أذهلت الصور التي ظهرت على الشبكة العنكبوتية منذ عدة سنوات وكانت قد التقطت في سجن أبو غريب الأمريكي الكائن في مدينة عراقية تحمل نفس الاسم، أذهلت العالم لقسوتها وبشاعتها.

إذ ظهر فيها الجنود الأمريكيون وهم يعتدون على المعتقلين العراقيين بالضرب المبرح وسحلهم وتعريتهم كما ولدتهم امهاتهم وسحبهم بالحبال كالكلاب، إضافة لتعليقهم على النوافذ في الكلابشات.

كما أظهرت إحدها المجندة الامريكية سابرينا هارمان وهي تقف مبتهجة ومنتشية على جثة أحد المعتقلين.

لكن وعلى الرغم من فظاعة هذه الجرائم لم تصدر بحق الجنود الأمريكيين سوى أحكام بالسجن لأشهر قلائل.

مجرمو

في عام 2005 وقعت أعمال قتل جماعي للسكان المدنيين في مدينة حديثة العراقية، وعلى مدار سنوات الحرب نفذ عناصر شركة Blackwater الخاصة حوالي مائتي عملية قتل جماعي في شوراع بغداد، وعلى الرغم من ذلك لم يعاقب ولا واحد من المجرمين المتورطين في هذه الجرائم، بحسب ما تقول Gulf News. وفقط بعدما ظهرت الصور القادمة من سجن أبوغريب الرهيب واصبحت في متناول العامة، وصف جورج بوش الابن هذه الأحداث بـ “أكبر أخطاء الحرب”.

على الرغم  من ذلك وبعد سلسلة من التحقيقات لم يدان على هذه الجرائم سوى 11 شخصا فقط. صدر بحق اثنين منهم أحكاما بالسجن لمدة 8 و10 سنوات. أما أغلب الباقين فحصلوا على عام واحد أو بضعة أشهر وأعمال إصلاحية.

في حين تم تنزيل جينيسكاربينسكي القائد السابق لسجن أبو غريب من رتبة لواء إلى رتية عقيد وإقالة توماس باباس رئيس قسم المخابرات العسكرية في السجن وتغريمه مبلغ 8 آلاف دولار. ومن بين الضباط قدم للمحاكمة فقط ستيفن جوردان رئيس قسم التحقيق بالسجن، غير أنه أدين فقط بعدم الالتزام بالأوامر، واكتفت الجهات المعنية بتأنيبه شفهيا. ومن العناصر التي حكم عليها بالسجن جاء فقط الجنود من الرتب الدنيا.

من جهة أخرى تظهر مقاطع الفيديو من مدينة حديثة كيف كان الجنود الأمريكيون يقتلون الأطفال العراقيين بطلقات في الرأس.

فبعد إنفجار لغم في سيارة دفع رباعي امريكية، أقام جنود مشاة البحرية مركزا وحاجزا عسكريا في المدينة وعندما إقتربت منه سيارة تاكسي قاموا بإنزال خمسة أشخاص كانو فيها وأعدموهم رميا بالرصاص، ثم بعد ذلك هاجم مشاة البحرية ثلاثة منازل وقتلوا ببشاعة 19 مدنيا آمنا من سكانها.

وبعد إجراء التحقيقات فسرت السلطات الأمريكية الحادثة على أنها “خطأ من جنود صغار تصرفوا على أرض العدو”.

وتم رفع التهم عن ستة أفراد من العناصر الثمانية مرتكبي هذه الفضائع، وتم تبرئة واحد، بينما سجن الأخر لعدة أشهر.

ومن جانبها صرحت هاينا شمسي المتحدثة باسم المنظمة الحقوقية  Human Rights First: “لم توضح التحقيقات أبدا ولا في جريمة واحد من جرائم الحرب تفاصيل واسباب ارتكابها، ولم يعاقب أبدا أحد من قيادات الجيش”.

ومنذ فترة قريبة قال لورانس ويلكيرسون المدير السابق لمكتب وزير الخارجية الامريكي الاسبق كولين باول في حديث مباشر لقناة أمريكية أن في مكاتبات دونالد رامسفيلد وزير الدفاع في ذلك الحين إلى الموظفين كانت هناك أوامر “بالتركيز على مسائل أسلحة الدمار الشامل” التي تمثل “سببا ومبررا رائعا للتدخل العسكري وتغيير النظام”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *