ارتكبت قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله مجزرة في العتيبة بريف دمشق، راح ضحيتها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما لا يقل عن 175 شخصاً.

وإن كانت المجزرة واضحة المعالم في وحشيتها، حيث انتشرت الجثث على طول الطريق في منطقة منبسطة، ما بين ميدعا والضمير باتجاه النشابية والعتيبة، عند خط التماس الذي يفصل بين الجيش الحر وقوات النظام وميليشيات حزب الله، فإن أخبارها أتت متناقضة.

وأعلن النظام السوري عن المجزرة بنفسه تحت مسمى “كمين للإرهابيين”، وصور تلفزيون النظام الجثث بطريقة تعيد إلى الأذهان “استمتاعه وتشفيه” بتصوير الجثث وأجزاء الأجساد.

وبالمقابل، فإن يوسف البستاني، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة، أكد أن ضحايا المجزرة من المدنيين، ويظهر في فيديو للمجزرة “دمية لدب صغير” بين الجثث، وبالتأكيد فإن هذه الدمية لا تخص أحد “الإرهابيين” الذين قتلهم النظام.

وفي الوقت الذي أعلن فيه التلفزيون السوري وقناتا “المنار” الخاصة بحزب الله، و”الميادين” الموالية بشدة للنظام السوري، أن القتلى هم من جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى، أصدر جيش الإسلام بياناً أكد فيه أن “لا وجود لأي عنصر من عناصر جيش الإسلام بين الضحايا”.

وبالعودة لتصريح يوسف البستاني نقلاً عن أحد المصابين الذين استطاعوا النجاة، فإن “قوات النظام قامت بتصفية الجرحى والمصابين الذين لم يستطيعوا الانسحاب ميدانياً بإطلاق النار المباشر عليهم”، و”نفى وجود عناصر لفصائل إسلامية أو لجيش الإسلام بين الضحايا”، مؤكداً أن بينهم أعداداً كبيرة من المدنيين”.
التنكيل بالجثث

أظهرت الصور التي انتشرت عن المجزرة عن مدى التنكيل بالجثث، إذ ظهرت صور لأشخاص مقيدي اليدين، كما أظهرت تجميع الجثث بالجرافات.

وفي هذا السياق، أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان بياناً لدعوة المنظمات الحقوقية الدولية بالضغط على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من أجل إحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، أو العمل على إحداث محاكم دولية مختصة لمحاكمة قتلة الشعب السوري”.
مذيعة تمشي بين الجثث

تم بث عدة تقارير عن المجزرة بين تلفزيوني “المنار” و”الميادين” والتلفزيون السوري، ولكن اتسمت تلك التقارير بالتناقض، وبقي المشترك الوحيد بينها هو تمجيد الجيش التابع للنظام.

فقناة “المنار” ذكرت أن الرتل كان متجهاً إلى الأردن، أما “الميادين” فقالت إنه قادم من القلمون إلى الغوطة.

وعرضت “المنار” فيديو لتفجيرات ضخمة ودخانها الأسود، بينما كانت صور القتلى واضحة كل الوضوح، وتظهر أنه تم قتلهم بالرصاص، وفي الوقت الذي تم الحديث فيه عن انفجارات ضخمة، ظهرت المنطقة المحيطة بالجثث بلا أي آثار حرائق.

تجولت كاميرا “المنار” بين الجثث التي تم تجميعها، وكررت أن معظم القتلى هم من حاملي الجنسية الخليجية والتركية والشيشانية، ولكنها بالتقرير الثاني اكتفت بعبارات التشفي وتصوير الجثث المرمية على الأرض والاقتراب من بعض الوجوه الملتحية، وكأن اللحية هي الإثبات الوحيد على أن القتلى هم من النصرة، ونسيت “المنار” أن محاصري حمص خرجوا من الحصار ومعظمهم ملتحون لعدم وجود أي من مقومات الحياة بما فيها أدوات الحلاقة.

وأصر التلفزيون السوري على الاقتراب أكثر وأكثر من الوجوه، وتصوير تلك المجزرة على أنها انتصار من انتصارات الجيش.

اشتركت القنوات الثلاث بتصوير عنصر من الجيش التابع للنظام وهو يتمشى بين الجثث ويدوس على الأجساد، ليكون مشهد تنقل هؤلاء العسكريين فوق الناس الميتة أمراً أكثر قسوة من مشهد الموت نفسه.

وظهرت مذيعة قناة “الميادين” ديما ناصيف، وهي سورية من قارة بالقلمون، بين الجثث أيضاً لمدة 15 دقيقة، هي المدة الزمنية للتقرير الذي تم بثه على الميادين، لتعيد الذاكرة إلى المذيعة ميشيلين عازر التي قامت بإجراء مقابلات مع ضحايا مجزرة داريا الشهيرة.

تظهر ديمة متحدثة إلى القائد العسكري الذي قاد المجزرة، يقفان بين الجثث، وحولهما عناصر من الجيش لا يزالون يدوسون على الجثث.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. كان لازم يخلوهم مشان يجوا ال ك ل ا ب ينهشوا بلحمهم وان اشاء الله بستين الف جهنم وهذه اخرة كلك ل ب يتهجم على بلدنا ويللي مو عاجبوا كلامي ينطح راسو بأقرب حيط…..

  2. اي بلد اختي الكريمة ليلى؟! اصبحت خ راب مهدوم ليس بسبب بشار فقط بل الطرفيين … والي واقعيين فيها الشعب المظلوم..
    الله يكون في العون ويخرج الله اهلنا السوريين سالميين من يد النظام والمعارضه الي يدورون على مصالحهم.

  3. عم يستقووا على المدنيين العزل ويعذبوهم وينكلوا فيهم ويدعوا كذب وإفتراء أنهم مقاتلين ..هادا هو معدنهم لهالمجرمين القتلة ..تدليس وكذب ووحشية وإجرام ..الله يقلعهم من بلادنا عن قريب وينتقم منهم

  4. شو يا نورت عاملين سياسة جديدة عندكم ….ممنوع نحكي على بشورة وحزب اللات والسيسي ولا شو
    هاي تاني تعليق اليوم ما بتنزلوه ..شوقصتكم فهمونا !!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *