يا بوتفليقة دمرونا ودمرونا

  2. وثانيا إلى رفض الشارع لسياسات الوزير الأول أحمد أويحيى الذي لم يعد يلقى قبولا والذي يحملونه وحكومته أسباب حالة الاضطراب التي يعيشها الشارع من حين لآخر.
    **************************************
    كلام صحيح جدا … يجب التخلص من اويحيا لانه يؤثر سلبا عليك يا زيزو

  3. هذا بالإضافة إلى انتشار العنوسة والعزوبية في أوساط الشباب.
    ***********************************
    اخاه انتشار العنوسة و العزوبية !!! ولا حنا ماناش لاحقين بالهدايا الشهرية كامل راحت فيهم هههه

  4. زيزو ههههههه يعطيك روينة فلستيني في هاد الصبحة ايمانو مادرت والو حتى تفنينت نروح نقري لعشية

  5. انا افضل ان تعلن خبر الاستغناء عن خدمات اويحيا بدل رفع حالة الطوارئ … البلد لم تتخلص من الارهاب بصفة كلية
    مازال الحال شوية … و الله اعلم

  6. هههههه لبنى لازم نفششوه شوية هههههه
    ربي معاك اختي اقراي مليح و ما تنسايش واش مكتوب فالصبورة ههههه

  7. خاصة أن عددا من الوزراء تجاوزت مدة خدمتهم 15 سنة.
    ولعل أهم مسألة أشار بها مستشارو بوتفليقة عليه هي التخلي عن وزيره الأول أحمد أويحيى ولو كان يحظى بنوع من الثقة, إذ إن حالة الاحتقان وعدم الرضا عنه تتطلب حسب المستشارين إبعاده عن الواجهة وتعيين شخصية أخرى تتمتع بقبول في الوسط الشعبي لا يزال التشاور بشأنها داخل مؤسسة الرئاسة.

    100/100
    اعطوا الفرصة لوجوه اخرى

  8. اخاه انتشار العنوسة و العزوبية !!! ولا حنا ماناش لاحقين بالهدايا الشهرية كامل راحت فيهم هههه

    صباح الخير بنات… عرفت ايمان رح شوفك هون 🙂
    كيفكون…لبنى ايمان وساميا والكل……

  9. السلام على الجزاير
    السلام على الموجودين
    ايمان /لبنى /احيي نندب !!! هههههههه/ ايلين
    والسلام على بوتفليقه نتمنى ان يسوي ما يريده السعب

  10. حسب الاوضاع ايمان راني دخلت البارح باسمي المعهود واليوم بدلته على حسب المزاج

  11. وعليكم السلام عبد الوهاب تعالى يمكن يصح لك منصب في الوزارة الجديدة

  12. وشكون قالك باللي رايحين نعينوك فــ السياسة ولا ندخلوك فيها
    نشوفولك حاجة خفيفه
    نتاع تحواس ودراهم برك

  13. إلى إيمان1114..أخترم رأيك في البدأ بالتخلص من أويحيا..لكن لا أشاطرك الرأي في قضية رفع حالة الطوارء..لماذا؟
    أولا لم يعد هناك شيئ يسمى إرهاب بمعنى إرهاب..كل ما في الأمر هو بقايا عصابات إجرامية سيتخلص منها الجيش في غضون سنة على أكثر تقدير و هي في ذالك لا تحتاج إلى حالة “طوارئ”..
    أيضا أخت لا أرى من الحسن تسمية رئيس جمهورية و هو قبل ذالكجاهد في سبيل الله في أعتى ثورات القرن 20..غير لائق بتسميته كما سميتيه..
    بالأخير نحن شباب و نريد أن نعيش مثلنا مثل أي دولة متقدمة في كنف الحرية و المساوات و العدالة..فعلى بوتفليقة أن يقرر إجراءات تاريخية في هذا السياق..
    تقبلي مروري الكريم

  14. ايها العضرود الخسيس الرخيص بوتفليقه خنزير الفرنجه ربعوك علي عرش اغنا بلاد الار في خيراتها من بترول و غاز و ثروات زراعيه و كل هذا رايح علي بلاد الصليبيه و الفرنجه يا خسيس دم المليون شهيد الله يجعلو لعنه عليك وعلي اولادك و احفادك انت و كل حكومتك الظالمه

  15. لدينا ثقة كبيرة في الرائيس بوتفليقة وعليه الاصلاح فورا لان هناك بعض الاطراف تحاول استغلال الضروف لزرع الفوضى بدافع انتقامي من النظام.وادخال البلاد في متهات و ارضاء اعداء الجزائر.لان الجزائر في عهد بوتفليقة اصبحت قوية.ومستقرة بوتفليقة الدي سدد ديون الجزائر ووزع مليون سكن عليه لان بمزيد من اصلاح وتغيير الحكومة التي تقاعست في تنفيد قرارته.

  16. الشعب الجزائري اغلبه إن لم يكن كله يحب عبد العزيز بوتفليقة و هو العنصر الوحيد الضامن للاستقرار في الجزائر عكس الرؤساء الآخرين في دول عربية كثيرة بل الشعب الجزائري يضعه في خندقه أو جهته ضد المفسدين الآخرين و يعتبر ان الجزائر لم تعرف تطورا و لا استقرارا إلا منذ مجيئه للحكم فانتعش الاقتصاد و استردت الجزائر هيبتها دوليا بعدما كانت تئن تحت وطأة الارهاب لسنوات طويلة لكن ما يعيبه هو عدم توافق الحكومات المتعاقبة مع برنامجه هو و ما يطمح اليه حيث لم يشعر المواطن بذلك التطور رغم اننا مقارنة بمواطنين عرب آخرين يُعتبر الجزائريون من احسن المواطنين في المستوى المعيشي ( كما قلت إذا قارناه بمستوى دول عربية أخرى ) لكن إذا قورن بمداخيل البلاد من عائدات النفط يرى المواطن الجزائري انه لا يتمتع بتلك الثروة و ان حياته لم تتغير كثيرا قبل و بعد ثروة النفط .. لكن ما يجب قوله ان بوتفليقة سدٌد كل كل كل ديون الجزائر و هي سابقة في تاريخ الدول العربية حتى الغنية منها كالدول الخليجية ـ و هنا يحضرني ازمة او فضيحة إمارة دبي ) حينما عجزت عن فراغ خزينتها و عجزها عن سداد قسطها الشهري من الديون … كما ان الجزائر اصبحت اليوم بفضل بوتفليقة ورشة ضخمة للمشاريع الكبرى و انا من الذين يطالبون بتغيير الحكومة و التعجيل بالاصلاحات لا لتغيير الرئيس الذي نعشقه و يكفي ان نقول ان الشعب الجزائري كله خرج للشوارع يوم عاد الرئيس من الخارج في رحلة علاج و كان يظنه لن يعود و لن ينس ابدا حين امتزجت دموع الرئيس بدموع الشعب حين قبٌل علم الجزائر و ارضها عندما نزل من الطائرة … فلا داعي للفتنة إذن و لسنا بحاجة إلى دروس من احد …

  17. بوتفليقة لابأس به لكن المشكلة في الحاكم الفعلي للجزائر منذ 20 عاما و هو الجنرال المدعو توفيق . يجب عليه ان يحاكم هو وعصابته الذين ذبحوا الشعب لسنوات عديدة و الله أعلم بهم.
    اللهم ارزق الجزائر أمنا و سلاما و كل الأمة الاسلامية و العربية آمين.
    الله يرحمك يا بومدين قتلوك. ورغم أني لم أكن مولودة الا أني أشتاق لعهدك يا سيد الرجال.

  18. # عبد الفتاح في شباط 20, 2011 |

    إلى إيمان1114..أخترم رأيك في البدأ بالتخلص من أويحيا..لكن لا أشاطرك الرأي في قضية رفع حالة الطوارء..لماذا؟
    أولا لم يعد هناك شيئ يسمى إرهاب بمعنى إرهاب..كل ما في الأمر هو بقايا عصابات إجرامية سيتخلص منها الجيش في غضون سنة على أكثر تقدير و هي في ذالك لا تحتاج إلى حالة “طوارئ”..
    أيضا أخت لا أرى من الحسن تسمية رئيس جمهورية و هو قبل ذالكجاهد في سبيل الله في أعتى ثورات القرن 20..غير لائق بتسميته كما سميتيه..
    بالأخير نحن شباب و نريد أن نعيش مثلنا مثل أي دولة متقدمة في كنف الحرية و المساوات و العدالة..فعلى بوتفليقة أن يقرر إجراءات تاريخية في هذا السياق..
    تقبلي مروري الكريم
    ****************************************

    اخي عبد الفتاح اولا سلام عليكم … نهارك مبروك
    ثانيا مرورك و تعليقك مقبولين جدا و كلامك تاج فوق راسي خويا لعزيز
    اما عن اويحيا و جماعة المافيا الي معاه اظن انه كل جزائري واعي و حر يشاطرنا الراي عليه
    و اما عن قضية قانون الطوارئ احترم رايك بالطبع و لكن انا من وجهة نظري انه فيها شوية مخاطرة لو يقوموا برفعه هكدا ضربة وحدة يعني هاد الشي ممكن ياثر علينا بالسلب … ممكن التخفيف يعني كيما نقولوا حنا درجة بدرجة … و عن الارهاب صحيح انه لم يعد متفشي بصورة كبيرة مثل ما كان و لكن يا اخي لازال موجود و هناك ناس تتنظر الفرص كي تنقض فهمتني واش حبيت نقول ! يعني هو ليس موجود بصفة مباشرة و علنية و لكن لازالوا يعملوا فالخفاء و عليه و من هاد المنطلق مالازمش نحطوا يدينا فالما بارد و نقولوا اته خلاص التجارب الي مرينا بيها علمتنا ان ناخدوا حدرنا حتى من اقرب المقربين لان مثل ما تعرف الارهاب ليس منحصر فقط على الجزائر بل هو ظاهرة عالمية موجود فكل البلدان .
    و عن الشطر الاخير من تعليقك كوننا شباب و نحبوا نعيشوا في حرية و مساواة و عدالة بصفتي شابة انا معاك في هدا و لكن الحرية ليس لدرجة التسيب يعني كل شي عنده قانون و ادا زاد الشئ عن حده انقلب لضده يعني انا في رايي نحن الحرية عندنا معقولة لاننا عايشين في حرية مقارنة مع شعوب اخرى !
    و العدالة و المساواة هادي لا تحتاج لا لقانون و لا لحاكم هي ليست امور سياسية بل اخلاقية الي مربي على العدل و المساواة يلقاهم دايما

    و سلامي خويا لعزيز ليك و ربي يوفقك في كل ما تعمل … الشدة في ربي هو العاطي ماشي العبد و الانسان المومن يحمد ربي على كل شي و بالتالي ربي ما يضيعوش …
    ان شاء نشوفوك معانا فنورت في اكثر من تعليق .. سلام

  19. faiza في شباط 20, 2011 |

    الله يسلم هاداك الفم … سبق و قلت ان تعليقاتك رائعة ماشاء الله عليك و لا كلام بعد الي قلتيه .

  20. انا اطالب الرئيس ومن هذا المنبر الحر بزحزحة صديقتها خليدة
    والله غير كي نشوف…خليدة الساكارجية,واويحي,وبلخادم,وبركات,وبن بوزيد في التلفزيون تطلعلي لاطونسيون 🙁
    للعلم: ليا 4 شهر ماشفتش دزاير وكي شفتها كانت البرابول راحت على خاطر جا ريح طير لcable

  21. ههههه يعزيك في راسك … واقيلا كي درتي A3 لقيتي خليدة !
    لبارح جوزوها ف لخبارات تع 20h كانت في تلمسان …

  22. هاديك خاليدة يا ايمان شفتها بعيني تشرب في البيرة في laurassi في دزاير ليها وحد 4 سنين

  23. ههههه كي ما شفتيهاش ف les concerts تع gnawa خابطة و تجدب ما شفتي والو !!!
    خلينا منها يرحم والديك مانيش حابة نصبح على سيرتها !

    حبيت نزيد حاجة برك للاخ عبد الفتاح نيتها في ردي عليه … على تسمية بوتفليقة ههههه… يا اخي و الله sans arrières pensés ياك حنا نحبوا ngasro و انا دلعتوا برك ههههه لقى لي يفششوا و يزيد يخطف ! اااااه ولا غرت منه عبد الفتاح ههههه ويلا حبيت ندلعوك نقولولك “تيتح” هههه …هو اسم الدلع تع اسمك فالعاصمة … راني نقصر برك خويا … و الله جميع ثوار التحرير فوق راسي

  24. من “التغيير” في 88 ودفع فاتورة الإرهاب إلى احتجاجات مستمرّة
    “الثورة الشعبية” في الجزائر لم تتوقف حتى تبدأ!
    حصيلة ثقيلة خلال 20 سنة بآلاف الضحايا ومليارات الخسائر وآثار المأساة الوطنية

    تتقاطع أغلب التحليلات والنقاشات والمواقف، سواء تلك النابعة من أفواه السياسين والأحزاب وحتى “المعارضين”، أو تلك الواردة على لسان المواطنين البسطاء، أن الجزائر ليست تونس ولا مصر، وإن كان هذا، لا يطمس حقائق واقعية، تحلب كلّها في “محلب” الانشغالات الاجتماعية والهموم اليومية للمواطنين، والمطالب المشروعة لأغلبية الجزائريين.

    *
    ما حدث في الجزائر، وللجزائريين منذ عام 1988على الأقل، يؤكد حسب ما تسجله أوساط محايدة، أن “الثورة في الجزائر لم تتوقف حتى تبدأ”، فما سمّي بـ “انتفاضة 5 أكتوبر 88″، كان بشهادة واعتراف متابعين لـ “الثورات الشعبية”، خاصة بعدما جرى في تونس ومصر، أن “الثورة” في الجزائر استبقت تونس ومصر وغيرها من البلدان العربية، بأكثر من 20 سنة.

  25. #
    “ثورة” 5 أكتوبر 88
    #
    لم تكن “ثورة أكتوبر”، سوى نموذج آنذاك لكل الشعوب والبلدان العربية وحتى الغربية، التي كانت تطمح إلى “التغيير” لكنها لم تتمكن منه ولم تنجح في إستنساخ “التجربة الجزائرية” إلاّ بعد مرور 20 سنة كاملة، وهو ما يؤكد برأي متابعين، أن الجزائري سبق التونسي والمصري، وغيرهما، في “المطالبة بالتغيير”، سواء سياسيا أو اجتماعيا وإقتصاديا.
    #
    لم يكن التغيير في الجزائر، مختزلا العام 88، في كلام “البطون” والمطالب الإجتماعية، وإنما تحققت مطالب سياسية، حتى وإن لم يُطالب بها المتظاهرون أنذاك، إلاّ أنها سقطت بردا وسلاما على الشارع الذي طالب بتحسين القدرة الشرائية والظروف المعيشية، فجنى ثمارا أخرى، كانت سلة مليئة بالديمقراطية كمولود جديد، لم يعرفه الجزائري من قبل، كما مُنحت للجزائريين شهادة ميلاد التعددية الحزبية، وبالمقابل شهادة وفاة الحزب الواحد!
    #
    مرّت “ثورة أكتوبر” بعشرات الشهداء، سقطوا قربانا لـ”التغيير”، وعاد مواطنون من المطالبة برحيل الرئيس الشاذلي، إلى المناداة بحياته، بعدما أطلّ عليه في التلفزيون يذرف دموع الحزن والأسى والندم، ويخاطبهم بقوله: “لصالح من هذا”، قبل أن تهدأ الأوضاع وتبدأ المياه في العودة تدريجيا إلى مجاريها.
    #
    بعد تلبية أغلب مطالب المحتجين، 4 سنوات كانت كافية، لحدوث انزلاقات خطيرة، سرعان ما تحوّلت إلى نشاط إرهابي، هدّد المؤسسات واستقرار البلاد وأمن العباد، وبدأت مرحلة جديدة، مع “أخطبوط” غريب على الجزائريين، واستمرّت “المأساة الوطنية” لأكثر من عشرية، مازالت الجزائر تدفع فاتورتها إلى اليوم، في ما يسميه البعض “مرحلة ما بعد الإرهاب”، بعدما سقط ما لا يقلّ عن 100 ألف جزائري بسبب الإرهاب.

  26. #
    “ثورة” مواجهة الإرهاب والرعب
    #
    الضحايا الذين سقطوا في الجزائر منذ 88 إلى غاية السنوات القليلة الماضية، والخسائر الفادحة المقدّرة بملايير الدولارات، وانتشار الرعب والقلق والاحتباس، لم تعش مثله وحجمه أيّ دولة عربية أخرى، بنفس الأسباب والظروف والنتائج، على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الدولية، حيث “تحالف” خلال سنوات المحنة، الصديق والشقيق والعدوّ، والقريب والبعيد، على الجزائر التي قاومت ولم تستسلم ولم تركع.
    #
    أكثر من 10سنوات، كانت كافية ليعرف الجزائريين معنى السلم والأمن والاستقرار، وأصبح الجميع يردّد: “الهنى غلب الغنى”، عندما كانت الرؤوس تطير هنا وهناك، والإرهاب يستبيح دماء الأبرياء والعزل في المدن والقرى والأرياف، وينتقل من “الجهاد” المغشوش إلى سياسة الأرض المحروقة وصولا إلى اغتصاب الأرض والعرض قبل الانتقال إلى مرحلة “الإبادة الجماعية” في حقّ الشعب الجزائري عن طريق المجازر الجماعية وتفجير الأماكن العمومية وبعدها التفجيرات الانتحارية.
    #
    ما لا يقلّ عن 10 سنوات ذاق فيها الجزائريون الويل والعذاب وعرفوا الجحيم، لكن دولا أخرى كانت تعيش في نعيم السلم والأمن، ولم يشعر بالجزائريين سوى الجزائريين الذين شاركوا في انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية، متعدّدة، وحتى إن رفع آنذاك سياسيون معارضون وحتى مشاركون في “انتخابات الأزمة” وحلفاء للسلطة، اتهامات “التزوير” و”التلاعب بالإرادة الشعبية”، فإن جزائر التعددية كانت شاهدة على تغيير العديد من الحكومات وكذا تغيير3 برلمانات ومجالس محلية، وكذا 4 نتخابات رئاسية
    #
    بعيدا عن “التغييرات” السياسية، التي مازالت “المعارضة” ترى أنها “شكلية وصورية”، يعتقد ملاحظون أن الأغلبية من المواطنين كلّما تعلق الأمر بـ”الصراعات السياسية”، على الحكومة والبرلمان والتمثيل داخل دواليب الحكم، فإنهم دائما يتذكّرون سنوات الدم والهمّ والغم، وهو يعرف جيدا أنه “ما يحسّ بالجمرة غير ألّي كواتو”!

  27. #
    “ثورة” محاربة الحڤرة والفساد والبطالة والغلاء
    #
    وتعتقد أوساط متابعة لـ”الحالة الجزائرية”، أن “الثورة” في الجزائر مستمرّة ومتواصلة ولم تتوقف يوما حتى تبدأ من جديد، فلا هي “ثورة ياسمين” ولا بحاجة إلى “جمعة الغضب” ولا “جمعة الرحيل” و”لا جمعة التحدّي”، فقد اندلعت ثورة في 5 أكتوبر للتغيير والتنديد بغلاء المعيشة، وثورة في التسعينيات لمحاربة الإرهاب وتحدّي الترهيب والرعب، والتصدّي للتحريض الأجنبي على مقاطعة كلّ ما هو جزائري، وثورة نهاية التسعينيات لاستعادة الأمن، وثورة لإنجاح مسعى الرحمة وبعده الوئام المدني وبعدهما “ثورة” من أجل السلم والمصالحة الوطنية، وبين كلّ ذلك، ثورات شبه يومية في شكل احتجاجات شعبية عبر الجزائر العميقة، ضد ارتفاع الأسعار واللوبيات وللمطالبة بحلول للسكن والشغل والبطالة ومحاربة الفساد و”الحڤرة” والبيروقراطية والتوزيع العادل للثروات.
    #
    أهم رسالة وجّهتها “الثورات الشعبية” في الجزائر، رفض استغلال المطالب المشروعة والسطو على الاحتجاجات السلمية للزوالية الذين يفرّقون جيّدا -حسب ما يؤكده خبراء – بين التحريك السياسي والأهداف الحزبية والشخصية، وبين الدفاع عن انشغالات المواطن وتمثيله بدل التمثيل عليه!
    #
    وتشير أوساط مراقبة، إلى أن الجزائر مخالفة ومغايرة لكلّ الدول العربية الأخرى، فقد عاشت “الثورات” ومازالت تعيشها، وعُمرها نحو 20 سنة كاملة، وتبعا لذلك، فقدت آلاف الجزائريين، فيما لم تدم “الثورة” في دول أخرى، سوى أيام معدودة وبخسائر مادية وبشرية لا مجال فيها للمقارنة ولا للتشفّي!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *