تعهد رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال بالتحقيق في تجاوزات يعتقد أنها حدثت من قبل أعوان الأمن خلال فضها اشتباكات عنيفة بين السكان العرب والأمازيغ في مدينة غرداية.
وقال سلال الذي يزور غرداية في زيارة هي الأولى له بعد إعادة تكليفه بتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات الرئاسية، إن “الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة طلب فتح تحقيقات لمعرفة إن كان هناك تجاوزات في الأحداث الأخيرة التي عرفتها الولاية “.
وأكد سلال أن” الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لا يقبل بهذه التجاوزات ولا القانون”. وأوضح أن “الحكومة ستكون بالمرصاد ولن تتسامح مع كل من يريد استعمال العنف ضد الجزائريين”.
ويرجح أن يكون مقصد سلال يتصل بتجاوزات يعتقد أنها حدثت من قبل أعوان شرطة، وفقاً لشكاوى وتقارير رفعها ممثلون عن السكان الأمازيغ إلى الرئيس بوتفليقة، اشتكوا فيها مما وصفوه انحياز الشرطة إلى جانب السكان العرب .
وكانت المدير العام للأمن في الجزائر اللواء عبدالغني الهامل قد أصدر أمراً بتوقيف ثلاثة من عناصر الأمن والشرطة وإحالتهم إلى جهات تحقيق، على خلفية تسجيل فيديو مصور يظهرهم في حالة اعتداء غير مبرر على أحد المواطنين خلال الأحداث التي شهدتها المدينة في نهاية شهر يناير الماضي.
تعهد حكومي
وتعهد وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز حينها أنه “إذا توصلت التحقيقات إلى إثبات تجاوزات بالفعل فلابد من اتخاذ عقوبات إدارية، وإذا كانت هذه الأفعال تشكل جرائم فلابد من إحالة هؤلاء إلى العدالة لتقوم بما تراه مناسباً وفقاً القانون”، وأوضح أن “أية تجاوزات يقوم بها عناصر الشرطة، هي سلوكيات معزولة وفردية، لا تحسب على جهاز الأمن والشرطة”.
وخلال لقائه بأعيان وقادة المجالس العرفية في المدينة اليوم، شدد سلال على أن السلطات “لن تقبل أبدا التلاعب بمصير الوطن وبوحدة البلاد، يتعين على الجميع التحلي بقيم التسامح ونبذ خطاب التشتت والتجريح وعدم تجاوز الخطوط الحمراء”.
وتعهدت السلطات بإعادة الأمن إلى المدينة، والحد من المواجهات التي تتجدد بين الحين والآخر في المدينة بين السكان العرب والأمازيغ. وقال سلال إن “مصالح الأمن ستواصل عملها بجدية ليسود الأمن والطمأنينة بغرداية”.
فتنة متجددة
وتشهد مدينة غرداية وبلداتها منذ شهر مارس 2008 اندلاع مواجهات على خلفية عرقية ومذهبية، آخرها المواجهات التي اندلعت في شهر أغسطس الماضي، بين سكان حي ثنية المخزن، وهم عرب ينتمون إلى المذهب المالكي، وسكان قصر مليكة وهم أمازيغ ينتمون إلى المذهب الإباضي، بسبب خلفية نزاع قديم على مساحة أرض تضم مقبرة، كانت السلطات تعتزم إقامة ثانوية تعليمية عليها.
لكن أعنف هذه المواجهات بين الطرفين، كانت تلك التي اندلعت في 29 ديسمبر 2008، في مدينة بريان بولاية غرداية، وخلفت مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أربعة أشخاص.
وتجددت المواجهات بين أتباع المذهبين في أبريل 2009، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح أكثر من 25 شخصا وتخريب عدد من المحلات التجارية، وفي فبراير الماضي تجددت المواجهات وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 120 آخرين بجروح.
واعتبرت تلك الأحداث الأعنف والأخطر التي تشهدها الجزائر، كونها أول مواجهات ذات طابع عرقي ومذهبي تشهدها الجزائر منذ الاستقلال.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *