(CNN) — قال المدون البحريني، علي عبدالإمام، في أول مقابلة له بعد وصول إلى لندن إثر رحلة فرار طويلة قادته خارج بلاده التي توارى فيها بعيدا عن الأنظار لأشهر، إن الشعب البحريني يستحق أن يحكم نفسه بنفسه وهو قادر على ذلك، بينما دلت المعلومات الأولية حول فراره إلى دخوله العراق قادما من السعودية عبر الكويت.

وقد اعتقل عبدالإمام عدة مرات في البحرين خلال الاضطرابات التي بدأت عام 2011بالتزامن مع موجة “الربيع العربي”، ويقول إنه تعرض للإساءة في السجن، وقد اختفى عبدالإمام عن الأنظار لفترة قبل أن يغادر المملكة عبر عملية فرار منظمة.i

وقال عبدالإمام في مقابلة مع CNN حول معنى شعوره بالحرية: “لا يمكن للمرء أن يشعر بطعم الحرية إلا إذا افتقدها. إذا عاش المرء معزولا عن العالم لفترة طويلة ومن ثم وجد نفسه حرا ويمكنه السير في الشارع أو الجري أو قيادي السيارة والسفر بالطائرة فسيشعر بأهمية ما فقده طوال عامين.”

وعن ظروف معاملته في السجن قال عبدالإمام: “لا يمكنني أن أصفهم بأنهم بشر، هم وحوش وكانوا يكرهوننا ويستمتعون بتعذيبنا، تعرضنا للضرب وهددونا بعائلاتنا.. أرغمونا على توقيع اعتراف، وخلال التحقيق كان المحقق يصرخ طوال الوقت ويردد التهم المساقة ضدي ويجيب عنها.. وكنت أرى الجحيم إذا رفضت التوقيع لدى مكتب النيابة العامة.”

 

ولدى سؤاله عن الموقف الأمريكي حيال بلاده قال: “الغرب يدير ظهره لنا، و(وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري) كلينتون عندما تتحدث كانت كأنها تقول إن شعب البحرين أقل إنسانية من سواه، وإن الشعب الأمريكي له الحق بانتخاب حكومته والحصول على حرية التعبير أما شعب البحرين فلا يستحق ذلك وليس لديه الحكمة الكافية لحكم بلده وهو بحاجة للعائلة المالكة من أجل أن تستغله وتواصل انتهاك حقوق الإنسان.. نحن بشر ولدينا الحقوق ويمكننا إدارة بلدنا بأنفسنا.”

وتوجه المدون البحريني إلى عائلته بالقول: “أقول لأسرتي إنني أحبها، وقد فعلت ما فعلته من أجل مغادرة البحرين والاجتماع معها من جديد.”

من جانبه شرح ثور هالفورسين، مؤسس “منتدى أوسلو للحريات” خطة إخراج عبدالإمام من البحرين قائلا: “كنا نحاول منذ عامين استضافته في أوسلو من أجل إلقاء كلمة، وقررنا أننا لن نسمح للحكومة البحرينية بأن تحول دون ذلك، لذلك فكرنا في طريقة لإخراجه.”

وتابع بالقول: “تحدثنا إلى عضو في القوات الخاصة الدانماركية، وقد ساعدنا على مراجعة خططنا، وعملنا على عدة خطط أساسية واحتياطية وكانت الفكرة هي الدخول إلى البحرين مع بعض الفنانين الذين يحيط بهم عادة طاقم كبير من المعاونين، ومن ثم استبدال أحد أعضاء الفريق بعبدالإمام وإخراجه من البحرين عبر طائرة خاصة تقل الطاقم برمته.”

ولكن هالفورسين لم يضطر إلى تنفيذ هذه الخطة، وفق ما قال، إذ أن عبدالإمام حصل على ما وصفه بـ”العرض الجريء” من شخص داخل البحرين.

وشرح هالفورسين تفاصيل ما جرى بالقول: “وضع هذا الشخص عبدالإمام في سيارة فيها قمرة تسمح له بالاختباء دون أن يلاحظه أحد، ونقلته السيارة إلى السعودية منها إلى الكويت برا عبر منطقة غير محروسة، ومن ثم نقله صياد أسماك إلى ميناء قريب من البصرة في العراق، ومنها انتقل إلى النجف ومن ثم إلى بغداد، ومن العاصمة العراقية إلى لندن.”

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *