في منتصف ستينيات القرن الماضي و التي وئدت في مهدها بفضل وعي الرجال ؛ طرق باب أحد الشقق بمنطقة منشية الصدر و فتح الرقيب فني أحمد و الذي كان يعمل بإحدى أسراب الميج ٢١ بقاعدة غرب القاهرة الجوية ليجد أمامه شاب أنيق يرتدي بدلة أنيقة و يطلق لحيته و يسأله أحمد مين حضرتك ليرد الزائر مش عارفني يا أحمد أنا عشماوي دفعتك ، يااه لماذا عملت غياب عن العمل منذ عام و ضيعت مستقبلك ثم أنك إتغيرت كثيراً من ملامحك، مستقبل إيه يا عم و أخرج جواز سفر أنا أعمل الآن مدرس بالكويت غير ملابسك كان أحمد مازال بملابسه العسكرية حيث وصل للتو من العمل نخرج للفسحة و خرجا معاً و ذهبا إلى برج القاهرة و تناولا العشاء و أخذوا بعض الصور التذكارية ثم إنصرفا و في صباح اليوم التالي ذهب الرقيب أحمد إلى الرائد طيار على ماسخ ضابط أمن السرب و أبلغه بما حدث طلب علي ماسخ من أحمد أن يذهب إلى البرج لإحضار نسخة من الصور للتعرف على الشكل الجديد ل عشماوي ليتثنى للمخابرات متابعتة و ذهب أحمد في المساء إلى المصوراتي و طلب منه نسخة من صور أمس كانت المفاجأة إنه أبلغه المصوراتي إن الشخص الذي كان معك عاد بعد خروجكم و طلب الفيلم النيجاتيف و دفع لي مبلغ من المال
عاد الرقيب أحمد في صباح اليوم الثاني إلى السرب وأبلغ الرائد طيار على ماسخ بأن عشماوي أخذ الفيلم النيجاتيف من المصور وهنا أيقن ماسخ أن هناك تنظيم ليس سهل و على الفور أبلغ قائد فرع الأمن الجوي و تم تشكيل فريق عمل على أعلى مستوى لاصطياد عشماوي و تم الإتفاق مع أحمد إن يجاري عشماوي و يلبي له كل ما يريد مع إعطاء الرائد علي ماسخ علم بكل شيء و إتفق ماسخ مع أحمد على أسلوب مقابلة سري جداً بعيد عن عيون أفراد السرب خصوصاً أن عشماوي كان زميل لهم قبل عام و ممكن يكون له عميل آخر في السرب و كان أحمد مسؤل عن شحن الطائرات بالأوكسچين ، حينما كان هناك تعليمات يريد علي ماسخ توصيلها لأحمد كان بعد الهبوط من طلعة طيران يشتكي من نقص في الأوكسچين و يطلب المسؤل عن ذلك و يوبخه بصوت عالي و يطلب منه الذهاب إلى قائد السرب لمعاقبته وذلك ليلتقي سراً قام عشماوي بزيارة أحمد و إصطحبه للفسحة و قال لأحمد إيه رأيك تشتغل معانا بمرتب محترم؟ أشتغل إيه؟ سنرسلك إلى عنوان شقة معينة تشوف البلكونة بتاعتها منورة ولا مطفية و على فكرة يا أحمد لو قلت لأحد عارف الرئيس الأميركي إتقتل إزاي؟ (كان جون كيندي قُتِل برصاصة في الرأس قبل ذلك بستة شهور) و طلب أحمد من عشماوي أن يحدد له ميعاد الزيارة القادمة لكى لا تأتي و أنا نوبتجى قاله عشماوي لا تخاف لن أحضر إليك إلا و إنت موجود كان وسيلة الذهاب إلى قاعدة غرب القاهرة في ذلك الوقت قطار من محطة مصر يتجه إلى البحيرة عن طريق المناشي و برقاش و كانت هناك عربات عسكرية لنقل الأفراد من محطة برقاش إلى داخل القاعدة وبالعكس في النزول بعد إنتهاء العمل و كان القطار يصل محطة مصر في الخامسة مساءً و يبدو كأن هنآك من يتابع أحمد لدرجة كان عشماوي يذهب إلى أحمد بعد دخوله البيت مباشرةً و في أحد المرات طلب عشماوي أسماء طيارين السرب أبلغ أحمد على ماسخ الذى طلب منه كتابتها كما تعرفها هناك طيار يعرف بإسم الجد وآخر يعرف بإسم ثنائي على أي ورقة ممكن على ورقة علبة سجائر وكأنك جالس فى عربة الأوكسچين وتتذكر ومرة أخرى طلب أماكن تخزين صواريخ الطائرات وكانت التعليمات لأحمد إعطيه الأماكن كما تعرفها بالضبط
أعطى الرائد طيار على ماسخ ضابط أمن السرب تعليماته للرقيب أحمد أن يذهب في الساعة الثامنة من مساء اليوم إلى ميدان حليمة الزيتون هناك سيارة مرسيدس سوداء اللون رقم كذا إفتح الباب و إركب دون أي نقاش وصل أحمد إبن ٢٣ عاماً و ركب السيارة ليجد نفسه وجهاً لوجه مع مدير فرع الأمن الجوي العام وانا أعتقد إنه كان اللواء طيار إسماعيل لبيب الذي قال إزيك يا أحمد خايف يافندم في ذلك الأثناء كانت السيارة تتجه إلى صحراء مصر الجديدة خايف من إيه أشعر إن هناك من يتابعني في الشارع و الأتوبيس و القطار ولا أعلم إذا كان تبعنا وَلّا تابع لعشماوي خصوصاً إن عشماوي مهددني بالقتل على غرار قتل الرئيس كيندي طيب إنت خايف الأن وأنت معي في السيارة ؟ لا يافندم، إعتبر نفسك في أي وقت إنك جالس معي في السيارة و بدأ القائد في توجيه الأسئلة والإرشادات ل أحمد لمدة ساعتين ثم قال هناك ضابط مخابرات حربية سيقيم معكم في البيت لمدة إسبوع، ما ينفعش يافندم أنا عندي إخوات بنات، ده أمر ستبلغ الأسرة إنك كنت في زيارة زميل لك اسمه مصطفى في مستشفى القوات الجوية الذي تعرض لحادث صباح اليوم و تم تجبيس ساقه اليمنى و هو من إحدى قرى محافظة البحيرة و لن يستطيع السفر في هذة الظروف خصوصاً إنه سيعود إلى المستشفى بعد إسبوع و طلب مني أستضيفه هذا الإسبوع عندي خصوصاً إني أقرب واحد للمستشفى و أنا أُحرجت و إعمل حسابك إن مصطفى سيحضر إليك غداً في السابعة مساءً لكى تكون في إنتظاره، عاد أحمد إلى المنزل حوالي الحادية عشر مساءً وأبلغ الأسرة بطلب صديقه و التي كأي أسرة مصرية أهلاً وسهلاً بيه نشيله في عينينا ولقمة هنية تقضي مية و في السابعة من مساء اليوم الثاني توقفت سيارة تاكسي أمام منزل أحمد و ينزل منها رجل قوي البنية معه عكاز و مجبس ساقه اليمنى ويخفى الطبنجة الخاصة به أسفل الإبط و نادى على أحمد الذي نزله إليه ليساعده في طلوع السلم
إستقبلت الأسرة مصطفى أحسن استقبال و سرعان ما أصبح فرد من الأسرة وبدأ يشارك الأب في لعبته المفضلة الطاولة (بالمناسبة والد أحمد كان رجل طيب جداً و قمة الإحترام شاهدته أكثر من مرة أثناء زيارتي لأحمد أعوام 1972 و 1973 في منزل الأسرة قبل الزواج و هو يشبه الشاعر أحمد رامي تماماً) إستمر مصطفى مع الأسرة لمدة إسبوع و في أحد الأيام عاد أحمد من العمل في المساء لم يجد مصطفى، فين مصطفى يرد الأب والله يا إبني بعد تناول الفطار قال لي سأجرب قدمي حتى ناصية الشارع لشراء الجورنال و لم يعد حتى الآن و نزلت أبحث عنه ولم أجده ومشغولين عليه حتى أمك أشترت سمك من سوق غمرة للغذاء ولم نتناول الغذاء حتى الآن في إنتظاره، خلاص يا بابا ممكن يكون شعر بألم فذهب إلى المستشفى كان الهدف من إقامة ضابط المخابرات الحربية مصطفى أن يلقي القبض على الجاسوس عشماوي إذا حضر ثانياً و أن يتابع أفراد أسرة أحمد و هل يعيشون حياة ترف و بزخ أَم يعيشون حياة عادية كأي أسرة مصرية خوفاً أن يكون أحمد عميل مزدوج والغريب أن عشماوي لم يذهب إلى أحمد أثناء وجود مصطفى بل ذهب إليه بعد مغادرة مصطفى بيوم و إصطحبه للجلوس في مكان عام مثل كل مرة و هنا طلب أحمد من عشماوي عدم الحضور إلى البيت مرة أخرى حيث أن الأسرة بدأت تشك في زياراتك المتكررة و ألح أحمد في طلبه و وافق عشماوي و حدد المقابلة التالية في مثل هذا اليوم في السابعة مساءً في محطة أتوبيس الفجالة و هى المنطقة المجاورة لمسجد الفتح بميدان رمسيس الذى كان لم ينشأ بعد ذهب أحمد فى الميعاد وأنتظر أكثر من ساعة و لكن عشماوي لم يحضر و بعد عودة أحمد إلى البيت مباشرةً وجد من يطرق الباب ليفتح وجد عشماوي الذى قال له أنت بلغت يا كذا وكذا قال أحمد لا وآلله يرد عشماوي نحن في الفجالة من الثانية ظهراً والناس بتوعك حضروا الساعة السادسة سائق التاكسي العطلان مخابرات وبائع التين الشوكى مخابرات وماسح الأحذية مخابرات شوف حا يحصلك إيه و فر هارباً أبلغ احمد الرائد طيار علي ماسخ بما حدث و بعد حوالي إسبوع مساء ليلة سمع أحمد أصوات تبادل عنيف لإطلاق الرصاص في الشارع والمناطق المجاورة وبعد أن هدأ إطلاق الرصاص خرج أحمد لإستطلاع الأمر وجد عشماوي و إثنين من مساعديه في قبضة رجال المخابرات الحربية و قد تحولت منطقة منشية الصدر إلى سكنة عسكرية
عثرت أجهزة التحقيق على معلومات خطيرة وخرائط لمواقع الدفاع الجوي فى مسكن عشماوى س من من حصلت على هذة المعلومات من أحمد أراد عشماوى ان يجر أحمد إلى الإعدام لابلاغة عنة أجهزة التحقيق تستدعى أحمد هل أعطيت عشماوى هذة المعلومات لا يا افندم لم اعطية شئ دون علمكم طيب اتفضل وضغطت أجهزة التحقيق بواسائلها المختلفة حتى أفصح عشماوى عن جميع أفراد الشبكة وتم محاكمتهم واعدموا فى ذلك الوقت كآن الرائد طيار على ماسح كان قد سافر للاشتراك فى حرب اليمن ويعد عودته سأل أحمد هل تم تكريمك نعم يا افندم سافرت بعثة للإتحاد السوفييتي على الطائرة ميج L21 لا مش كفاية كان من ضمن طيارى السرب الرائد طيار حسين عبد الناصر شفيق الزعيم جمال عبد الناصر وزوج إبنة المشير عبد الحكيم عامر طلب منة على ماسخ إبلاغ المشير بالدور البطولى الذى قام بة أحمد أصدر المشير قرار بترقية استثنائية مكافئة مالية وكلمة للتاريخ هذة التفاصيل خصنى بها صديقي أحمد أثناء تواجدنا معا فى ليبيا عام 1972 للتدريب المشترك بين طائرات الميج21 المصرية والميراج الليبية ولا يوجد من يلم بها الآن سواى هنآك من الأحباء من يعلم بها لكن ليس بهذة التفاصيل

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *