لا تزال المعارضة الإيرانية، وبالتحديد الشق الملكي فيها، تلقي باللوم في سقوط آخر ملوك إيران محمد رضا بهلوي، على الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها الأسبق الديمقراطي جيمي كارتر، وذلك خلافا لسائر الأطياف التي ساهمت في ثورة 1979، قبل أن تعود مرة أخرى إلى خانة المعارضة للنظام الديني الذي تعتقد بأنه اختطف ثورة الشعب أو “ثورة الشعوب” بحسب تسمية المعارضة التابعة للقوميات غير الفارسية.
طهران الشيعية وموسكو الشيوعية

لكن على ضوء القرب الشديد بين طهران الشيعية والاتحاد السوفييتي الشيوعي الذي ترثه اليوم روسيا الإتحادية، يعتقد الناشط السياسي الإيراني “أمير عباس فخرآور” في كتابه “الرفيق آية الله” أن لجهاز الاستخبارات السوفييتي السابق “كي جي بي” دور في دعم الثورة التي أدت في نهاية سبعينيات القرن الماضي أي قبل ثلاثة عقود ونيف إلى انهيار نظام الشاه والمجيء بنظام ديني، مشيرا إلى أن موسكو مهدت الطريق في النظام الجديد لصعود المرشد الإيراني الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي الذي لقبه الكاتب بـ “الرفيق”، كما جرت العادة بين الشيوعين لمخاطبة بعضهم البعض.

وأوضح “فخرآور” في مقابلة له، أن كتابه يضم عشرة فصول حاول من خلالها سرد الأحداث بشكل موضوعي ومستقل للباحثين في هذا المجال، مخصصا الفصول الأولى للكشف عن الدور المزعوم للإتحاد السوفييتي السابق في خفايا الثورة الإيرانية.

ويعرّف موقع ويكيبيديا “لجنة أمن الدولة” السوفييتية المعروفة اختصارا بـ”كي جي بي” أي “الاستخبارات السوفييتية”، بأنها “قد حققت نجاحات كبيرة جدا في مراحلها الأولى، حيث استطاع الجهاز استغلال حالة التراخي الأمني والسلام والطمأنينة التي تعيشها الدول الغربية كالولايات المتحدة وبريطانيا، لزرع عملاء للجهاز داخل الأجهزة الحكومية في تلك الدول، بل وفي أجهزة أمنها أيضا”.
“استفادة السوفييت من آيات الله ضد أميركا

في هذا الطرح الذي يتنباه كتاب “الرفيق آية الله” والذي يعد الأول في نوعه، يؤكد الكاتب على وجود “مشروع شامل للاستخبارات السوفييتية يرمي للإستفادة من رجال الدين الشيعة لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية”، وذلك من خلال “التخطيط للثورة الإسلامية وإثارة تمرد وتخريب واسع النطاق بهدف إسقاط الشاه، وبرز ذلك في “حرق دور السينما والمجازر المفتعلة قبل الثورة بغية إلقاء اللوم على النظام الملكي”، بحسب الكاتب دائما الذي يؤكد أن كتابه “موثق بالمستندات والصور”.
تأسيس الحرس الثوري

يعرج فخرآور من منفاه في أميركا في الفصلين الخامس والسادس من الكتاب في طبعته الفارسية على ما اعتبره “دور الاستخبارات السوفييتية السابقة في تأسيس الحرس الثوري الإيراني”، والمهمة الموكلة إلى “آية الله علي خامنئي وآية الله سيد محمود خوئينيها (الإصلاحي)” على هذا الصعيد، وضلوعهما في “احتلال السفارة الأميركية بطهران”، فضلا عن قيام السوفييت بـ “الكشف عن محاولة العسكريين للإنقلاب ضد النظام الجديد” المعروفة في إيران بـ “محاولة انقلاب معسكر نوجه”، ودور موسكو في “إقالة الرئيس المنتخب الدكتور حسن بني صدر”.
تصفية قادة الثورة من الرعيل الأول

يزعم الكاتب أن تصفية الكثير من قادة الثورة المستقلين في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، تمت وفقا لما خططت له الاستخبارات السوفييتية، بمساعدة فريق تابع للمرشد الإيراني الحالي آية الله علي خامنئي، الذي كان حينها عضوا في مجلس قيادة الثورة.

وأشار بالتحديد إلى تفجير مقر “الحزب الجمهوري الإسلامي” الذي سقط فيه ما يزيد عن 70 من أبرز قادة النظام الفتي حينها، مدعياً أن رئيس مجلس قيادة الثورة آية الله محمد بهشتي والرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر تم تصفيتهم جميعا من قبل هذا الفريق.

ويخصص الكاتب الفصل النهائي من كتابه لدور الإتحاد السوفييتي في دعم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بعد أن أصبح وليا للفقيه خلفا لمؤسس النظام آية الله روح الله خميني الذي توفي في العام 1989.

وبالرغم من أن التيار الملكي الإيراني يؤكد دور أميركا وبريطانيا في إسقاط الشاه، لأنه كان بحسب اعتقادهم يريد أن يكون مستقلا، إلا أن الكاتب ينفي هذه القراءة المترسخة بقوة بين بعض الإيرانيين، ويعزو ذلك إلى “بث هذه الإشاعة بين الإيرانيين من قبل الاستخبارات السوفييتية” على حد تعبيره.
وثائق ومستندات حكومية

يوضح الكاتب أنه أمضى “أربعة أعوام في التحقيق والبحث ليصدم بما خلص إليه تاريخ الدراسات في إيران”، قبل نشر الكتاب وبعده، ويغير المعادلة على هذا الصعيد بحسب قوله.

وأكد فخرآور في حديثه لـ “العربية.نت”، أنه استفاد في كتابه “الرفيق آية الله” من “وثائق حكومية ومقابلات ومذكرات لمسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتأريخ الرسمي”، ومقارنتها تطبيقيا مع ما أسماها “مستندات موثقة ومذكرات لضباط سابقين في الاستخبارات السوفييتية” الذين عايشوا تلك الحقبة الزمنية.

وأضاف أنه لجأ بهذا الشأن أيضا إلى “وثائق رسمية مصنفة تحت بند السرية نشرتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا الإتحادية والاستخبارات الأميركية” بعد ثلاثة عقود.

وختم الكاتب حديثه لـ “العربية.نت” بالقول إن أهم الوثائق في كتاب “الرفيق آية الله” هي تلك التي رُفعت عنها صفة السرية من قبل جامعة باتريس لومومبا بموسكو أو الجامعة الروسية لصداقة الشعوب”.

وسبق أن ذكر موقع “خودنويس” الناطق بالفارسية نقلا عن التلفزيون الروسي “آر تي”، أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة باتريس لومومبا التي تأسست في الاتحاد السوفييتي على أساس من العقيدة الماركسية اللينينية، إلا أن الجامعة تقول أن شهادة خامنئي كانت فخرية فقط.

وينقل الموقع الإيراني عن الرئيس الروسي بوتين مدحه للمرشد الإيراني علي خامنئي ووصفه له بـ “مسيح العصر”، نتيجة لتقارب مواقف الجانبين في معاداة الغرب.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. هههههههه
    اذا كان بوتين نفسه ترك الشيوعية والكي جي بي يروح يعمل اية الله شيوعي ؟؟؟؟!!
    جيبوا لنا شيء يصدق او اذا تريدون اقول ان لكم ! فاسمعوا :
    كل القيادة الإيرانية الحالية هي في الأصل عناصر عراقية زرعناها نحن يوم شيعنا ايران قبل ٥٠٠ سنة بعد ان بقت ايران سنية المذهب لمدة ٩٠٠ سنة وعلماءها هم اءمة مذاهب اهل السنة ليومنا هذا وكذلك اصحاب الصحاح !!! لكننا نحن العراقين وجدنا انه ان الاوان لجعلهم شيعة فزرعنا فيهم بعض رجالنا الذين قلوبهم كزبر الحديد أحفادهم يقودون ايران اليوم !!! ولهذا القوميون الفرس يصفونهم بانهم ملالي ويعيرونهم انهم عراقيون من احفاد علي عليه السلام !!! قاتل الله القوميون الفرس بما فيهم صاحب الفرية في الموضوع اعلاه ياليتهم عيروا بما هو عار ! انه الفخر كله ان يكون المرء عراقي من نسل علي امير الموءمنين ويعسوب الدين وأمام المتقين عليه السلام .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *