العربية- تسع سنوات مرت على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، فيما المشهد السياسي بقي في حال انقسامٍ وتجاذب عنوانه الأبرز جريمة الاغتيال هذه.

المحكمة الدولية التي كانت مطلب الفريق السيادي الذي خاض معركة رفيق الحريري سياسياً، تعرضت لجملة استهدافات عملية ومعنوية من قبل حزب الله وحلفاء النظام السوري، في محاولة لوقف أعمالها، إلا أنه في أمس الخميس كانت له كلمة أخرى، حيث انطلقت العدالة الدولية عملياً، وعلى جدول أعمالها سلسلة من جرائم الاغتيال التي طالت شخصيات سياسية عرفت بمناهضتها لمشروع حزب الله وحلفائه.

المفاجأة الأبرز في لاهاي هي آلاف المستندات التي ارتكزت عليها المحكمة لاتهام عدد من قيادات حزب الله الأمنيين في قتل رفيق الحريري، لتبقى انعكاسات صورة المحكمة على الداخل اللبناني، أملاً لدى المواطنين بأن تنجح في وقف مسلسل القتل الذي عاشوه عقوداً طويلة.b

وتعليقاً على انطلاق المحاكمة والمتوقع منها، قال بطرس حرب، النائب في البرلمان اللبناني، في مداخلة مع قناة “العربية” ضمن برنامج “نهاية الأسبوع”، إنه يجب ألا نتوقع العجائب من هذه المحكمة، بمعنى “إنزال العقاب على كل من كانت له علاقة بهذه الجريمة، إلا أن انعقاد المحكمة بحد ذاته هو إنجاز كبير جداً، وهو تأكيد على أن العدالة ستأخذ مجراها”، مشيراً إلى أن المحكمة تنطوي على مهنية عالية وجدية ممتازة، كما تحتوي على أدلة وإثباتات تتصف بالكثير من المصداقية.

وأكد أن المحكمة ترسل رسالة إلى المجرمين وإلى كل من يريد أن يدخل العنف إلى السياسة في لبنان، مفادها أن هذا ممنوع، وأن هناك من يعاقب، مشيراً إلى أن الأدلة التي عرضها الادعاء تتصف بالجدية واعتمدت على مسائل تكنولوجية متطورة، مما يعطي الانطباع بأن المحكمة جدية.

وقال: “نحن مطلبنا العدالة، وأعتقد أن هذه المحكمة ستحقق العدالة”، بغض النظر عما إذا كانت المحكمة ستدين المتهمين أم لا.

وبسؤاله عما إذا كان يظن بوجود أي سوري متورط في عملية اغتيال رفيق الحريري، إلى جانب المتهمين اللبنانيين، قال حرب إن الوقت الذي تمت فيه عملية الاغتيال كانت الوصاية السورية بلبنان، وكانت الأجهزة الأمنية السورية مسيطرة على الأمن بلبنان، وبالتالي هناك شبهة كبيرة تشير إلى تورط النظام السوري وأجهزته في لبنان، مشيراً إلى أنه لا يوجد دليل حتى الآن.

وأشار النائب في البرلمان اللبناني إلى أن إصرار حزب الله على عدم تسليم المتهمين ربما يعد خوفاً من إدانتهم الفعلية.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *