وجه المعارض الأردني البارز ليث شبيلات رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، دعاه فيها للاستجابة لمطالب الشعب السوري بالحرية، معتبرا أن رد المظالم هو أساس الملك، وانتقد تعامل السلطات السورية مع “المعارضين البارزين المخلصين لسوريا”، خاصة المعارض هيثم المالح.

وقال شبيلات للجزيرة نت إن الرسالة أرسلت للأسد نهاية مارس/آذار الماضي بعد ثلاثة أسابيع من لقائه به في دمشق، حيث قدم له النصيحة بالإسراع بالإصلاح أمام موجات الثورات العربية، قبل أن يتحول الرئيس إلى “مشتك من الشعب” المطالب بالإصلاح.

وأكد المعارض الأردني البارز والمعروف بعلاقاته الحميمة مع النظام السوري، أنه ينطلق في نصيحته من كونه محبا لسوريا ومؤيدا لمواقفها في الممانعة والمقاومة.

ووجه شبيلات نقدا لاذعا للروايات التي خرجت عن أركان النظام، والتي وصفت المتظاهرين بالمندسين وأصحاب الأجندات الخارجية، واصفا أجهزة النظام بـ”المحنطة”.

وقال شبيلات -في رسالته المطولة، التي قال إنها وصلت إلى الأسد عن طريق مستشارته بثينة شعبان- إن “فتح قنوات اتصالات مباشرة بين الرئيس صاحب الكاريزما القوية وبين المجموعات الشبابية الراغبة في التغيير هو وحده الكفيل بهزيمة ذلك الخصم الذي هو اليوم أقرب للوهم، قبل أن يتطور الخصم إلى وجود مادي يدفع بالرئيس من خندق شعبه إلى خندق المشتكى منهم جذرياً”.

وتابع أن “الرئيس وليس غيره (أكرر وليس غيره) هو الذي يجب أن يفتح أبوابه لهم ويجلس إليهم ساعات وساعات بفترات لا تتجاوز الأسبوع دون حاجب، مع إعطائهم الأمان بأن لا أحد يسمح له باضطهادهم على آرائهم ونصائحهم ومطالبهم، وأنهم هم شباب وشابات الرئيس، وأن من يمسهم يمس الرئيس، رئيس جميع السوريين وليس رئيس فئة منهم فقط، معظمهم من المطبلين المزمرين الغارقين في رشاوى الرتع، والذين يتنصلون من صاحبهم كما تنصل نظراؤهم من مبارك، وانقلب معظمهم اليوم بنفاق مقرف إلى تمجيد ثورة 25 يناير”.

ودعا الرئيس للتوجه شخصيا إلى مدن درعا وحمص وحماة، وأن يتخذ قرارات جريئة ترد المظالم لأهلها قبل أن تتفاقم الأمور، ودعاه للاقتداء بالعاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال، عندما حول المعارضين المطالبين برأسه في ستينيات القرن الماضي إلى جزء من النظام، وعندما توجه لمدينة معان عام 1989 بعد أحداث هبة نيسان، رغم أن المدينة رفضت استقبال ولي العهد، قبل استقبالها للملك.

كما طالب الأسد بالاقتداء بالنموذج المغربي، وقال في الرسالة إنه “لا بد من الاستفادة من الطريقة المبدعة الراقية العادلة التي تصدى بها المغرب الشقيق -مثلاً- لمعالجة مظالم الماضي بلجنة المصارحة والاعتراف والاعتذار، التي نقلت المغرب من توقف عند ماض يفجر المستقبل إلى مستقبل لم يتجاهل الماضي، بل عالجه بمواطنة نبيلة مبدعة”.

وفي وقت سابق كان شبيلات قد وجه رسالة مباشرة إلى الملك عبد الله الثاني حملت نقدا لاذعا لأسلوبه في إدارة الحكم، ودعاه للإصلاح أو مواجهة العاصفة.
المصدر: الجزيرة

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫14 تعليق

  1. لأسف يا شبيلات الحكام العرب يعتقدون ان الدول العربية مزارع ورثوها عن ابائهم و تناسو ان مهمة الرئيس السهر على راحة شعبه و ان العلاقة التي تربطه بشعبه هي علاقة ود و احترام و ليست جزرة و عصا.

  2. غير دايز في أيار 4, 2011 | لأسف يا شبيلات الحكام العرب يعتقدون ان الدول العربية مزارع ورثوها عن ابائهم و تناسو ان مهمة الرئيس السهر على راحة شعبه و ان العلاقة التي تربطه بشعبه هي علاقة ود و احترام و ليست جزرة و عصا.

  3. وقال في الرسالة إنه “لا بد من الاستفادة من الطريقة المبدعة الراقية العادلة التي تصدى بها المغرب الشقيق -مثلاً- لمعالجة مظالم الماضي بلجنة المصارحة والاعتراف والاعتذار، التي نقلت المغرب من توقف عند ماض يفجر المستقبل إلى مستقبل لم يتجاهل الماضي، بل عالجه بمواطنة نبيلة مبدعة”.
    _____________________________________
    يا ريت كان هذا الحل بدل من الحل النبيل الذي قامو به بعض الغشماء

  4. يا ريت كل السياسيين يقتدو بأخلاقك وأفكارك مع خالص تقديري واعتزازي بيك

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *