ينفذ عدد متزايد من معتقلي غوانتانامو إضراباً “غير مسبوق” عن الطعام بحسب المحامين، احتجاجاً على سجنهم لمدة غير محددة، فيما يضمحل احتمال إغلاق مركز الاعتقال الذي يعتبره المعتقلون بمثابة “قبرهم”.
وهذا الإضراب عن الطعام الذي يدخل أسبوعه السابع في هذه القاعدة العسكرية الأمريكية في كوبا “غير مسبوق بحجمه ومدته وتصميم” الملتزمين به، كما قال لوكالة فرانس برس ديفيس ريميس، محامي 15 معتقلاً في غوانتانامو، جميعهم مضربون عن الطعام.
وتقر السلطات العسكرية للسجن الأمريكي المثير للجدل بتنامي حركة الإضراب. وقال الكابتن روبرت دوراند، المتحدث باسم السجن “الجمعة وصل عدد المضربين عن الطعام إلى 26 بينهم 8 يجري إطعامهم بواسطة أنابيب. ذلك يمثل تزايداً بالنسبة ليوم الخميس، حيث كان عددهم 25 و8، وليوم الثلاثاء والأربعاء حيث كان عددهم 24 و8، والاثنين 21 و8، والجمعة الماضي 14 و8”.
وأكد في بيان مقتضب أن “اثنين من المعتقلين أدخلا المستشفى لمعالجتهما من الاجتفاف وللمراقبة والتغذية بواسطة أنابيب”.
وقد بدأت الحركة في السادس من شباط/فبراير في يوم تفتيش “روتيني” بحسب الكابتن دوراند. وقال المعتقلون إن مصاحفهم خضعت للتفتيش من قبل الحراس، ما اعتبروه بمثابة “إساءة دينية”، حسب محاميهم، لكن السلطات نفت أي عمل مسيء بشأن المصاحف أثناء التفتيش.

غوانتانامو
وحذر نحو خمسين محامياً من أن غالبية المعتقلين الـ166 في السجن الموجودة في المعسكر 6 (حوالي 130 معتقلاً)، تنفذ الإضراب عن الطعام “على خلفية الإحباط واليأس”.
والمعسكر 6 الذي أقيم على إحدى تلال غوانتانامو يضم المعتقلين الذين لا يمثلون أي خطر أو أي أهمية معينة في نظر القضاء الأمريكي.
وذكر المحامي ريميس أن “الثلثين في المعسكر 6 هم من المعتقلين الذين اعتبروا قابلين للإفراج عنهم” من قبل السلطات العسكرية، وبينهم 56 يمنياً لا يمكنهم العودة إلى بلادهم بسبب قرار للرئيس باراك أوباما على إثر مؤامرات إرهابية نظمت في اليمن.
وأضاف المحامي “إنهم اعتقلوا صدفة وقضي على حياتهم ونزع منهم كل شيء”، مشدداً على “الإحباط المطلق” الذي يعيش فيه هؤلاء المعتقلون “في سنتهم الـ12 في غوانتانامو، فيما يضمحل في نظرهم الأمل في خروجهم”.
واعتبر زميله من مركز الحقوق الدستورية عمر فرح أن الرئيس الأمريكي على الرغم من وعوده “ليس لديه أي مشروع لإغلاق غوانتانامو، كما أنه ليس لديه أي فكرة عن كيفية التصدي لهذا الأمر”.
والدليل هو الطلب الذي قدم إلى الكونغرس للحصول على أموال من أجل إعادة تأهيل القاعدة العسكرية في كوبا.
وقال الجنرال كيلي “أعتقد أن غوانتانامو سيغلق يوماً، لكن إن نظرنا إلى السنوات الـ11 الأخيرة كنا نعتقد أنه موقت. من يعلم إلى أين نحن ذاهبون؟”.
واعتبر فرنك جانوزي، مساعد مدير منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة أن “أفضل وسيلة لإغلاق غوانتانامو هو تقليص عدد معتقليه”، بدءاً بأولئك الذين أعلن عن إمكانية الإفراج عنهم.
وأكد المحامي فرح أن المعتقلين الذين خسروا حتى 20 كلغ من وزنهم ولا يرون أي نور في نهاية النفق “مصممون” على المضي في إضرابهم عن الطعام حتى النهاية، “فهم يرون أنفسهم يتقدمون في السن ويموتون في سجن متشدد من دون توجيه أي تهمة إليهم أو من دون إحالتهم إلى القضاء”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *