أعلنت الخارجية التونسية عن رفضها “المبدئي” للتدخل العسكري في مالي، ودعت إلى “حل إفريقي” للأزمة المالية، وهو موقف “أغضب” الدبلوماسية الفرنسية، التي تعرف علاقاتها مع تونس حالة من “البرود”، بعد وصول حزب النهضة الإسلامي للحكم.
وعادت اليوم الدبلوماسية التونسية لتراجع موقفها وتعلن عن “تفهمها” للتدخل الفرنسي في مالي، والذي فهم على أنه جاء نتيجة “ضغط” دبلوماسي دولي وفرنسي.

مالي
ومن التداعيات الأولى للموقف التونسي، صدور بيان ليلة الأربعاء-الخميس، عن السفارة الفرنسية بتونس، حذرت فيه “الرعايا الفرنسيين من خطورة الوضع”، ودعتهم إلى الحيطة واليقظة، وتجنب زيارة جنوب البلاد، وذلك عقب الإعلان عن اختطاف عدد من الأجانب في الجزائر على خلفية التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي.
وعلمت “العربية.نت” أن اجتماعاً هاماً انعقد صباح اليوم بقصر قرطاج، حضره الرؤساء الثلاثة (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي)، وتمحور الاجتماع حول دراسة تطورات الوضع في مالي والنظر في إعادة بلورة موقف تونس من الأزمة المالية.
وجاء في البيان الذي حصلت “العربية.نت” على نسخة منه أنه على إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها جمهورية مالي، والتي تمثلت في توسع نطاق الحرب وتقدم بعض المجموعات المسلحة العنيفة باتجاه عاصمة البلاد باماكو، بما أدى إلى تدخل عسكري فرنسي بطلب من حكومة مالي، فإن الجمهورية التونسية تعبر عن دعمها لسلامة شعب مالي الشقيق ووحدة ترابه الوطني، وتدين كل أشكال التهديد الذي يتعرض له من طرف مجموعات إرهابية مسلحة.
وأشار البيان إلى أن تونس تتفهم “القرار السيادي الذي اتخذته الحكومة المالية” لمواجهة المخاطر الأمنية المحدقة بالبلاد، وخصوصا على العاصمة باماكو، وتدعو إلى احترام مقتضيات الشرعية الدولية، وخصوصا قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2071 و2085 المتعلقين بجمهورية مالي الشقيقة. وتدعو إلى إطلاق حوار سياسي وطني شامل، بالتزامن مع هذا الجهد العسكري، بما من شأنه أن يدرأ المخاطر ويدمج القوى الوطنية التي لا تلجأ إلى استخدام السلاح في الحياة السياسية.
وحث البيان دول الساحل الإفريقي ومجموعة دول المغرب العربي إلى معاضدة الجهود وتوحيد التنسيق والسياسات الأمنية لمواجهة هذه المخاطر المحدقة، خاصة أن دول المغرب العربي معرضة دائماً إلى تبعات النزاع المالي.
كما ورد في البيان أن تونس تدينن عملية اختطاف مواطنين جزائريين ورعايا أجانب على الحدود الجنوبية الجزائرية من طرف مجموعات إرهابية مسلحة، وتعبر عن تضامنها الكامل مع الأشقاء الجزائريين في مواجهة هذا العدوان.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *