دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى ما دعته “تحولا منظما” بمصر لا يؤدي إلى فراغ في السلطة. واعتبرت أن تعيين نائب للرئيس غير كاف. يأتي ذلك بعد اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي الأميركي دعا فيه الرئيس باراك أوباما إلى خطوات ملموسة من أجل الإصلاح السياسي بمصر.

وطالبت كلينتون بخطة “مدروسة تأتي بحكومة ديمقراطية قائمة على المشاركة”، وشددت على أن بلادها لا تريد أن ترى “استحواذا على السلطة لا يؤدي إلى الديمقراطية بمصر”.

وعبرت عن قبولها لطريقة تعامل الجيش المصري مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة حتى الآن، لكنها اعتبرت أن إقدام الرئيس حسني مبارك على تعيين نائب له هو “مجرد بداية لقائمة طويلة من الإصلاحات اللازمة في مصر”.

وأشارت إلى أنه لا يوجد أي حديث في الوقت الراهن بشأن وقف المساعدات الأميركية في مصر.

وقد امتنعت وزيرة الخارجية الأميركية عن تكرار تأكيدات سابقة بأن حكومة مصر مستقرة تحت قيادة الرئيس حسني مبارك. وقالت “لن أخوض في ذلك ولا في الخيارات المحتملة”.

وأضافت في مقابلة تلفزيونية “رسالة أميركا كانت متسقة، نريد أن نرى انتخابات حرة ونزيهة ونتوقع أن يكون هذا أحد نتائج ما يجري الآن”.

اجتماع عاجل

وكان أوباما قد عقد اجتماعا عاجلا لمجلس الأمن القومي لتقييم رد النظام المصري على الاحتجاجات الغاضبة أعاد فيه التأكيد على ضرورة إجراء إصلاح سياسي في مصر.

وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما كرر خلال اجتماع الأمن القومي السبت معارضته لاستخدام العنف، ودعا السلطة في مصر إلى ضبط النفس، واحترام حقوق الإنسان، والقيام بخطوات ملموسة من أجل الإصلاح السياسي في البلد.

لكن أوباما لم يبد رد فعل على قرار الرئيس المصري السبت بتعيين مدير مخابراته عمر سليمان نائبا له للمرة الأولى منذ توليه السلطة قبل ثلاثين عاما تقريبا. وحضر الاجتماع مستشار الأمن القومي توم دونيلون ومسؤولون أمنيون وسياسيون.

أفعال لا أقوال

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي قال إن الحكومة المصرية لا يمكنها الاكتفاء “بإعادة ترتيب الأوراق”، مؤكدا أن “كلمات الرئيس مبارك التي تعهد فيها بالإصلاح يجب أن يعقبها عمل”، مرددا دعوة الرئيس باراك أوباما لإجراء إصلاحات.

وأردف كراولي أن “شعب مصر لم يعد يقبل الوضع القائم، إنه يتطلع إلى عملية لها مغزى لدعم إصلاح حقيقي”، موضحا القلق الأميركي بقوله “ما دام المحتجون في شوارع مصر، فإننا سنبقى نشعر بالقلق بشأن احتمال وقوع أعمال عنف، ومرة أخرى نحث جميع الأطراف على ضبط النفس”.

وكانت إدارة أوباما وجهت مرات عديدة نداءات لضبط النفس للحكومة والمحتجين في مصر حيث استمرت الاضطرابات المناهضة للحكومة رغم قيام مبارك بدفع الجيش للنزول للشارع.

وتحدث أوباما مباشرة إلى مبارك يوم الجمعة عبر الهاتف، وقال إنه أبلغه بأن عليه القيام بإصلاحات شاملة، بينما أوضح مسؤولون أميركيون أن المساعدات الأميركية لمصر التي تبلغ 1.5 مليار دولار أميركي مرهونة بكيفية معالجة الأزمة في مصر.

وقال أوباما إنه ضغط على مبارك لتنفيذ وعوده بشأن ديمقراطية أوسع وإصلاح اقتصادي بعد فترة قصيرة من إلقاء الأخير خطابا عزل فيه الحكومة استجابة لاحتجاجات عنيفة في المدن المصرية، لكن الشارع المصري اعتبره أقل من التوقعات والطموحات وتابع احتجاجاته مطالبا برحيل نظام مبارك ورموزه.
المصدر: وكالات

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫52 تعليق

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *