انتقد الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الحديث عن نجاح زيارة الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة إلى السودان، لأن النجاح يجب أن يرتبط بأرقام ووقائع محددة، وليس حديثاً إنشائياً لا يدفع العلاقات بين البلدين للأمام، على حد تعبيره.

وأكد أن السودان يحصل على كامل حصته من مياه النيل ويقوم باستخدامها، وأن مصر تعاني من عجز في المياه، وبالتالي فإن المشروعات الزراعية التي يتم التحدث عنها غير منطقية، لأنها تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه لا يمكن توفيرها إلا من مياه الآبار التي تحتاج إلى تمويل ضخم.

وذكر أن توقيع جنوب السودان المرتقب على اتفاقية عنتيبي لتقسيم مياه النيل كان متوقعاً منذ فترة طويلة، باعتبار أن مصالحها أقرب إلى الدول الأخرى منها إلى الخرطوم والقاهرة.r

وأضاف في برنامج “الحدث المصري” الذي يقدمه محمود الورواري على شاشة “العربية الحدث” أن هناك تواجداً لإسرائيل في جنوب السودان، وأن مصر يجب مصر أن تتعامل مع هذه الأوضاع.

وأشار إلى أن مصر لا تفعل أي شيء في مشكلة المياه لا مع جنوب السودان أو مع دول حوض النيل، على الرغم من أن رئيس الوزراء الحالي، هشام قنديل، كان وزيرا للري ويعرف مشكلة المياه جيدا.

وقال إن العلاقة بين مصر والسودان يحتاجها الشعبان، ولكن زيارة مرسي جاءت متأخرة بعد إلحاح من نظام البشير الذي كان يعتقد أن الزيارة يمكن أن تمنحه القدرة على مواجهة التحديات ضده في الداخل السوداني.

وأضاف أن النظام في الخرطوم كان يعتقد أن النظام المصري الحالي سيدعمه أكثر من ذي قبل، خاصة أنه يعتبر نفسه أحد أفرع جماعة الإخوان المسلمين. وألمح إلى أن الحركة الإسلامية في السودان استلمت البلاد موحدة، وأوصلتها إلى حالة الانقسام.

ومن جانبه، قال ربيع عبدالعاطي، القيادي في حزب المؤتمر السوداني، إن الاتفاق على مياه النيل يجب أن يكون واضحا، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس مرسي تناولت تلك المشكلات وركزت على مصيرية التنسيق مع السودان.

وأشار إلى أن زيارة مرسي كانت ناجحة بكل المقاييس، رافضاً القول بإخفاق الزيارة. وإلى ذلك، تحدث السفير أنتوني كون، سفير جنوب السودان في القاهرة، في اتصال هاتفي عن عتاب للرئيس المصري بسبب عدم زيارته لدولة جنوب السودان.

وأكد أن جنوب السودان سيقوم بالتوقيع على اتفاقية عنتيبي لإيماننا بأن النيل ملك لكل دول حوض النيل، مشيرا إلى أن العلاقات ممتازة مع مصر ولن تتأثر من التوقيع على تلك الاتفاقية، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن حل مشكلة حصص المياه يكون عبر حوار بين دول حوض النيل وطرح حلول حقيقية في هذا الشأن.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *