تتوسع الحرب يومياً في سوريا، وتتوسع رقعة القتال، بينما يدخل الجيش النظامي مزيداً من المدن والقرى التي كانت حتى الأمس القريب آمنة مطمئنة، لتنضم بذلك مناطق جديدة إلى دائرة قتال طائفي لا يبدو أنه سينتهي قريباً.
ورغم التباين الطائفي والديني بين عشرات القرى والمناطق الساحلية في سوريا، إلا أنها عاشت لعدة أجيال في سلام ووئام قبل أن تصلها نيران الحرب مؤخراً، عندما استهدف الجيش النظامي بعض هذه المدن والقرى، وبعضها الآخر كانت هدفاً لهجمات نفذها من يسمون “الشبيحة”، وهم المجموعات المسلحة التابعة لقوات النظام السوري.

بيت صالح
وتمثل قرية “بيت صالح” القريبة من مدينة اللاذقية الساحلية نموذجاً على مدن ومناطق سورية عاشت سابقاً لعشرات السنين في أمان وسلام، قبل أن تداهمها نيران النظام، وتقسم أبناءها بين “سنة” و”علويين”، فيقتتلوا فيما بينهم، وتنتهي إلى بلدة مدمرة و”منازلها متفحمة”، كما روت صحيفة “صنداي تلغراف” في تقرير لها من هناك.
وقال رجل سني يسكن القرية للصحيفة البريطانية، ويدعى أبو محمد الشكري، إنه كان يسكن بجوار عائلة علوية كان يقاسمهم العمل والطعام والشراب نهاراً، ويشرب الشيشة معهم ليلاً، طوال سنوات طويلة مضت، إلا أنه تحول الآن من “عامل بناء إلى قائد عسكري للمقاتلين” ضد النظام في البلدة.
تهديد طائفي
ويقول الشكري، الذي يبلغ من العمر 40 عاماً: “كانت علاقتنا مع جيراننا العلويين رائعة، وكنا ودودين مع بعضنا البعض، ويقضي كل منا الكثير من وقته في منزل الآخر”.
والتقت مراسلة “التلغراف” مع الشكري في شارع يضم مجموعة من المحال التجارية المدمرة والمنازل المتفحمة، وتبدو مظاهر القتال الضاري ظاهرة عليه، حيث يقول الشكري: “خضنا العديد من المعارك هنا”، ويتابع: “أعرف أن رصاصاتي قتلت بعض الأشخاص في الطرف الآخر، وأعتقد أن من بين الذي قتلوا أصدقاء لي”.
وتقول “صنداي تلغراف” إن الحرب الجارية في سوريا وترت العلاقات بين السنة والعلويين، وتسببت بمشهد حزين، وتهديد طائفي قد يتوسع إلى أماكن أخرى ليس فقط على مستوى سوريا بأكملها، وإنما على مستوى المنطقة ككل.
العائلات العلوية هربت
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن العائلات التي عاشت سوياً بسعادة طوال العقود الماضية دخلت في قتال دموي على أساس طائفي في قرية “بيت صالح”، وأن الرجال الذين يتقاتلون اليوم بالسلاح كانوا أصدقاء يلعبون سوياً في هذا المكان عندما كانوا أطفالاً.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن العائلات العلوية غادرت القرية وهربت إلى مدينة اللاذقية التي تبعد عشرين كيلو متراً فقط، بينما بسط المقاتلون السنة سيطرتهم على هذه البلدة.
وتمثل قرية “بيت صالح” نموذجاً للتقسيم الطائفي الذي نجح النظام في الترويج له خلال الشهور الـ21 الماضية من عمر الثورة السورية، حيث فر العلويون من العديد من القرى التي يغلب عليها السنة، وهرب السنة من العديد من القرى التي يغلب عليها العلويون، فضلاً عن أن العديد من القرى السنية القريبة من قرى علوية شهدت مجازر مروعة على أيدي الشبيحة التابعين للنظام، في محاولة لتأجيج مزيد من الاقتتال الطائفي الذي يبدو أن النظام استخدمه للصمود أمام الثورة الشعبية.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. عندما استهدف الجيش النظامي بعض هذه المدن والقرى، وبعضها الآخر كانت هدفاً لهجمات نفذها من يسمون “الشبيحة”، وهم المجموعات المسلحة التابعة لقوات النظام السوري…………….كلام بعيد عن المنطق والواقعية يعنى الجيش النظامى هو الذى الأن اصبح يهاجم المدن الامنة حتى في الاماكن التى يتواجد فيها اكبر مؤيدوه ويزرع الطائفية لما تقولون نصف الحقيقة التى تناسبكم ولا تقولون بقيتها التى تفضحكم لما لم تقولوا ان هناك مجموعة مسلحة بدأت ما تسميه معركة تحرير الساحل او بالاحرى تخريبه فكان ع الجيش ان يوقفهم قبل ان ينتشروا ويحتلوا كما فعلوا في حلب وحاولوا في حماة لكنهم سحقوا …………………….الجزائر

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *