منع عدد من الشبان بينهم فتيات من عناصر البسيج، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من تنظيم اجتماع انتخابي لصالح مرشحه المفضل ونسيبه إسفنديار رحيم مشائي خلال وجوده في الأهواز مركز إقليم خوزستان الذي تقطنه غالبية عربية جنوب غرب إيران.
وقالت صحيفة “كيهان” التي تدار بإشراف مباشر من المرشد آية الله علي خامنئي إن الرئيس الإيراني سعى الى تحويل زيارته الى مدينتي الحويزة والأهواز في خوزستان، الى تجمع انتخابي لتحشيد الرأي العام لصالح مرشحه ومستشاره الخاص مشائي “والد زوج ابنته” الذي يدفع به لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في يونيو/حزيران المقبل.
ووصفت “كيهان” محاولات أحمدي نجاد الترويج الانتخابي المبكر لنسيبه بـ”غير القانونية”، معتبرةً أنه يستغل إمكانياته كرئيس للحكومة. وكتبت الصحيفة أمس الاثنين 22 إبريل/نيسان إن “عناصر البسيج من العرب وعشيرة البختيارية المعروفة وبينهم الأخوات الثوريات منعوا مشائي من إلقاء خطاب في الجماهير الذين قدموا لاستقبال الرئيس خلال جولته برفقة أعضاء الحكومة في محافظة خوزستان”.
نجاد باللباس العربي
ونقلت الصحيفة الموالية للتيار الأصولي الذي يعادي مشائي ويصفه بالمنحرف أن المواطنين الذين تجمعوا في ساحة خاصة لاستقبال الرئيس، ومعظمهم من موظفي الدوائر الحكومية، عبروا عن تذمرهم من طريقة استقدامهم “لاستقبال الرئيس ووصفوا ذلك بأنه يشبه ما كان يجري في عهد الشاه المخلوع” الذي أطيح به في الثورة الشعبية العام 1979.

نجاد
وحرص أحمدي نجاد خلال جولته في أهم مدن العرب بإيران التي سبقتها حملة اعتقالات شملت مئات الناشطين المطالبين بحقوق قومية متساوية، على ارتداء “اللباس العربي” أي الجفية والعقال.
يذكر أن المرشد الأعلى علي خامنئي ومؤيديه يصفون جماعة أحمدي نجاد بـ “التيار المنحرف” ليضاف الى “تيار الفتنة”، أي الحركة الخضراء المعارضة بقيادة مير حسين موسوي ومهدي كروبي التي يتهمها النظام بإثارة أزمة حادة في البلاد بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009. ويرزح الى جانب سجناء الحركة الخضراء والإصلاحيين، حاليا في السجون الإيرانية، معتقلون ينتمون الى “التيار المنحرف”، الموالي لأحمدي نجاد ومشائي.
ويخشى الرئيس الإيراني قبل أقل من أسبوعين على موعد تسجيل أسماء المرشحين من أن يمنع مجلس صيانة الدستور نسيبه مشائي من خوض الانتخابات بحجة أنه يحمل أفكاراً مناهضة لولاية الفقيه بالرغم من أن المجلس الذي يهيمن عليه متشددون كان قد سانده بقوة في الانتخابات الماضية بوجه موسوي وكروبي.
موقف خامنئي من مشائي
ولا يحظى مشائي بتأييد من خامنئي الذي عارض قراراً سابقاً من أحمدي نجاد بتعيينه النائب الأول للرئيس بُعيد الانتخابات الرئاسية العام 2009. وتحدثت مصادر مطلعة في إيران عن لقاء جمع مؤخراً بين أحمدي نجاد وخامنئي تناولوا خلاله موضوع الانتخابات الرئاسية، مضيفةً أن خامنئي لم يعارض بوضوح ترشيح رحيم مشائي، ما اعتبره احمدي نجاد دلالة على رضاه.
إلا أن المحافظين المؤيدين لخامنئي وعلى رأسهم آية الله أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور المكلف بتحديد المؤهلين لخوض الانتخابات الرئاسية، أكدوا في أكثر من مناسبة عدم تزكية المرشد خامنئي لمشائي.
ويعتبر المراقبون أن أحمدي نجاد يحاول البقاء في السلطة من خلال مشائي، حيث إنه يخشى من تنفيذ أحكام قضائية صادرة ضد العديد من مساعديه ومقربيه في اليوم التالي لتركه الرئاسة.
كما يتوقع الرئيس نفسه أن تتم تصفيته أو اعتقاله بعد انتهاء ولايته، فواصل أمس خلال جولته في الأهواز إطلاق تهديداته بـ”كشف المستور” من خلال حيازته على وثائق مهمة من وزارة الاستخبارات. وقال: “لا تتصورا أن عملنا انتهى.. أنتم لستم سوى نكرات، وإذا كشفنا الجزء اليسير من ملفاتكم، فلن يكون لكم مكان في الأمة”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *