العربية.نت –  تحولت مسألة مرض الرئيس الجزائري بوتفليقة وغيابه، بعد 19 يوماً من انتقاله خارج الوطن من أجل العلاج و”النقاهة”، إلى قضية روتينية في سلم اهتمامات الجزائريين اليومية، بعدما كانت تحتل صدارة الانشغالات خلال الأيام الأولى لانتقاله إلى مستشفى “فال دو غراس” الفرنسي، حسبما نقلت جريدة “الخبر” الجزائرية.

وفرضت السلطة حالة من الانشغال الشديد بصحة بوتفليقة، تجسدت في صورة انشغال حكومي ورسمي فريد من نوعه، فاجأ الجميع في اليوم الأول من الإعلان عن مرضه في 27 إبريل/نيسان الماضي مع إفادة الجزائريين بالتشخيص الرسمي لطبيعة العلة التي أقعدت الرئيس، وهي “النوبة الإقفارية العابرة”، وقد أنتجت “الهالة الإعلامية الرسمية” التي رافقت مرض الرئيس، حجماً مماثلاً لها من اهتمام الجزائريين بصحة رئيسهم، لما امتلأت الشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي بالأسئلة المحيرة حول حقيقة مرضه.bouteflika

أسئلة عرفت منحى تصاعدياً في تخمينات المواطنين، ارتقت إلى التساؤل حول مستقبل البلاد في ظل غموض كبير، وإن كان الغموض ليس وليد إعلان مرض الرئيس، لكنه عشش في مخيلات الناس قبل ذلك بكثير، وبمرض بوتفليقة صار ممكناً لدى عامة الجزائريين التساؤل إزاء خليفة الرئيس، ونزلت الأسماء المرشحة للتربع على عرش المرادية من السرايا والكواليس إلى الشارع، وكأن انتخابات رئاسية مسبقة قد تم الإعلان عنها، مثلما أعلن عنها الرئيس الأسبق اليامين زروال صائفة 1998.

وطيلة 19 يوماً مضت والرئيس غائب، صار الاهتمام بوضع بوتفليقة موسوماً بتراجع على صعيدين: رسمي وشعبي، لكن التراجع الرسمي هو الذي أنتج التراجع الشعبي، فكما أنتجت الدعاية الرسمية هالة إعلامية استدرجت الناس بالتعاطف مع رئيسهم كما حدث عام 2005 حينما تنقل مئات الجزائريين إلى مطار هواري بومدين لاستقباله، أنتجت كذلك الغموض والضبابية حول مصيره بعد أيام من مكوثه في “فال دو غراس”، وهي الأيام التي يفترض فيها أن يعرف الجزائريون التشخيص الحقيقي لحالته الصحية بعد العلاج من النوبة الإقفارية، وفي ظنهم أن البروفيسور رشيد بوغربال في خدمتهم على الدوام، الأمر الذي لم يحصل، بينما صار الحديث عن الرئيس أشبه بحديث مناسباتي منه إلى حديث الساعة، يثير بالأساس مستقبل بلاد بأكملها في ضوء الحيرة بشأن مصير رئيس حكمها ثلاث عهدات كاملة، تماماً كما يثير رهانات هذا الرئيس فيما قال عنه إنه “إصلاح” مقدماً جوهرته في “تعديل دستور” صار مصيره هو الآخر في حكم الغياب.

وتراجع تردد اسم الرئيس على مواقع التواصل الاجتماعي، أو على الأقل لم يحتفظ بتلك المكانة الراقية في تعليقات روادها، بينما تحتفظ الطبقة السياسية بقضية مرض بوتفليقة كملف للتعاطي، وظهرت في صورة معارضة توزعت مطالبها على تفرق توجهاتها، بين عبدالله جاب الله وجيلالي سفيان وعلي فوزي رباعين الذين يطالبون بتطبيق المادة 88 من الدستور، وعبدالرزاق مقري الذي يطالب بـ”الشفافية” في عرض التقارير الطبية الخاصة بالرئيس، بينما انكفأت أحزاب الموالاة على نفسها، وعلى رأسها “الأرندي” و”الأفالان”، داعية لبوتفليقة بالشفاء العاجل.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. IDA MRID RABI YACHFIH L3OMRO MACHI BACH IKAMAL ALRISSALA PARCEQUE MAKAN HATA RISSALA , KOULI IKAMAL 3LA, AL DORO LIBKA FI DZAIR , IDA MAT ALLAH YARAHMOU AUMOINS IKHALI PLACA AUX AUTRES L’ALGERIE MAKHLASOCH AL HAMDOULLAH FIHA ALRJAL

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *