تمكن تنظيم “داعش” من بناء اقتصاد ضخم وتكوين احتياطي نقدي هائل خلال سنوات قليلة من قتاله للنظام السوري، وذلك بفضل أعمال النهب والخطف التي يقوم بها، وبفضل حقول النفط السورية التي هيمن على عدد كبير منها وبدأ ببيع النفط تهريباً في السوق السوداء عبر تجار الحرب الذين ينتعشون في المنطقة حالياً.

وتمكن مقاتلو “داعش” من نهب 425 مليون دولار أمريكي من فرع البنك المركزي العراقي بمدينة الموصل التي دخلوها مؤخراً، ودارت فيها معارك طاحنة بينهم وبين الجيش العراقي، وهو مبلغ يكفي وحده لجعل “داعش” التنظيم الأغنى في العالم.

ويجمع العديد من الخبراء والمحللين على أن الأموال التي تمكنت “داعش” من نهبها من العراق خلال أسبوعين من المعارك، كافية وحدها لجعل التنظيم هو المجموعة المسلحة الأغنى والأكثر ثراء في العالم، حيث لم يسبق ان تمكن تنظيم القاعدة او أي من المجموعات التابعة له من تنفيذ عملية نهب بحجم تلك التي تمت في مدينة الموصل.

ونقلت جريدة “فايننشال تايمز” البريطانية عن آرون زيلين الخبير في شؤون التطرف بمعهد واشنطن قوله إن “داعش أصبحت المنظمة الجهادية الأغنى في العالم حالياً”، مضيفاً: “إنهم يجمعون أموالهم من تجارة وتهريب السلاح، والحصول على الفدية بعد الخطف، وتزوير العملات، وتكرير النفط، وتهريب الآثار التي تعود إلى آلاف السنين، إضافة إلى الضرائب التي يجمعونها من السكان في المناطق التي يسيطرون عليها، أو من خلال نقاط التفتيش على الطرق”.

وكشفت “فايننشال تايمز” لأول مرة أن مسلحي “داعش” في مدينة الرقة احتفلوا على طريقتهم الخاصة لدى ورود الأنباء عن السيطرة على مدينة الموصل العراقية، حيث قام المسلحون بإلقاء الأوراق النقدية في الشوارع، ونفذوا استعراضاً كبيراً بسيارات حديثة أميركية الصنع تم الاستيلاء عليها من العراق ونقلت الى مدينة الرقة، حيث مركزهم الرئيس.

ونقلت الصحيفة عن أحد سكان المدينة قوله: “كانوا يلقون على الناس أوراقاً نقدية من فئة 200 ليرة، ويطوفون بالشوارع يحتفلون بالسيارات الجديدة التي جاؤوا بها من العراق”.

وكانت جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية نشرت تقريراً قبل عدة شهور كشفت فيه عن “بزنس النفط” في مدينة الرقة، حيث يقوم المسلحون باستخراج البترول من حقول النفط السورية التي استولوا عليها، ومن ثم يتم بيعه عبر وسطاء و”تجار حرب” في السوق السوداء بأسعار متدنية تصل إلى 30 دولاراً فقط للبرميل الواحد، في الوقت الذي يتم فيه بيع برميل البترول في السوق العالمية بأكثر من 100 دولار، أي بأكثر من ثلاثة أضعاف الثمن الذي يبيع به المسلحون.

يشار إلى أن دخول قوات “داعش” الى العراق أدى الى هزة كبيرة في أسواق النفط العالمية تسببت بارتفاع الأسعار بأكثر من 5% خلال أيام قليلة من توغل مقاتلي “داعش”، حيث سادت المخاوف من أن تسبب المعارك في العراق انقطاعاً في صادرات النفط العراقية التي تبلغ 2.5 مليون برميل يومياً.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *