افتتحت العملية الانتخابية التشريعية في باكستان، صباح اليوم، على وقع عدد من الانفجارات في كاراتشي وبيشاور وكويتا، بحسب ما أفاد مراسل “العربية” في إسلام أباد. وأدى الانفجار الذي وقع في مقر حزب سياسي في مدينة كراتشي، إلى مقتل 8 أشخاص. وقالت محطات تلفزيونية إن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا في انفجار قرب مقر حزب سياسي بمدينة كراتشي الباكستانية مع بدء عملية التصويت في الانتخابات العامة، فضلاً عن إصابة نحو 35 شخصاً.
ودمرت قنبلة كانت مزروعة على أحد الطرق أجزاء من مباني وواجهات متاجر، وخلفت حطاماً متناثراً على الأرض. وأظهرت صور من محطات تلفزيون محلية أن المركبات المتوقفة عن قرب تعرضت لأضرار أيضاً. كما انفجرت عبوة ناسفة قرب مدرسة في بيشاور، ما أدى لسقوط سبعة جرحى، وسمع دوي انفجار في أحد أحياء مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان.
وكانت فتحت صباح اليوم، السبت، مراكز الاقتراع في باكستان في انتخابات تشريعية تعتبر تاريخية، لترسيخ دعائم الديمقراطية في البلاد، ولكنها تجري في ظل تهديدات حركة طالبان التي نصحت الناخبين بألا يدلوا بأصواتهم حتى يبقوا على قيد الحياة. وقد فتحت مراكز الاقتراع التي يناهز عددها 70 ألفاً، أبوابها في الصباح الباكر، على أن تغلق عند الساعة 12,00 بتوقيت غرينيتش، لتبدأ بعدها اللجنة الانتخابية في المساء، إعلان النتائج الأولية لهذه المنافسة التي يتوقع أن تكون حادة بين المرشح الأوفر حظاً نواز شريف ونجم رياضة الكريكت السابق عمران خان.

باكستان
تهديدات طالبان
ولأنهم لم يتمكنوا من التشويش على العملية الانتخابية التي يعتبرونها منافية للشريعة الإسلامية، هدد متمردو حركة طالبان الباكستانية بمهاجمة مراكز الاقتراع نهار الانتخابات. وكانت حركة طالبان الباكستانية، المتحالفة مع القاعدة، أعلنت مسؤوليتها عن معظم الهجمات التي أسفرت عن 127 قتيلاً على الأقل خلال الحملة الانتخابية، وفق حصيلة لـ”فرانس برس”.
يذكر أن هجمات وقعت، أمس الجمعة، نسبت إلى الإسلاميين، أسفرت عن عشرة قتلى بينهم مرشح لانتخابات الجمعية المحلية في ولاية السند (جنوب)، الذي قتل في كراتشي مع اثنين من أنصاره، بحسب مصدر طبي. وكانت مصادر طالبان أكدت أمس أن المتمردين اختاروا انتحاريين لتحضير اعتداءات وثني السكان عن المشاركة، خصوصاً الذين ينتمون إلى أحزاب علمانية أعضاء في التحالف السابق.
المرشح الأوفر حظاً
يأتي هذا في وقت يراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الإسلامية (وسط يمين) التي يتزعمها نواز شريف الذي تسلم رئاسة الوزراء مرتين. في المقابل، ثمة تكهنات كثيرة حول النتيجة التي قد تحصل عليها حركة الإنصاف الباكستانية بزعامة عمران خان.
وقد اضطر حزب الشعب الباكستاني، الذي تسلم السلطة في السنوات الخمس الأخيرة، والذي توجه إليه الانتقادات بسبب حصيلته الاقتصادية والأمنية السيئة إلى القيام بحملة انتخابية بالحد الأدنى بسبب تهديدات طالبان المصممة على جعله يدفع ثمن تحالفه مع الولايات المتحدة.
برنامج الفائز
وسيدعى الفائز في الانتخابات إلى تشكيل تحالف، وإذا تعذر عليه ذلك، يليه الحزب الذي يحل في المرتبة الثانية، ما سيفتح في الحالتين الباب لمشاورات كثيفة في الأسابيع المقبلة. وستتيح هذه الانتخابات لحكومة مدنية انتهت ولايتها تسليم الحكم إلى حكومة أخرى. وهي المرة الأولى التي تتمكن فيها حكومة مدنية من إكمال ولايتها المحددة بخمس سنوات في هذا البلد الذي نال استقلاله في 1947، ويتسم تاريخه بالانقلابات العسكرية. وكانت أبرز مواضيع الحملة الانتخابية أزمة الطاقة الرهيبة واستئصال الفساد وضرورة تطوير الخدمات الأساسية في بلد تبلغ نسبة الفقراء فيه 30% من أصل 180 مليون نسمة.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *