قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عقب لقائه مع نظيره الأردني ناصر جودة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، الأربعاء، إنه يريد إقناع رئيس النظام السوري بشار الأسد بالتنحي عبر حل تفاوضي مع المعارضة وبمساعدة روسيا.
وأضاف أن حكومته لا تزال ترى أن الحل التفاوضي الذي يؤدي “إلى رحيل الرئيس الأسد” لا يزال هو الأفضل لما يجري في سوريا، مشيراً إلى أن الرئيس أوباما يعتقد أن ذلك سيتحقق.
كما أوضح كيري بشكل لا لبس فيه أن أوباما لن يطرح أي خطط أو مبادرات لإحياء المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية خلال زيارته لإسرائيل والضفة الغربية والأردن في الشهر المقبل.
وأضاف أنه لا يريد أن يتكهن بإطار زمني لتنحي الأسد في سياق حل سياسي، مشيراً إلى أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يرى أن هناك “حتمية” لمثل هذا الحل. وكان كيري قد تحدث هاتفياً صباح الأربعاء مع العاهل الأردني.

كيري
وأشار الوزير جودة إلى أن الهوة بين نظام الأسد والمعارضة لا تزال واسعة، حيث ترى المعارضة أنه على الأسد أن يتنحى عن السلطة بسرعة، بينما يرفض النظام الشروط المسبقة.
وتطرق الوزيران إلى الضغوط التي يتعرض لها الأردن جراء أزمة اللاجئين السوريين المتفاقمة، حيث وصل عددهم، وفقاً لكيري، إلى حوالي 330 ألفاً. وقال إن معدل اللاجئين الذين عبروا من سوريا إلى الأردن الأسبوع الماضي كان يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف كل ليلة.
وأشار كيري إلى أن أهمية الحل السياسي في سوريا، والذي يسعى إليه أيضاً قائد الائتلاف الوطني معاذ الخطيب، تنبع من المخاوف التي ستنجم عن “انفجار الدولة من الداخل، لأن ذلك سيشكل خطراً على الجميع، ويحمل في طياته أسوأ أنواع النتائج”.
كما أعرب كيري عن أمله باحتمال التوصل إلى “صيغة تتوصل الولايات المتحدة وروسيا من خلالها إلى أرضية مشتركة” تؤدي إلى حل تفاوضي، وأشار في هذا السياق إلى أن العاهل الأردني سيزور موسكو قريباً، وسوف يستشرف بعض الاحتمالات.
وكان كيري خلال مثوله أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للتصديق على تعيينه قد أعرب بشكل ضمني عن مخاوفه من حدوث تقسيم عملي لسوريا حين أشار إلى أن بعض الأطراف قد تعود إلى مناطقها الأصلية، في إشارة إلى احتمال لجوء الرئيس الأسد إلى المنطقة العلوية على الساحل السوري.
وأضاف كيري أن المطلوب هو “تغيير حسابات الأسد” لكي يدرك أن عليه التوصل إلى صيغة تؤدي إلى تنحيه عن السلطة، وقال إن هناك بعض الأشياء “التي يمكن فعلها لتغيير تقويمه للوضع”، مشدداً على أن “هدفي هو أن نغير حساباته” دون أن يتطرق إلى التفاصيل، ولكنه اعترف بأن ذلك ” قد لا يكون ممكناً”.
سلطة انتقالية في دمشق
وفي هذا السياق، فنّد السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد في صفحته على “فيسبوك” تكهنات نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد بأن الولايات المتحدة ربما تغيّر من سياساتها تجاه سوريا بعد تعيين جون كيري وزيراً للخارجية، قائلاً إن حكومته ستواصل العمل مع المعارضة السورية لخلق سلطة انتقالية في دمشق تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة ومؤلفة من شخصيات يتم الاتفاق حولها من قبل المعارضة ومفاوضين يمثلون الحكومة السورية، وتابع “الجميع في واشنطن يدرك أن المعارضة لن تقبل بالنظام أو التابعين له بأن يكونوا أعضاء في السلطة الجديدة”.
وأضاف أن الأمريكيين كشعب عملي “يدركون أن الأسد والرموز التي تمثله يجب أن يتنحوا”، مذكراً الجميع بأن الفيديو الأخير الذي وجهه الرئيس أوباما إلى الشعب السوري تضمن مطالبته بتنحي الأسد عن السلطة.
وحول احتمالات إحياء عملية السلام، أوضح كيري أنه ليس لدى الولايات أي مبادرات محددة، قائلاً: “الرئيس غير مستعد في هذا الوقت لأن يفعل أي شيء غير الاستماع إلى الأطراف”، ولهذا قرر زيارة المنطقة. وتابع “أعتقد أننا سنبدأ بالاستماع لكي نفهم ما هي الإمكانيات، وبعدها سنقوم ببعض الاختيارات، لأننا سنرتكب خطأ ضخماً أو سنتخذ خطوة متغطرسة إذا أعلنا فجأة هذا الأمر أو ذاك، قبل أن نستمع أولاً، وهذا ما أعتزم القيام به، وهذا ما يعتزم الرئيس القيام به”.
ومن جهته، أعرب الوزير الأردني جودة عن قلق بلاده من خطر استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا أو في وقوعها في الأيدي الخطأ، مشيراً إلى أن الرياح تأتي من سوريا إلى الأردن.
وأشار إلى 4 سيناريوهات مقلقة، مثل استخدام الأسلحة الكيماوية داخل سوريا، أو إذا استخدمت في دول مجاورة لسوريا، أو وقعت في الأيدي الخطأ، أو إذا وقعت في أيدي أصحابها لديهم نوايا جيدة ولكنهم يفتقدون كلياً إلى الخبرة. وخلص إلى القول “من حقنا أن نكون متيقظين للغاية وحذرين لشأن ما يمكن أن يحدث، ومن حقنا أن نكون قلقين، ومن حقنا أن ننسق مع جميع الدول التي تشاركنا هذه المخاوف والتي تواجه خطراً محتملاً مشابهاً، والتي تحاول أن تفعل ما نفعله نحن بشكل فعال وجماعي”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫3 تعليقات

  1. دارت الايام ومناع ابوتوجان اقرب للحقيقه وهو الان العراف الاول في نظري
    رغم كرهي له لانه احد الوهابيه

  2. لن يتنحى ابن التيسه لان التيوس لا تتنحى مصيرها في النهايه الذبح بالسكين !
    يمد له الله في طغيانه واخرتها سنرى صوره مماثله للقذافي … و يمكن امتع للناضرين
    I can’t wait!

  3. السوريون يدمرون في بلدهم والغرب والعرب يساعدونهم في ذلك , الموضوع لم يعد لا أسد ولا نعجة البلد تدمر وتستنزف وتحرق ولم يتبق منها سوى المحافظات والمدن التى تسيطر عليها الدولة وتفرض سيطرتها التامة عليها واذا بقيت تلعبون على هذه الشروط المسبقة فلن ينجح شيأ …………………..الجزائر

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *