بعد تصريحات خطيب جمعة طهران آية الله محمد إمامي كاشاني، في السادس عشر من الجاري، والتي أعلن فيها أن المسلمين “انتصروا على الكفّار” في حلب، مقدماً تهنئته بسقوط المدينة بيد نظام الأسد والميليشيات الطائفية والحرس الثوري الإيراني، انضمّ إليه خطيب جمعة آخر في طهران، هو آية الله كاظم صديقي، ليطلق تصريحاً لا يقل خطراً عن تصريح الأول، إذ تكشف مثل هذه التصريحات، مغزى التدخل الإيراني في سوريا وحقيقة دوافعه.

فقد قال آية الله صديقي، في خطبة يوم الجمعة، إن حلب “تحررت” بفضل “المدافعين عن مراقد أهل البيت”. حسب ما نقلت عنه وكالة “فارس” الإيرانية، الجمعة. مشيراً إلى أن ما سمّاه “الانتصار” في حلب “ليس عسكرياً فقط” بل هو “انتصار ثقافي” أيضاً، حسب زعمه.

ووصف صديقي نظام الجمهورية الإسلامية بأن له “الكلمة الفصل” في المنطقة، كما قال.

وقال صديقي إن “الانتصار في حلب هو انتصار إسلامي وثوري”.

وكان خطيب جمعة طهران آية الله محمد إمامي كاشاني، قد رفض القول إن حلب قد سقطت، بل اعتبر أنها “تحررت وانتصر فيها المسلمون على الكفّار”. تبعاً لتصريحاته التي نشرتها قناة “العالم” الإيرانية، ثم الموقع الالكتروني المعروف باسم “وكالة أنباء الحوزة”.

وكان موقع “الوفاق” الإلكتروني قد أجرى حواراً مع زعيم ميليشيا “النجباء” العراقية المتشددة، والتي شاركت باقتحام مدينة حلب وقتل أهلها وتهجيرهم، أثنى فيه على مشاركة مقاتليه في المدينة، منوّهاً بما أسماه “قوة وأهمية” حركته. تبعاً لما ذكره الموقع السالف، الجمعة.

وقال أكرم الكعبي زعيم ميليشيا “النجباء” العراقية المتشددة، والتي يكون المرشد الإيراني خامنئي، مرجعيتها الدينية والعقائدية والسياسية، إنه لو “وقف العالم كله أمام قضيتنا” في ما وصفه بـ”مكافحة الإرهاب” فـ”لا نتوقف ولن نتراجع”، حسب تصريحاته التي نقلها الموقع السابق.

وهاجم الكعبي كل الذين طالبوا الحكومة العراقية “بتجريم من يذهب إلى سوريا” للقتال هناك، معتبراً أن مشاركة حركته بقتل السوريين في حلب وتهجيرهم بأنها كانت “فعّالة”، منتقداً بشدة، أولئك المطالبين بوضع حركته على قوائم الإرهاب.

وكان الكعبي قد توجّه إلى أهالي مدينتين في حلب، هما كفريا والفوعا، وتضمان أغلبية شيعية، قال لهم فيها إنهم “أحفاد الحسين الذين يحاصرهم أحفاد يزيد” موقعاً الفتنة بين أبناء الشعب السوري الواحد، ومحرّضا على الانقسام الطائفي وإشعال البلاد بنار الفتنة المقيتة. وقام أهالي المدينتين بالرد على رسالته قائلين له إنهم ينتظرون “زحفه المقدّس”. كما ورد في نص الرسالة هي ورسالة الكعبي التي يحرّض فيها طائفيا وسياسياً، بعدما ساهم بقتل أهلها وتهجيرهم من ديارهم كما حصل في الآونة الأخيرة.

وطالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في العشرين من الجاري، جميع فصائل الحشد الشعبي، والذي يضم حركة “النجباء” في صفوفه، بعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى، مؤكداً أن “أي جهة عراقية تقاتل في سوريا” لا تمثّل بلاده.

وكان الموقع الإلكتروني لحركة “النجباء” المتشددة، قد أكّد بتاريخ 17 من الجاري أن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي قد التقى أكرم الكعبي، الأمين العام لحركة النجباء، في طهران، وأن حديثاً دار بينهما، دون الإفصاح عن فحوى الحديث أو مدّته أو القضايا التي تم التباحث بشأنها.

يذكر أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، شدّد منذ يومين على ضرورة مغادرة جميع الميليشيات الأجنبية من الأراضي السورية.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. أئمة البلاط ! يفتون حسب هوى المرشد و الرئيس، إن غزا الرئيس قالوا الغزو حلال، و إن قتل الرئيس قالوا القتل مشروع، و إن نهب و دمر و خرب المرشد قالوا كل هذا جائز في سبيل الله! دمروا و خربوا قد ما فيكم فكل هذا جائز في سبيل العمامة السوداء! هذا تماما ما كان يفعله الكهنة و القساوسة و الرهبان في العصور الوسطى، يبيعون للناس صكوك الغفران، و يفتون لما فيه مصلحة القياصرة و الأمراء و طبقة النبلاء و الإقطاعيين في أوربا! كل فتوى و لها ثمنها إلا أن ضاقت الشعوب الأوربية الفقيرة ذرعا بهم فقاموا بالثورة ضد رجال الكنيسة و تم عزلهم نهائيا، فهل يا ترى أئمة هذا العصر و مفتيها من شيعة و كذلك سنة يتجهون لنفس المصير؟؟؟

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *