تتواصل التسريبات والأدلة على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه من المدنيين، كما تزداد الأدلة وضوحاً ويزداد عدد الشهود الذين يؤكدون ذلك، فيما تتعالى أصوات الانتقادات عبر العالم لصمت المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات التي يرتكبها النظام.
وتحدث العديد من المصادر الإعلامية الغربية عن أدلة جديدة على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المحتجين المدنيين، فيما تساءلت جريدة “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها عما إذا كان العالم قد يتحرك بعد أن تجاوز الأسد كل الخطوط الحمراء باستخدام السلاح الكيماوي.
وأوردت جريدة “ديلي تلغراف” تقريراً قالت فيه إن تسجيل فيديو بثه طبيب سوري على صفحته على “فيسبوك” يمثل دليلاً جديداً على استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي في واحد من الهجمات الجوية التي نفذها على مدينة حلب بدايات الشهر الجاري.
وبحسب الصحيفة البريطانية التي بثت الفيديو ذاته على موقعها الإلكتروني فإن الخبراء يخلصون من المشاهد التي يتضمنها الفيديو بأن الضحايا استنشقوا غازاً كيماوياً ساماً، وهو ما أدى لمقتل أطفال ونساء.
وتقول “ديلي تلغراف” إن الهجوم الكيماوي الذي تم تنفيذه مطلع أبريل الحالي استهدف منطقة كردية؛ وذلك انتقاماً من هذه المنطقة بعد أن انضم عدد من أبنائها الى المقاتلين ضد النظام السوري.

السلاح
ونقلت الصحيفة عن الطبيب نيازي حبش الذي تلقى تعليمه وتدريبه في بريطانيا قوله إن الأعراض التي ظهرت على الضحايا في الفيديو الذي تسرّب مؤخراً تدل على أن الأسلحة الكيماوية تم استخدامها ضدهم، مشيراً الى أنه كان ظاهراً بأنهم عانوا من صعوبات في التنفس مع ظهور رغوة على الفم.
وتنقل الصحيفة البريطانية عن شهود عيان قولهم إن هذه الحالات تم تسجيلها بعد أن ألقت طائرات النظام قنابل على حي الشيخ مقصود في حلب.
إلى ذلك، أفردت جريدة “فايننشال تايمز” البريطانية افتتاحيتها للحديث عن استخدام السلاح الكيماوي من قبل قوات الأسد في سوريا، وقالت إن النظام تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأن الموقف يحتاج “رداً سريعاً وقوياً من قبل المجتمع الدولي”.
ودعت الصحيفة البريطانية المجتمع الدولي إلى التحرك سريعاً من أجل “منع حدوث أعمال وحشية ضد المدنيين في المستقبل كتلك التي ارتكبها النظام العراقي عام 1988 في مدينة حلبجة الكردية في شمال العراق، وأدت إلى مقتل أكثر من خمسة آلاف كردي”.
وتتساءل “فايننشال تايمز” عن الخطوط الحمراء التي تحدث عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما العام الماضي، عندما اعتبر أن تجاوزها من قبل نظام الأسد سوف يغير من قواعد اللعبة، وسيغير من الحسابات بشأن التدخل.
وانتهت الصحيفة البريطانية الى القول إن نظام الأسد يمثل “عصابة تستعد لإسقاط سوريا بالكامل إذا لم يتمكنوا من الإبقاء عليها ملكاً لهم، وسوف تنشر هذه العصابة الفوضى في المنطقة بأكملها.. يجب وقف ذلك”.
يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد، فقبل أسابيع قليلة تمكّنت جريدة “التايمز” البريطانية من الحصول على نتائج تحقيقات تجريها الاستخبارات البريطانية وتقوم على عينات من التربة قامت المخابرات البريطانية بنقلها سراً من الأراضي السورية، وتحديداً منطقة خان العسل في حلب إلى مجمع عسكري في بريطانيا، حيث تبين من التحقيقات المسربة أن النظام استخدم بالفعل غازاً ساماً ضد السكان في تلك المنطقة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. اللعنة يابشار المنشار هادا أللي ناقص هاد الشعب المسكين عانى ومازال يعاني وعربا يتفرجو مقابلين غير تعياب على بعضياتهم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *