نددت عدة دول ومنظمات دولية ومحلية بالتفجيرات الدامية التي هزت العاصمة العراقية بغداد أمس وخلفت أكثر من 120 قتيلا ونحو 450 جريحا، في حين استدعى البرلمان العراقي مسؤولين حكوميين وأمنيين لاستجوابهم في الموضوع.

فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذه التفجيرات وأكد للصحفيين في مقر المنظمة في نيويورك أنه “لا يوجد سبب يمكن أن يبرر هذه الهجمات ضد المدنيين”، واعتبر أنها تستهدف “تقويض” الاستعدادات الجارية للانتخابات التشريعية المقررة العام المقبل، وكذا “التقدم السياسي” في العراقl.

وكانت بغداد قد شهدت أمس خمسة تفجيرات ضخمة بواسطة سيارات مفخخة في مناطق الشورجة والدورة والقاهرة والمنصور والنهضة.

وذكرت مصادر في الشرطة العراقية أن التفجيرات نفذت في وقت متزامن وأدت إلى تدمير مكاتب حكومية، وقال الناطق باسم القيادة العسكرية العراقية اللواء قاسم عطا إن هذه التفجيرات الدامية تحمل بصمات القاعدة.

هجمات شنيعة

ووصف الاتحاد الأوروبي التفجيرات بأنها “هجمات إرهابية شنيعة” وقال إنها “تهدف إلى زعزعة استقرار” العراق، وأعرب عن تعاطفه مع أسر الضحايا.

وحثت السويد -التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد- “جميع الأطراف المعنية على معالجة الوضع الأمني”، وعلى “العمل من أجل تهيئة بيئة مستقرة وديمقراطية”.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فليب كرولي إن تفجيرات بغداد تهدف إلى “إيقاف التقدم السياسي” في العراق، وأكد أن بلاده ستدعم العراقيين “بكل السبل”.

وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيله من جهته عبر في العاصمة البلجيكية بروكسل عن “صدمته الشديدة” مما حدث في العاصمة العراقية، وأدان التفجيرات وعدها “منافية للإنسانية”.

وقال بيان للخارجية الألمانية إن “الحوار والتسامح وليس العنف هو الذي سيضمن المستقبل السلمي لجميع المواطنين في العراق”.

ونددت تركيا بالتفجيرات ووصفتها “بالاعتداء الإرهابي الكريه”، وقالت إنها جاءت في وقت سجل فيه تقدم مهم لاستعادة الديمقراطية والاستقرار بعد الموافقة على القانون المتعلق بالانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في السابع من مارس/آذار المقبل.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن أنقرة تدعو العراقيين إلى “وضع الخلافات جانبا في هذه الأيام الصعبة والعمل بوعي وبوحدة وتكامل”، وأضافت أن تركيا ستستمر في التضامن مع العراق في “معركته ضد الحلقات الإرهابية”.

أما روسيا فقد بعث رئيسها ديمتري ميدفيديف رسالة تعزية إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني، وأعرب عن “غضبه من تلك الجرائم الوحشية”.

جريمة حرب

من جانبه ندد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالتفجيرات، وأكد أن “الذين يسعون إلى استخدام العنف لن يكتب لهم النجاح”.

وفي باريس أدان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الهجمات، وشدد على “أن العراقيين سينتصرون في حربهم على الإرهاب”.

كما أدان ملك الأردن عبد الله الثاني التفجيرات في برقية وجهها إلى الرئيس العراقي أكد فيها تضامن الأردن مع العراق في تصديه للإرهاب.

في السياق أدانت منظمة العفو الدولية تفجيرات بغداد وعدتها “جريمة حرب”، وقالت إن مثل هذه الأعمال “تهدف إلى إعادة إشعال الانقسامات الطائفية” في العراق.

ودعا مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة مالكوم سمارت السلطات العراقية إلى فتح تحقيق دقيق للتعرف على المسؤولين عن الهجمات وتقديمهم إلى العدالة.

وبدورها نددت هيئة علماء المسلمين في العراق بالتفجيرات واتهمت الحكومة العراقية بالفشل في تحديد الجهات المتورطة فيها، معتبرة أن “استهداف المدنيين بهذه الطريقة البشعة يدل على إجرام من قام بها”.

وتوقعت الهيئة تصاعد وتيرة مثل هذه التفجيرات مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وأشارت إلى أن الهدف منها هو “الحصول على مكاسب سياسية على حساب أرواح الأبرياء” العراقيين.

استجواب مسؤولين

من جهة أخرى قرر مجلس النواب العراقي استدعاء رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الداخلية جواد البولاني ووزير الدفاع عبد القادر جاسم العبيدي ومسؤولين أمنيين كبارا لاستجوابهم يوم غد بشأن التفجيرات.

ووجه رئيس المجلس إياد السامرائي في بداية جلسة طارئة عقدها البرلمان أمس التعازي للشعب العراقي وعوائل ضحايا التفجيرات، ودعا الجهات الأمنية إلى التعامل بجدية كاملة مع ظاهرة التفجيرات التي يشهدها العراق.

وندد النواب في كلماتهم بالتفجيرات التي قالوا إنها تؤكد وجود خرق واضح في الأجهزة الأمنية، وطالبوا بإطلاع المجلس على نتائج التحقيقات التي أجريت في التفجيرات السابقة.

واتهم بعض النواب الحكومة بالعجز عن توفير الأمن للعراقيين، في حين عزا آخرون هذه التفجيرات إلى “استشراء الفساد” في الوزارات والأجهزة الأمنية، وطالب بعضهم بإقالة مسؤولين أمنيين.
المصدر: الجزيرة

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. عندما نتهم مسبقا انسانا بعمل جريمة ونصر على ذلك بالرغم من عدم وجود ادلة كافية على اتهامه وادانته بعد ذلك ، فاننا نترك الجاني الحقيقي خارج مجال التحقيقات فيفلت من العقوبة ويدفع من لم يفعلها هذه المرة وزر جرم ليس له يد فيه !!! انا لا اعفي من يُتهم دائما بانه الفاعل لبعض تلك الافعال المشينة ، ولكن بالتأكيد هناك جهات اخرى لها مصلحة في تعطيل الانتخابات ، فلماذا لا يبحث عنها الباحثون بدلا من الاتهام الجاهز دائما لفئة معينة من الشعب !!!!

  2. صباح الخير
    من المستفيد من تفتيت العراق ؟
    هناك مصلحة إقليمية لبعض الدول المجاورة بقيام دولة ضعيفة بالعراق, هناك دول لها نية كاملة بعدم السماح للعراق بأي ثمن كان بالظهور كدولة قوية, ولنأخذ الموقف الإيراني إيران كان طول عمرها يُعتبر العراق هو الثقل الاستراتيجي التوازني على الجانب الآخر, فهناك مصلحة حقيقية في إيران بعدم السماح للعراق بظهور دولة قوية تمتلك جيش قوي وتمتلك دولة مركزية.إيران في مصلحتها قيام دولة ضعيفة لكن ليس في مصلحتها قيام حرب أهلية في العراق,, من له مصلحة بأن يفكك العراق أن تصبح العراق دويلات؟ لنأخذ من المجموعات التي تقاتل الآن في العراق, تنظيم القاعدة أعلنها بشكل واضح أنه توجد له مصلحة أساسية في قيام دولة سلفية دولة تكفيرية في العراق هنالك لها مصلحة كبيرة في تفتيت العراق أو إضعاف الدولة, لسبب بسيط أن تنظيم مثل تنظيم القاعدة لا يستطيع التعايش مع دولة مركزية قوية, لا يستطيع التعايش مع مجتمع موحد يحتاج إلى مجتمع مفتت حتى يجد حصة في ذلك المجتمع…..
    تحيات اختكم ندى

  3. صباح الخير عزيزي اخيليس
    انا كثير خايفه امبارح صارت تفجيرات في بغداد بما ان اختي رئيسة اتحاد نساء جالية العراقية في السويد حصلت على دعوة من العراق حاليا هي هناك لم استطيع الاتصال بها سبب الخطوط وانا كثير خايفة !!!
    تحيات اختك ندى

  4. اختي ندى …الله يحفظها وينجيها من هذا النار وينجي جميع احبائنا العراقيين

  5. كل هذا القتل والاجرام الذي يعيشه الشعب الظلوم …وتذكرون صدام بالمقبور …خافوا الله ياناس..على ما يبدوا انكم مرتاحين لكل الذي يجري بالعراق…اهكذا كان حال العراقيين في زمن صدام حسين الله يرحمه
    خلال 35 سنة من حكمه ماقتل من الشعب العراقي بمقدار يوم واحد من القتل الذي يصيب الشعب العراقي …الله يلعن هذه الحكومة واليوم اللي اجت فيها على الحكم واليوم الذي راح فيه صدام من الحكم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *