أظهرت النتائج الأولية للفحوص التي تجري في بريطانيا على تربة تم تهريبها من سوريا أن قوات النظام استخدمت غازاً مسيلاً للدموع “فائق القوة” في الهجوم الكيماوي الأخير الذي تعرضت له مدينة حلب، وهو غاز يتسبب باختناقات وأضرار كبيرة للمصابين.
ويقوم علماء بريطانيون بفحص عينات من التراب السوري تم تهريبها في مهمة سرية نفذها جهاز الاستخبارات البريطانية (MI6)، حيث تم إيداع هذه التربة في مجمع “بورتن داون” العسكري، والبعيد عن مدينة لندن نحو 140 كيلومترا، للكشف عما إذا كان النظام السوري قد استخدم السلاح الكيماوي بالفعل أم لا، كما يجري فحص التربة للتأكد بشكل خاص مما إذا كان قد تم استخدام غاز السارين كما تقول أغلب الترجيحات.
وقالت جريدة “صنداي تايمز” البريطانية إن المحققين وصفوا الهجوم على خان العسل في حلب والذي أدى إلى مقتل 30 شخصاً واصابة 80 آخرين قبل أيام بأنه “حدث كيماوي”، ما يعني أنهم يعتبرون الغاز المسيل للدموع المستخدم في الهجوم أحد أنواع الغازات الكيماوية السامة والمسببة للقتل.
وتقول الصحيفة إن هذا الأمر يرفع من المخاوف الدولية بشأن عزم النظام السوري على استخدام أسلحة محرمة دولياً.

كيماوي سوريا
وأضافت الصحيفة أن خبراء “بورتن داون” يقومون حالياً بدراسة الصور وتسجيلات الفيديو المتعلقة بضحايا الهجوم ومكانه، من أجل المساعدة في التأكد إن كان كيماوياً أم لا.
ونقلت “صنداي تايمز” عن مصدر مسؤول في المخابرات البريطانية قوله إن “الأعراض التي ظهرت على الضحايا تؤكد استخدام “أداة مهيجة” في الهجوم مثل غاز السارين، أو أنواع أخرى من الغازات المستخدمة في عمليات قمع الاحتجاجات وأعمال الشغب، لكنها ليست “غازات كيماوية فتاكة” من تلك التي تسبب أضراراً واسعة وتتسبب بأعداد كبيرة من القتلى.
وأضاف المصدر: “ضحايا حادث الأسبوع الماضي ظهرت عليهم أعراض تؤدي إلى توقف التنفس”، مشيراً إلى أن الغاز الذي استخدمته قوات النظام السوري مؤخراً “يمكن أن يصبح سلاحاً فتاكاً في حال تم استخدام كميات كبيرة منه، أو في حال كان الضحايا محاصرين في مكان مغلق مثل الأبنية أو السيارات ولم يكن بمقدورهم استنشاق الهواء النقي فوراً”.
ونقلت “صنداي تايمز” عن مصدر في الحكومة البريطانية تأكيده أن حكومة كاميرون تتعامل مع الهجوم الأخير على خان العسل في حلب بجدية بالغة، مضيفاً: “إذا كان نظام الأسد قد استخدم هذا النوع من الغاز فإن هذا أمر سيئ، أما إذا كان المقاتلون هم من استخدم هذا الغاز فإن هذا دليل على أن نظام الأسد فقد السيطرة على مخازن الأسلحة الكيماوية وهو أمر أيضاً سيئ”.
وكانت جريدة “التايمز” أول من كشف الجمعة الماضية عن أن المخابرات البريطانية استطاعت تهريب عينة من تراب المنطقة التي تعرضت للهجوم الكيماوي في حلب، وتم نقلها فوراً إلى لندن لإجراء الاختبارات العلمية عليها والتأكد من أن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي أم لا، وهو ما يمثل أول الخطوات العملية المتعلقة بالكشف عن استخدام الكيماوي في سوريا.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *