العاصفة الرملية التي تضرب لبنان لم تمنع بعض الشباب من الاستمرار في إضرابـهم المفتوح عن الطعام والاعتصام أمام وزارة البيئة وسط بيروت حتى استقالة الوزير محمد المشنوق.

الوزير رفض إعطاء أي مقابلة صحفية للتعليق على الحراك الذي ينفذُه 12 شاباً لكنه كان قد أعلن عند بداية التحركات الشبابية أنه لن يستقيل من مهامه ومسؤولياته.

أكثر من أسبوع مضى على إضرابهم المفتوح، تخللته حالات مرضية نـقل معظمهم على أثرها إلى المستشفيات.

وارف سليمان، مهندس معماري يبلغ 28 عاماً كان أول من قرر الإضراب عن الطعام بمبادرة فردية ومن ثم انضم إليه أصدقاؤه ومؤيدوه في التحرك، نقل إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية لكنه مستمر رغم التحذيرات الطبية.

“العربية نت” زارت مكان الاعتصام والتقت وارف الذي أكد أن الشباب يحاولون تطبيق مبدأ المحاسبة حتى يعلم أي وزير آخر أن الشعب ليس نائماً ولا يمكن للوزير الوقوع في الغلط والاستمرار فيه.

وأوضح سليمان: “لم نتبلغ أي رد من الوزير المشنوق حول تحركنا، نحن مستمرون من دون طعام ونكتفي بالمياه والأمصال التي تحوي أملاحاً من أجل الصمود، ونتمنى أن يستقيل المشنوق ويقدم استقالته كانتصار لكل الناس”. وأضاف: “ليس لدينا أي مشكلة شخصية مع الوزير إنما على كل مسؤول تحمّل مسؤولياته”.

وعلى رصيف مقابل للمبنى الذي تقع فيه وزارة البيئة وبمحاذاة موقف للسيارات، انتشرت لافتات وملصقات تطالب الوزير بالاستقالة، وتدعو إلى المحاسبة، كما وُضعت خيم ينام في داخلها الشباب المضربون عن الطعام، وفرش على الرصيف وإلى جانبها عبوات مياه في محاولة للصمود رغم ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة العالية.

حسن قطيش، الذي يبلغ 23 عاماً ويعمل في مجال الكهرباء، نقل هو أيضاً إلى الطوارئ بعد أن تدهور وضعه الصحي قبل يومين لكنه وفي لقاء مع “العربية.نت” أكد أنه يصرّ كسواه على الاستمرار، وشرح قطيش قائلاً: “شعرت بشلل في أطرافي ولم أعد أتحكم في يديّ وقدميّ، فتم نقلي إلى المستشفى وهناك نصحني الأطباء بعدم الاستمرار في الإضراب عن الطعام لكننا مستمرون حتى النهاية”. وأضاف: “إن لم تفلح محاولاتنا فستكون لنا خطوات أخرى نعلن عنها لاحقاً”.

حكايات كثيرة تتناقل من خيمة إلى أخرى ومن شاب إلى آخر، كقصة يوسف الجردي ابن الـ18 عاماً والذي يعمل في ورشة للبناء. يوسف اقتادته القوى الأمنية فور خروجه من المستشفى رغم وضعه الصحي السيء.

وشرح الجردي قائلاً: “سألوني أثناء التحقيق عن مطالبي فقلت لهم لا أريد سوى استقالة وزير البيئة نهاد المشنوق، كما سألوني عن أسباب مشاركتي في المظاهرات، وشككوا في صدقية اعتصامنا وإضرابنا إذ قال لي أحد العناصر: “إنكم تكذبون فأنا متأكد أنكم تأكلون”، عندها أجبته: ” تفضلوا وأمضوا معنا ليلة لتتأكدوا من إضرابنا”.

تعتبر سياسة الأمعاء الخاوية أسلوباً جديداً يعتمده الشباب في مناطق مختلفة من العالم بهدف الضغط لنيل مطالب إنسانية محقة، أسلوب لاقى رواجاً في عالمنا العربي لدى المسجونين في لبنان وإسرائيل، وها هو اليوم ينتقل ليصبح أسلوباً لدى الشباب المنادي بالتغيير.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *