(CNN)– بوفاة أحد المحامين المعارضين للحكومة في تونس السبت، طغى سؤال واحد: هل هي ظاهرة أن يموت المشاغبون بالسكتة القلبية؟
في غضون 15 شهرا، أعلنت وفاة ما لا يقل عن خمسة أشخاص بسكتة قلبية، ثلاثة منهم تم تشريح جثثهم في نفس المستشفى.
آخر اسم في اللائحة تم تسجيله السبت، ويتعلق الأمر بالمحامي المعروف فوزي بن مراد، الذي كان أحد أعضاء فريق محامي الزعيم المعارض الراحل شكري بلعيد، وأحد رفاقه في حركة “الوطد”، ومن أشد عتاة المعارضين لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقا، ومن معارضي حركة النهضة الحاكمة حاليا.
فقد أعلنت عائلة المتحدث السابق باسم هيئة الدفاع عن شكري بلعيد، فوزي بن مراد، وفاته صباح السبت في أحد مستشفيات جنوب العاصمة حيث نقل إليه، بعد شعوره “بضعف حاد في التنفس.”
وقال مدير مستشفى سليمان، الذي يبعد نحم 40 كلم، جنوب العاصمة تونس، إن فوزي بن مراد “توفي مبدئيا نتيجة أزمة قلبية حادة.”
وبمجرد الإعلان عن ذلك، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بسؤال واحد: “لماذا تتكرر وفيات المزعجين بالسكتة القلبية؟”
ورغم أن الكثيرين أيضا، وأغلبهم من أنصار حركة النهضة الحاكمة “يسخرون من نظرية المؤامرة”، إلا أنه كان لافتا أن السؤال طغى على مواقع التواصل والمنتديات، وحتى بين أحاديث التونسيين في مجالسهم.

tunisian.flag.waeving.jpg_-1_-1
ففي الثاني من يناير/كانون الثاني 2012، فوجئ التونسيون بخبر إعلان وفاة رئيس لجنة التحقيق في قضايا الفساد، الذي عينه الرئيس السابق زين العابدين بن علي، يومين قبل مغادرته.
استمر لاحقا عبدالفتاح عمر، وهو مسؤول دولي سابق، في منصبه لمدة ناهزت العام قبل أن يتم إعلان وفاته بسكتة قلبية.
ومع اقتراب تلك السنة من النهاية، توفي القيادي السابق في حركة النهضة، صالح كركر، بعد أيام من عودته إلى تونس، وذلك في 18 أكتوبر/أكتوبر تشرين 2012.
وكان كركر يعاني أصلا من ذبحة صدرية أقعدته عن الحركة النصفية.
لكن ما أثار حزنا أكثر لدى التونسيين هو تزامن نهاية 2012 بإعلان وفاة مؤسس حركة الجمهورية الثانية طارق المكي، بسكتة قلبية.
وكان المكي من أشد المعارضين للرئيس السابق، والتحالف الحاكم حاليا.
وقبل أيام، أعلنت حركة نداء تونس المعارضة، وفاة رئيس مكتبها في محافظة تطاوين، جنوب تونس، حبيب بابور، بسكتة قلبية.
وخلف بابور، ناشطا آخر هو لطفي نقض، الذي توفي في اشتباكات شهدتها المحافظة، وأعلن أولا أنه توفي “بسكتة قلبية” قبل أن يقرر القضاء بضغط من حركة نداء تونس، أن ينظر في قضيته، واعتبرها “جريمة قتل.”
وأعاد تكرار مثل هذه الوفيات إلى الأذهان أحداثا أخرى بدأ شق من التونسيين في طرح الأسئلة بشأنها، من ضمنها “وفاة قاضيين في حادثي مرور،” وكذلك “انتحار” مسؤولين أمنيين في كل من العاصمة تونس ومحافظة مدنين.
وعلى صفحة إحدى الناشطات على “فيسبوك” نقرأ نصيحة لكل من يملك معلومات عن سياسيين.
وعلى صفحة “البلاك بلوك-تونس” على “فيسبوك” يدور جدل حول هذا الأمر من أجل محاولة فك ألغازه.
كما لم تخل صفحة أنشأها موقع “تونيزيا سات” لمناقشة الموضوع من تعليقات أصر بعضها على نظرية المؤامرة في التعامل مع الموضوع.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *