وجهت حركة طالبان رسائل طمأنة للشعب الأفغاني والمجتمع الدولي بشأن المرحلة المقبلة في البلاد،  بعد سيطرتها على أفغانستان من جديد عقت دخولها العاصمة كابول وفرار الرئيس أشرف غني من البلاد.

وبعيد دخول مسلحي طالبان العاصمة كابل، هنأ رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر الشعب الأفغاني، وقال إنهم وصلوا مرحلة لم يكونوا يتوقعونها.

وقال مسؤول في الحركة إن الجماعة ستعلن قريبا “إمارة أفغانستان الإسلامية” من القصر الرئاسي في العاصمة، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

إلا أن الحركة، ورغم ذلك، قالت إنها ستضع قوانين لضمان مشاركة المرأة في الحياة العامة، ونفى المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، تقارير عن إجبار النساء على الزواج.

وتناقلت وسائل إعلام تصريحات لمتحدث باسم الحركة قال إن طالبان “لا تخطط لفرض العزلة على النساء، وإنها ستسمح لهن بالتعليم والعمل مقابل الالتزام بالحجاب”.

وخلال السنوات العشرين الأخيرة، انتعش المجتمع المدني في أفغانستان بشكل كبير، وتولت النساء مناصب عامة في كابل والمدن الصغيرة، وانتشرت الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي، والإنترنت موجود في كل مكان تقريبا.

الغرب يجلي رعاياه

في هذه الاثناء، ذكر تحذير أمني من السفارة الأمريكية أن “الوضع الأمني في كابول يتغير بسرعة بما في ذلك عند المطار. هناك تقارير تفيد بأن المطار يتعرض لإطلاق نار ولذلك نحن نأمر المواطنين الأمريكيين بالاختباء في أماكنهم”.

وتكدس مئات الأفغان، بعضهم وزراء في الحكومة وموظفون حكوميون ومدنيون آخرون بينهم العديد من النساء والأطفال، في المطار في انتظار يائس لرحلات المغادرة.

وقال مسؤول في المطار، طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، “الوضع في المطار خرج عن السيطرة .. الحكومة (الأفغانية) باعتنا للتو”.

وجرى نقل الدبلوماسيين الأمريكيين من سفارتهم باستخدام طائرات هليكوبتر، وذلك في أعقاب اختفاء قوات الأمن الأفغانية التي تلقت تدريبا وعتادا من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى بتكلفة بلغت مليارات الدولارات.

وأعلن وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن بدء إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين والأفغان الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة ويخشون على حياتهم.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن رفع إلى خمسة آلاف عدد الجنود الأميركيين في مطار كابول لضمان عملية الإجلاء هذه التي تشمل 30 ألف شخص. وواصلت المروحيات الأميركية كما حصل السبت، رحلات ذهابا وإيابا بين السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء” المحصنة في وسط العاصمة والمطار الذي بات المخرج الوحيد من البلاد.

وهدد بايدن حركة طالبان برد “سريع وقوي” في حال شنت هجوما يعرض للخطر حياة مواطنين أميركيين.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. كلاهما مل و تعب من الحرب: أمريكا و طالبان !
    لهذا جاء الاتفاق و المفاوضات و الضمانات و من أهم هذه الضمانات ان لا تستضيف طالبان على ارض افغانستان مجموعات و أنظمة تهدد أمن أمريكا كالقاعدة و غيرها،،، بالإضافة إلى عدم التضييق على حرية النساء، و هذا ما وافقت عليه طالبان مقابل سحب القوات الأجنبية من أراضيها !
    يعني بعد عشرين سنة من حرب طاحنة ازهقت خلالها أرواح كثيرة في الاخير جلسوا إلى طاولة المفاوضات، ، الخاسر الأكبر هم أرواح الناس و دمار بلد كل هذه المدة !
    كانوا عملوها من الأول و تفاوضوا بدل ازهاق كل تلك الأرواح و تدمير بلد !

  2. خطوة أمريكية لها ما بعدها،
    وفخ جديد للصين ، فهناك تحالف تاريخي بين طالبان والايغور المتشددين ، اضافة ان أفغانستان ممر مهم لطريق الحرير البري الذي تنوي الصين إقامته ويزعج امريكا ، فاذا ارادت امريكا قطعه فما عليها الا الاتصال بذبيح الله قائد طالبان بالاسلكي فهو يحرم استخدام الموبايل الكافر .

  3. هذه هي الحروب الملعونة: بعد تدمير البلاد و تهجير العباد و إزهاق الأرواح،، يجلس طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات لوقف الحرب و تقسيم المكاسب و المصالح بينهما !
    و دائما هناك أغنياء و تجار الحرب و هم بائعي السلاح و الذين يفوزون بصفقات تزويد الجنود بمواد التموين و الذين يبيعون المواد الغذائية للشعب المنهك فيرفعون الأسعار كيفما شاؤوا ووقتما شاؤوا بدون رقيب و لا حسيب،، لأن من سيراقب و يحاسب مشغول بالحرب !
    ثم هناك طرف أخير هو الذي سيظهر بعد إسدال الستار على الحرب، ، سيخرج ليفوز بصفقة إعادة إعمار البلد المنهك و المدمر، ، و غالبا هذا الطرف سيكون قطر لأنها تحب هذا الدور جيدا، ،
    تحب إعمار بلدان الحروب من غزة و بيروت إلى كابول و غيرها، ،
    هي مولاة الشكارة (هذا مصطلح مغربي نقصد به صاحب حقيبة الفلوس) ! يعني ذاك الذي يحمل حقيبة أمواله للفوز بالصفقات و المزادات ،، كولشي عندو ربح !

  4. بالنسبة لأمريكا، ربحت كونها قلمت أظافر طالبان و أنهكتها في مدة عشرين سنة و تركت لها بلدا مدمرا تحتاج للمعجزات كي تعيد بناءه، كما أخذت منها ضمانات كثيرة على عدم العودة إلى زمن الملا عمر و تنظيم القاعدة!
    بالنسبة لطالبان ربحت أنها سيطرت الآن على السلطة في أفغانستان و لن يجرؤ أي فصيل آخر على مواجهتها !
    اما الشعب الذي لا يهتم له احد، فهو بين هارب بجلده إلى خارج البلاد و بين من مكث فلا مفر له سوى أن يضع يده على قلبه و ينتظر ماذا ستحدثه الأيام المقبلة!
    و صبر جميل والله المستعان.. و أعان الله شعب أفغانستان ?

  5. الديمقراطيون في أمريكا غالبا يتجهون لنزع فتيل الحروب التي يشعلها الجمهوريون و تهدئة الوضع قليلا،
    باراك أوباما أغلق غوانتانامو الذي كان جورج بوش قد فتحه و جو بايدن يسحب قواته من أفغانستان !
    هذه سياسة أمريكا،، حزبان يتناوبان بين إشعال الحروب و التهدئة ،، حزب يميل لاستعمال القوة و آخر يميل الى التهدئة و ذلك حسب المصلحة، و كل هذا مجرد لعبة سياسية تصب في مصلحة أمريكا، الحزبين معا لا شيء أهم لديهما من مصلحة أمريكا و إسرائيل إن كان حربا أو سلما !

  6. و أخيرا قبل أن أغلق هذه الصفحة، ، إلى أصحاب العنتريات الذين كلما رأوا أحدا وضع على رأسه عمامة سوداء أو بيضاء و أطلق شعر ذقنه و لبس قميصا قصيرا و سروالا أفغانيا و حمل كلاشينكوف ظنوا أنه سيعيد أمجاد خالد بن الوليد ! ليطلقوا العنان للشعارات و العنتريات و الهتافات ، ، ها هو الفصل الأخير من المشهد يسطر أمامكم، ، كحلوا عينيكم به !
    بعد أن يموت الي يموت و يدمر الي يدمر و يهجر الي يهجر و يجوع الي يجوع،، هاهو الذي تعتبره مثلك الأعلى في الجهاد يضع يده في يد من كنت تعتبره الطاغوت ، من أجل التفاوض و القبول بما كان سابقا يرفضه !
    هذه هي الحروب !

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *