فشلت الدول ال15 في مجلس الامن الدولي في التوصل الى توافق حول بيان مشترك يدين القمع الدموي في سوريا، فيما حذرت روسيا من ان “تدخلا اجنبيا” في هذا البلد قد يؤدي الى “حرب اهلية”.

وكانت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال وزعت منذ الاثنين مشروع بيان بهذا الصدد في مجلس الامن يدين العنف الذي يستخدمه نظام الرئيس السوري بشار الاسد بحق المتظاهرين ويدعو الى ضبط النفس.

لكن دبلوماسيا طلب عدم كشف هويته قال انه خلال اجتماع خاص مغلق عقده مجلس الامن بشان سوريا “سرعان ما اتضح انه لن يكون هناك تفاهم على بيان”.

وقامت روسيا والصين بعرقلة الاعلان فعمدت دول مجلس الامن الاخرى بعدما تعذر التوصل الى اتفاق، الى عقد اجتماع علني يمكنها خلاله التعبير عن مواقفها.

ودعت فرنسا الى اتخاذ “تدابير شديدة” بحق الرئيس الاسد في حال استمر في عدم التجاوب مع دعوات الاسرة الدولية لوقف اعمال العنف التي اوقعت مئات القتلى منذ منتصف اذار.

جانب من الجلسة الطارئة في مجلس الأمن الدولي أمس (رويترز)
جانب من الجلسة الطارئة في مجلس الأمن الدولي أمس (رويترز)
وقال مسؤول كبير في الامم المتحدة ان ما بين 350 و400 شخص قتلوا في سوريا فيما افادت حصيلة اصدرتها منظمات غير حكومية عن سقوط اكثر من 450 قتيلا.

واعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان على الرئيس السوري ان “يغير سلوكه الان” و”يستمع الى دعوات شعبه” المطالبة بالتغيير.

واضافت رايس “ان الولايات المتحدة تدين باشد العبارات العنف الفظيع التي تستخدمه الحكومة ضد شعبها” داعية “الاسرة الدولية الى الرد على هذا القمع الوحشي”.

وقالت ان “الشعب السوري يتوق الى حرية التعبير وتشكيل مجموعات والتجمع السلمي وامكانية اختيار قادته بحرية” مشددة على وجوب “الاستماع” الى هذه المطالب.

وكررت الاتهامات الاميركية بان ايران تساعد سوريا على قمع المحتجين.

روسيا من جهتها حذرت من انه لا يمكن تبرير اي تحرك دولي بقمع المتظاهرين في سوريا اذ ان ذلك لا يطرح بنظرها اي خطر على السلام والامن الدوليين.

وشدد السفير الروسي الكسندر بانكين على ان “التهديد الفعلي للامن الاقليمي قد ينبع من التدخل الخارجي” محذرا الاسرة الدولية من “اتخاذ طرف” في التظاهرات الجارية في سوريا ودول عربية اخرى.

ولفت الى الى ان “نهجا كهذا يؤدي الى دورة عنف لا تنتهي وقد يتسبب بحرب اهلية” في هذا البلد مشددا على اهمية سوريا بصفتها على حد قوله “حجر زاوية في البناء الامني في الشرق الاوسط”.

ودعا السفير الصيني لي باودونغ الى تقديم “مساعدة بناءة” لسوريا مشيرا الى ان الاضطرابات التي تشهدها الدول العربية “سددت ضربة قوية للاستقرار في المنطقة برمتها”.

وقال انه “اذا لم يتم التعامل مع هذه المسائل بالطريقة الملائمة، فسوف تشكل خطرا على السلام والاستقرار في مناطق اخرى”.

وذكر دبلوماسيون بان الصين وروسيا تعارضان بشكل تقليدي تدخل الامم المتحدة في ما تعتبره شؤونا داخلية للدول وقد عارضتا بشكل متزايد حملة الغارات التي يشنها ائتلاف دولي بقيادة الحلف الاطلسي على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي لاعتبارها انحيازا لاحد طرفي النزاع في هذا البلد الذي يشهد ثورة ضد نظام القذافي.

في المقابل شددت الدول الاوروبية والولايات المتحدة موقفها بشكل متزايد حيال سوريا.

وقال السفير الفرنسي جيرار آرو “اذا لم يحصل اي امر ايجابي، فان فرنسا ستدرس مع دول اخرى سلسلة من الخيارات الرامية الى زيادة الضغط على النظام السوري لحمله على وقف القمع وسلوك طريق الاصلاحات”.

وقال آرو بعد قليل امام الصحافيين ان “المواقف متباعدة جدا” وان التوصل الى توافق سيشكل “عملية طويلة جدا”.

واوضح السفير الالماني بيتر فيتيغ خلال الاجتماع ان المانيا تؤيد اتخاذ “تدابير ملائمة”.

وقال فيتيغ ان “المتظاهرين لا يملكون دبابات ولا يعتقلون الناس بطريقة تعسفية، ولا يفرضون قيودا على الصحافيين”.

من جهته اعرب بشار جعفري المندوب السوري لدى الامم المتحدة عن ارتياحه لعدم التوصل الى اعلان مشترك وراى ان الدول الغربية التي طرحت المبادرة “تفتقر الى الموضوعية والحياد”.

وقال للصحافيين “اننا نرفض كل الاتهامات التي استمعتم اليها”.

واعتبر الانتقادات الموجهة الى النظام السوري في مجلس الامن بمثابة “تشجيع للتطرف والارهاب” مؤكدا ان “الثمن سيدفعه ابرياء في سوريا والعالم”.

ورد على الاتهامات الاميركية بحصول سوريا على مساعدة ايرانية في قمع التظاهرات بانها “محاولة هوليوودية” للربط بين الدولتين الحليفتين.

ويجتمع مندوبو دول الاتحاد الاوروبي ال27 الجمعة في بروكسل لبحث احتمال فرض عقوبات على سوريا.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫13 تعليق

  1. بجتمعوا وبقرروا وبختلفوا وبتفقوا… وكأن سوريا تعنيهم أو كأنهم فعلا مهتمين بما يحصل للشعب السوري!!

  2. في مسألة المشاكل العالمية وخاصة في المحيط العربي الداخلي ( ليس اسرائيل بينها ! لأن الجميع متفق على مساندتها !!! ) هناك جبهتان تتصارعان على اتخاذ القرارات بشأن الاوضاع وما يحدث في العالم العربي ،،، جبهه تضم روسيا والصين … وجبهة أخرى تضم اغلب دول اوروبا والولايات المتحدة !!! والجبهتان لا يهمهما حل المشاكل في العالم العربي ، بل اين مصالح كل منهما !!! والخاسر الأكبر هي الدول والشعوب العربية كالعادة !!!!!

  3. إيه الجديد مجلس لامم أكبر دكتاتوريين العالم
    الحمد لالله إن فشل لأنه عادتا ما بيفشل في الأمور التي تتعلق باالبلدن العربية المنتجة لالبترول
    و علئ طول فاشل في أمر فلصطين المحتلة
    هاذ الملجلس ما يلزمناش نحن العرب و أتمنئ أن تتغير سياستنا نحو هاذ المجالس و المنضمات الدولية و أن لآ نعطيها قيمة أكثر مما تستاهل
    لأن كل هاته المنضمات لآ تخدم صالح االعرب بل تخدم صالح الأمبريالية و الصهيونية

  4. ■reda في نيسان 28, 2011 | لماذا لم يعقد مجلس الامن لشجب وفرض عقوباث على اليمن والبحرين
    سلام أخ رضا مش مصير الأمة العربية الي يهمهم الي يهمهم مستقبل و ازدهار شعوبهم علا حساب العرب و احنا حكامنا بعونا و باعو ثروات أراضينا

  5. allah yestor 3al souriyin men kararat majlis l 2amen al dowali w ysabberon 3ala l kararat lli ittakhaza majlis l 2amen al ma7alli
    allah yefraja 3ala l cha3eb al soury

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *