أعلن النظام السوري قبل أيام عن عملية سمّاها تحرير 48 أسيراً لدى لواء أويس القرني في مدينة الطبقة بالرقة.

وخصص التلفزيون السوري وقتاً طويلاً من نشرة الأخبار للحديث عن بطولة جيشه في تحرير أولئك الأسرى، وكانت ذروة الاحتفال هي القبض على قائد اللواء الحاج عبدالفتاح “أبومحمد”.

ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، فإن ما حدث في الطبقة بمدينة الرقة ما هو إلا دليل واضح ومثبت على خيانة داعش للواء والتعامل مع النظام ومساعدته في تهريب رجاله المحتجزين لدى “أويس القرني”، بالإضافة إلى هدية اعتقال “أبومحمد”، ورمي الاتفاقية بين اللواء والنظام بتبادل المعتقلين على الأرض، فلا النظام التزم بعهده ولا داعش قصّرت في دعم النظام.

بعد بحث وتدقيق في الفيديوهات التي تم نشرها عن تلك العملية، والتواصل مع نشطاء في مدينة الرقة، اجتمع الجميع على تساؤل واحد: كيف استطاعت سيارات “شاحنات” النظام السوري الدخول وأخذ الأسرى والخروج وسط ضجة إعلامية ونقل مباشر لتلفزيون النظام، رغم أنه غني عن الذكر والتذكير أن “داعش” مُسيطر على الرقة كلها؟

وما أثار الأسئلة والاستفسارات أيضاً هو راحة قائد لواء أويس القرني ضمن العملية، حيث كان من الواضح أنه مرتاح لسير عملية تبادل المعتقلين أو الأسرى “التي كان قد اتفق عليها اللواء مع النظام” التي تحولت لعملية تهريب بمساندة داعش للنظام.

رواية النظام السوري استندت إلى الشحن العاطفي، ولكن الإعلام السوري – كالعادة – لم يدقق فيما يقوله على شاشة التلفزيون، إذ إن الكاميرات رافقت السيارات المتجهة لاستلام الأسرى، ليقوم المتحدث داخل السيارة بذكر أسماء المناطق التي يمرون فيها على مشارف مدينة الرقة، والتي بحسب الناشط والصحافي من الرقة أبوإبراهيم كلها مناطق تقع تحت سيطرة داعش، ولكن سيارة التلفزيون السوري وسيارة العناصر من الجيش كانت تتحرك في تلك المناطق براحة واطمئنان شديدين، وهذه المناطق هي “المشيرفة، الكرين”.

وأما عن اتفاق التبادل واعتقال قائد لواء أويس القرني، وبحسب الصحافي الرقاوي فإن وجود محتجزين أو أسرى من جيش النظام لم يكن سراً. وأكد الرقاوي لـ”العربية نت” أن داعش بعد أن سيطرت على كامل الرقة وريفها بقي عندها عقبتان هما: كتائب حذيفة بن اليمان التي قضت عليها تماماً باعتقال قائدها ومصادرة سلاحها، والعقبة الأهم كانت لواء أويس القرني الذي تفرّد بالطبقة بعد القضاء على الكتائب، والذي رفض مبايعة الدولة أكثر من مرة، كما رفض – بحسب الرقاوي – تسليم الـ48 أسيراً لداعش، وأكثر من ذلك فإن “أبومحمد”، قائد اللواء، وخوفاً من داعش، بات ينقل الأسرى من مكان لمكان خوفاً من مخبري داعش.

وفي الفيديو الذي تم نشره على “يوتيوب” عن العملية بعد وصول السيارات إلى الطبقة، يظهر أبومحمد في الدقيقة 1.17 وهو مرتاح تماماً ويقول لعناصر النظام: “أنا بطلع معكم”، وذلك لطمأنتهم من أن أحداً لن يقف بطريقهم.

وبحسب الرقاوي المطلع على تفاصيل ما يحدث في مدينته الرقة، فإن الراحة التي كان أبومحمد يتحدث بها تدل على اعتقاده بأن عملية التبادل تسير كما خُطط لها، ويعتقد الرقاوي أنه على الأغلب تمت تصفية أبومحمد، لإعطاء حجة لداعش بتصفية عناصر اللواء بشكل كامل واتهامه بالخيانة وتسليم الأسرى، عدا عن 22 مقاتلاً من اللواء اختفوا هم أيضاً، ويعتقد أن داعش احتجزتهم أو قتلتهم، ولا يمكن لأحد أن يجزم بمصيرهم الآن.

وليردّ أهل الرقة على اختطاف أبومحمد والاعتقاد بأنه مات بإصدار بيان طالبوا فيه مقاتلي اللواء بعدم الجزع والثبات على ما حدث، وتسمية قائد للواء بالسرعة القصوى لدرء التشتت، وأن يجري إصدار بيان يوضح حقيقة ما حدث.

جدير بالذكر أن الأسرى الذين جرى تهريبهم بمساعدة داعش ينتمون لمختلف المحافظات، وبينهم 4 ضباط برتبة عقيد ركن و3 ضباط برتبة مقدم، والرائد كابي شمعون، رئيس شعبة الأمن السياسي، وضابط واحد برتبة نقيب دفاع جوي، و5 ضباط برتبة ملازم وملازم أول، إضافة إلى المساعدين والرقباء والعرفاء والمجندين.

وربما يكون فشل صفقة التبادل له تأثير سلبي على المعارضة السورية، إلا أن ثبوت التعاون بين داعش والنظام ربما يخدم الثورة السورية بالنسبة للرأي العام، خصوصاً أن الشعب نفسه يتعامل مع داعش والنظام على حد سواء باعتبارهما يتعاونان ويحاولان القضاء على السوريين، لكن النظام اعتاد اتهام الجيش الحر بتشجيع الإرهاب (داعش)، وبأن الثوار في سوريا ما هم إلا تكفيريون، والواقع يقول إن النظام وهؤلاء التكفيريين يتعاونون على القضاء على الثوار في كل فرصة مناسبة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. هذه حرب وليست مسرحية فعدو عدوك يمكن يصبح صديقك تارة وعدو لك تارة اخرى, قاتل الله المتسببين بها ومموليها ومؤيدبها وكما قال احدهم : ياعصفوري يا عصفور خد الخاروف وهات الشحرور

  2. لعنة الله تلعن داعش وبشار بساعة واحدة ما احقرهم …صار معروف للجميع أصلاً إنها صنيعة النظام
    ورجاله ومعسكراتهم معروفة لجيش الجحش بشار لو صحيح مو صنيعته كان قصفهم من زمان ..ربنا يقصف عمره وعمرهم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *