في سلسلة التقارير التي تعدها “العربية” لتسليط الضوء على مفقودي الثورة المصرية، رصدت مراسلة “العربية” في تقريرها الثالث من القاهرة حالة المفقودين بعد سقوط حكم مبارك، وذلك لم يقتصر على مرحلة ما قبل التنحي، إنما استمر خلال حكم المجلس العسكري وحتى بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي.
فمفقودو الثورة لم يكونوا فقط هؤلاء الذين فقدوا في أحداث الثورة الأولى، لكن عدد من هؤلاء اختفوا في الأحداث المتتالية التي أعقبت سقوط حكم مبارك، وتحديداً أثناء حكم المجلس العسكري وحتى بعد انتخاب الرئيس مرسي.
ومحمود خضرة واحد من هؤلاء الذين اختفوا في تلك الأحداث، وتحديداً في أحداث العباسية التي نظمت ضد حكم العسكر، ومنذ اختفائه والشيخ محمد والده يطرق كل الأبواب بحثاً عن ابنه.

المصرية
وقال والد المفقود محمود: “ابني شارك في أحداث العباسية، بحثنا عنه في كل مكان منذ اختفائه، تركنا وحدنا ولم نجد أحداً يساعدنا أو يقول لنا ابننا فين”.
فيما أكدت والدة محمود أنها أصبحت محاصرة بخيارات مؤلمة، وتشعر بحالة من التخبط بداخلها لا تعرف نهاية لها، خاصة عندما يسألها أحفادها عن مصير والدهما، قائلة: “أنا متلخبطة مش عارفة ابننا مات ولا عايش وبناته بيسألوا عليه وماحدش بيساعدنا روحنا كل مكان أقسام مستشفيات معتقلا”.
معاناة أسرة محمود خضرة لا تختلف في تفاصيلها عن مأساة والد ياسر عبدالفتاح الذي لم يتجاوز عمره عشرين عاماً، واختفى فى أحداث محمد محمود.
وحمل عبدالفتاح إبراهيم، والد المفقود ياسر مسؤولية الاستدلال على مكان ابنه للرئيس المصري، حيث قال “الرئيس مرسي اللي انتخبناه”، وقال “هيرجع المفقودين ويهتم بالمصابين مفيش حد عمل حاجة، كل مرة نروح الأقسام ونقدم بلاغات بدون فائدة”.
قصص واحدة ومعاناة تكون متطابقة وعنوان واحد غياب أي دور فاعل لمؤسسات الدولة في الاهتمام بآلام تلك الأسر التي فقدت أبناءها دون وجود حقيقة واحدة حول مصير محدد لهؤلاء المفقودين.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *