وسط كل الاضطرابات الناجمة عن الربيع العربي، سيكون من السهل عدم تقدير قيمة الانتخابات التشريعية التي حدثت مؤخرا في تونس….ولكن تونس ليست فقط بلد بائع الفاكهة والخضروات محمد البوعزيزي، الذي فجر الثورة التونسية 2011 عندما أقدم على اشعال النار في نفسه يأسا من أن يحصل على حياة كريمة في بلاده، هي أيضا أول دولة تسقط حاكم ديكتاتوري قبع في السلطة سنوات طويلة وهو زين العابدين بن علي، بحسب تقرير نشرته صحيفة ذا ناشونال الاماراتية.
وتقول الصحيفة الاماراتية إن الأحداث اللاحقة في مصر واليمن وليبيا، والأحداث الأكثر مأساوية على الاطلاق في سوريا، أثبتت للجميع أن عملية الانتقال من الاستبداد للديموقراطية هي عملية صعبة للغاية، ولكن تونس هذا الأسبوع قد أجرت الانتخابات التشريعية التي أدت إلى انتقال سلمي للسلطة، وهو أمر نادر في سياق السياسة الإقليمية.
وتضيف ذا ناشونال أن هذا الانتقال السلمي للسلطة جاء على الرغم من وجود نفس التيارات المختلفة و التي تعاني منها بلدان الربيع العربي الأخرى من تيار اسلامي وآخر علماني، كما كانت تونس أيضا مسرحا لهجمات مسلحة، بما في ذلك اغتيال اثنين من نواب المعارضة.
لكن السيناريو في تونس كان مختلفا، فحزب النهضة الإسلامي، الذي هيمن على الانتخابات السابقة، تنازل طوعا عن السلطة إلى حكومة تكنوقراط، وقبل الهزيمة الذي حدثت له بدون عنف، بل وأبلغ مراقبون الاتحاد الأوروبي أن الانتخابات قد أجريت بطريقة ”أكثر من مرضية”.
بالطبع ما حدث في تونس أكثر من رائع، أما عن سبب نجاح تونس، فالأمر ليس سرا على الاطلاق، ولكن الحقيقية بسيطة للغاية وهي: أنه يجب على السياسيين العمل من أجل خير بلادهم ككل بدلا من مجرد تعزيز مصلحتهم الذاتية.
ولكن لابد أن نتذكر جيدا أن هذه الانتخابات هي بداية جيدة، ولكن لايزال أمام تونس طريق طويل لتقطعه.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. الشعب التونسي حدد أهدافو أخيرا ديمقراطية و عدالة إجتماعية طبعا إذا نجحت عملية القفز من االخيال إلى الحقيقة. تاني هدف هو الحياة الدينية التي تتبع منهج نابليون. البلدان إلي بتبارك لتونس ; ما مشان تحقيق الأهداف بل من أجل شجاعتها في الإعلان عن الدولة العلمانية.

  2. العقيدة هي التي تخنق الدمقراطية و التطورالحضاري. العقيدة مسألة روحانية شخصية بين العبد والرب بالنسبة للناس إلي بتؤمن. لزالك مستحيل و عيب و ممنوع أنو الشخص يراقب و يحكم على روحانية شخص آخر. كمان، أولاد العرب متأثرين بالغرب في كل أمورهم، لزالك تطبيق الديانة رح يكون صعب و من هون يخلق الكذب والنفاق والتوهان.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *