أطلقت إيران قناة تلفزيونية باللغة العربية، وسمتّها “الأهواز” في محافظة خوزستان، والتي يسميها العرب “عربستان والأهواز”، ويشكل العرب الأغلبية الساحقة من سكانها. ويأتي ذلك بالتزامن مع استعداد طهران لتنفيذ حكم الإعدام بحق ناشطين أهوازيين.
وبدأ بث هذه القناة السبت رسمياً وبحضور جمع من مسؤولي المحافظة، وعلى رأسهم آية الله محمد على موسوي جزايري، العضو في مجلس الخبراء وممثل ولي الفقيه في المحافظة، وآية الله محسن الحيدري إمام وخطيب صلاة الجمعة في مدينة الأهواز، حسب ما جاء في وكالة فارس.
وعبّر بعض المسوؤلين الذين شاركوا في مراسيم افتتاح عن اعتقادهم بأن هذه القناة الجديدة ستسعى لأداء الدور “الثقافي والمذهبي” في المحافظة.
غير أن المعارضة الأهوازية أو الأحوازية ترى في ذلك أهدافا سياسية أكثر مما هي ثقافية أو مذهبية، حيث علق أمين عام الجبهة العربية لتحرير الأحواز، فيصل عبدالكريم الطرفي، في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، قائلاً إن “إطلاق هذه القناة في الوقت الراهن من قبل الحكومة الإيرانية التي كانت وما زالت تتعاطى مع مطالب شعبنا العربي الأحوازي المشروعة أمنياً منذ بدء الاحتلال عام 1925، واستمر الوضع بعد وصول نظام الجمهورية الإسلامية للسلطة عام 1979 حتى يومنا هذا. في الواقع ما يحدث ما هو إلا سياسة جديدة لذر الرماد في العيون، خاصة في الوقت الذي تستعد إيران لتنفيذ حكم الإعدام بحق كوكبة من أبناء شعبنا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مارسوا النشاط الثقافي والمدني في وطنهم”.

23
وأضاف أمين عام “الجبهة العربية لتحرير الأحواز” أن مجرد إطلاق قناة باسم “الأهواز” يعتبر “اعترافا من قبل السلطة التي كانت تعتبر إطلاق هذا الاسم على المنطقة خطاً أحمر لأمنها القومي، ولكن اليوم وبفضل نضال ومثابرة أبناء شعبنا في الداخل والخارج ونشاطاتهم السياسية على الصعيد الإعلامي والمؤسساتي في الساحة الدولية والداخلية، أرغم النظام على تبني هذه القناة وفي الواقع هذه مبادرة عمل خيرٍ ولكن يراد بها الشر، لأنّ النظام الإيراني يسعى من وراء إطلاق هذه القناة إلى مواجهة القنوات العربية التي بدأت تؤثر على الشارع الأحوازي سياسيا وثقافياً ومذهبياً مثل قناة “الأحوازية” و”وصال” والتي يتابعها شعبنا بشغف شديد، نتيجة حبه وحرصه على هويته العربية والقومية، والتي تطرح في برامجها قضايا مثل الاضطهاد القومي والمذهبي والعنصرية والمحسوبية التي تمارسها السلطات الإيرانية بحق أبناء الشعوب في إيران عامة، وفي الأحواز خاصة”.
وتابع: “أنا متأكد من أن السلطات الإيرانية سوف تسعى لنشر الفتنة الطائفية من خلال هذه القناة وتبديلها إلى منبر يزرع التشتت والفرقة بين أبناء شعبنا مثل ما تعمل قنواتها الأخرى في العالم العربي، وستحاول السلطات الإيرانية من خلال هذا المنبر الإعلامي، وكما لمح بعض مسؤوليها قبل أيام بشكل غير مباشر، تبديل معركة أبناء شعبنا ضدها من أجل التحرير وإرجاع الحقوق المسلوبة إلى صراع طائفي داخلي يهدف إلى شقّ صفوف أبناء شعبنا، ولكن أنا متأكد من أنّها لم ولن تستطيع الوصول إلى هذا الهدف حيث شعبنا اليوم يتمتع بمستوى عال من الوعي السياسي نتيجة لخوضه التجارب المريرة، بالإضافة إلى تأثيراته من الأحداث والمستجدات في العالم العربي والإيراني على حد سواء، والتي أعطته هذه التجارب زخما كبيرا جعلت منه شعباً يتعاطى بموضوعية وبراغماتية مع القضايا.
وحذر عبدالكريم أبناء جلدته في الأهواز من عدم الانجراف وراء سياسات النظام الساعي إلى بث الفكر الطائفي المريض بين صفوفهم، قائلاً: “لقد اجتزنا مرحلة النضال من أجل الوجود، وبدأ النظام الذي حاول جاهدا إنكار وجودنا التاريخي والثقافي، اليوم يعترف بنا شيئا فشيئا، وهذا لم يكن ليتمّ لولا تضحيات شعبنا العربي الأصيل”.
يذكر أن الأهوازيين كانوا قد أطلقوا قناة بإسم “تلفزيون الأهواز”، وكانت تبث برامج أسبوعية من خلال قناة “بيت النهرين” الآشورية في نهاية عام 2004، واستمر البث حتى عام 2011 من خلال تلفزيون “تيشك” الكردي، إلى أن توقف البث في نفس العام بسبب نقص الموارد. ولعب تلفزيون الأهواز دورا مهما في توعية الجماهير، وخاصة في أيام الانتفاضة النيسانية عام 2005.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *