الجمهورية – «ما يحرق قلبي ويمزّقه أنّه كان صديق رولان… يا ربّي لقد كان صديقه… رفيق دربه وليس عدوّه!!» بكلمات متعثّرة يقطعها الشهيق والأنين، تبكي الأم الثكلى حبيبها، جنى عمرها رولان شبير، وهو في ربيع شبابه (22 عاما)، رافضةً هذا الواقع المرير والقاسي جدّاً… واقع تأبى أيّ أمّ أو أب، أخ، أخت أو صديق استيعابه والرضوخ له.
لم يكد يمرّ أربع وعشرون ساعة على جنازة ودفن الشاب المغدور رولان شبير، حتى تلقّى ذووه أمس صدمة جديدة كانت أشدّ وطأة من الأولى، وذلك بعد إبلاغهم عن اعتراف الشاب شربل شليطا، من بلدة قرطبا ومن سكان الفيدار، وهو أحد أصدقاء ابنهم المقرّبين، أمام شعبة المعلومات بخطف رفيقه رولان وقتله لأسباب مادية، سعيا الى طلب فدية.

وفي تفاصيل الجريمة، أنّ شربل الذي كان قد إستدان من رولان مبلغ ثلاثة آلاف دولار قبل مدة، استدرج هذا الأخير لاصطحابه ليلاً في سيارته ب. أم سوداء 323 موديل 2000 رقمها 510722/ب، الى محلّة الجليسة في قضاء جبيل مُوهِماً إيّاه أنه يريد أن يريه قطعة أرض، كي يرهنها لحسابه مقابل المال.

وهناك أطلق عليه طلقاً ناريّاً من بارودة صيد “بومب أكشن” كان إستعارها من رفيق ثالث. ولمّا لم يصبه عاد فأطلق عليه طلقة ثانية أصابته في ذراعه وإبطه الأيمن. وبحسب ما يشرح والده نبيل لـ”الجمهورية” بعد اطّلاعه على التحقيق، فإنّ “رولان الذي أطيح أرضاً وهو ينزف، سأل مستهدفه عن السبب، ليردّ شربل مدّعيا أنّ ما حصل كان بالغلط، وعندما طلب منه رولان نقله الى المستشفى، استجاب شربل لطلبه مشترطاً وضعه في صندوق السيارة تجنّبا لتلويث الفرش بالدم… وبعد تضييع قرابة الساعة ونصف الساعة من الوقت في الدّوران في السيارة، أوقفها في اللقلوق حيث قضى على ابني بطلقة ثالثة في رأسه وتركه في الصندوق وعاد به أدراجه، مؤكّداً “إنّني أتحمّل مسؤولية كلامي”.

ويضيف: “في طريق العودة، رمى الجاني أغراض ابني من شباك السيارة تِباعاً، ولكنّه احتفظ بأحد جهازي رولان الخلويّين مُلقِياً الثاني على طريق جبيل”، مشيرا إلى “أنّ شربل توجّه على الأثر الى منزله الذي يبعد عن منزلنا 500 م فقط، فغيّر ملابسه الملوّثة، ليستقلّ بعدها سيارة ابني في اتجاه جونيه حيث ركنها أمام مستشفى باستور بعد مسح بصماته عنها بالاسفنج بشكل احترافي، وفكّ النمرة عنها ورميها. ثم غادر الى منزله وكأنّ شيئا لم يكن”.

كما يلفت الأب المفجوع إلى “أنّ أكثر ما يحطّمني هو أنّ شربل لم يتركنا لحظة منذ معرفتنا بنبأ مقتل رولان، وقد شارك في الدفن وحمل النعش متظاهراً بالحزن الشديد وجلس معنا يتقبّل التعازي برولان ويبكي رولان على كتف أخيه روي…”

وبعد رصد الموجات التي يبثّها هاتف رولان الخلوي الذي كان لا يزال بحوزة الجاني، وبعدما رصدته كاميرا مراقبة مثبّتة قرب مستشفى باستور، تمكّنت شُعبة المعلومات من معرفة هوية الفاعل، وقد ضبطت الجهاز الخلوي العائد لشبير مُخبّأ في خزانة شربل مع الألبسة الملطخة بالدماء.

هذا فضلاً عن بعض المعطيات التي قدّمها شربل، في محاولة منه لتضليل التحقيق، والتي أظهرت التباسا في أقواله، ما دفعه مُرغَمًا على الاعتراف بجريمته. ولا يزال التحقيق يأخذ مجراه لمعرفة ما إذا كان لشربل من شريك في هذه العملية الإجرامية.

ويصف نبيل قاتل ابنه بأنّه “كان يبدو إنسانا طبيعيا ومحترما، فهو قبطان سفينة، وكان مخطوبا وعلى باب الزواج. لقد كنّا وعائلته جيرانا وأصدقاء، وعندما توفّي والده منذ عامين قمنا بواجب التعازي معهم ووقفنا الى جانبهم”.

ولا ينفكّ والد الضحية يردّد “إنّ المسيح صُلب فدا الشعب، وابني قُتل فِدا شبيبة الفيدار”، مؤكّدا “أنّ الجاني، الذي استدان المال أيضا من عدد من أصدقاء آخرين غير ابني، حاول مراراً على ما يبدو أن يجرّ أصدقاء آخرين من شباب الفيدار لقتلهم، لكنّه توفّق برولان كفريسة أولى، عسى أن تكون الأخيرة”.

وإذ يطالب بإنزال أشد العقوبات بالجاني وتنفيذ حكم الإعدام به سريعاً ومن دون تردّد، حتى يكون عبرة لغيره، فتنخفض نسبة الإجرام ثمانين في المئة”، يرى أن “لا عقاب آخر قد يصلح في حالات مماثلة، فحتى الحكم المؤبّد قد يُلغى بعفو عام، فهل يُعقل أن أرى قاتل ابني يسير أمامي وألّا أتورّط بقتله؟”

ويختم نبيل مستنكرا “كلّ الإشاعات والأكاذيب المسيئة في حق رولان وسُمعة العائلة وكرامتها، والتي سخّفت القضية وربطت وفاته بإشكالات شخصية مع فتاة من الطائفة الشيعية والى ما هنالك من أخبار لا تستحقّ التوقّف عندها… شرشحونا عيب هالحكي”.

بدوره، يطالب شقيق رولان ومعه كل أصدقائه من شبيبة الفيدار، عبر “الجمهورية”، الدولة اللبنانية “باتّخاذ الإجراءات المناسبة وتنفيذ حكم الإعدام بحقّ الجاني الذي قتل رولان ومشى في جنازته بدم بارد ومن دون أن يرفّ له جفن، فدفع معنا مبلغا لتأمين الأسهم النارية لإطلاقها في الجنازة وذلك من مال رولان الذي لم يُعده”، مشدّدين على أنّ “رولان ذهب فدانا ودمه لن يذهب هدرا… وفي حال لن يتمّ إعدامه، فسنتولّى قتله بأنفسنا، ورح ينسوا اللي صار بكترمايا لأنّو ما شافوا شي ممّا نحن مستعدّون القيام به”.

أمّا شقيقته الصغرى رونابيل ( 17 عاما) فتقول: “السيّدة مريم العذراء شربت من الكأس المرّة وهكذا فعلت أمّي. وكما غدر يهوذا بيسوع المسيح، غدر شربل بأخي، وأنا اليوم أطلب من كلّ الناس أينما كانوا أن يصلّوا من أجل رولان، وأنا أعرف أنه من حيث هو، يصلّي لنا”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫24 تعليق

  1. لا حول و لا قوة إلا بالله . هذا صدق المثل لي يقول ان كان لك صاحب لا تشاركو و لا تناسبو ……. رب الله يرحمك جدي كنت تحب ها المقولة و تؤمن بها و تطبقها .

  2. خبرتك يا فلانه الحذر ثم الحذر مع الأصدقاء هيدا مش صديق هيدا الشيطان بنفسو المفروض الإنتقام منه على طريقة كترمايا

  3. الله يرحم رولان ويسكنه فسيح جناته .. ويصبر اهله على الفاجعه ..
    صح الشيطان ما يجي بذيل وقرون ياتي بصورة انسان .. وهذا الانسان صديق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الله يلعن المصاري اللي تقتل الانسان .

  4. الله أكبر هذا شيطان مش من البشر
    لا حول ولا قوة الا بالله
    الله يرحم رولان
    و يصبر أهله
    🙁

  5. الل يصبر اهلو هيدي حرقة طول العمر….. هيدا الصديق واحد واطي وشيطانو كتير كبير….انشاالله بيتعذب متل ما عذب هالشاب يللي بعمر الوردة…

  6. ليست غريبة مثل هذه الحوادث ذكرتوني بقصة حدثت منذ 4 او 5 سنوات حيث قتل صديق صديقه وقطعه الى 3 اجزاء ورمى كل جزء في ناحية . ام القتيل ماقدرت تصدق ان صديقه هو القاتل لانه اكثر من الصديق وحضر تحريات البحث عنه وجنازته ووو
    والمقتول قبل مقتله كان تكفل بنص مصاريف زفاف صديقه وراح هذا الاخير بعد شهر وعمل حفل زفاف ضخم لكن سبحان الله القي القبض عليه وهو في حفل زفافه بسبب غلطة عملها .ومامن جريمة كاملة
    الله لا يهنيه عائلة القتيل لحد الآن من روع المشهد لم تبرء جراحها
    وكله من اجل المال والطمع

  7. ان لله وان اليه راجعون
    ربنا يغفر للمغدور ويصبر قلب امه
    قصة مشابهة حصلت في زغرتا من عدة سنوات كانت زميلتي ابنة عم المقتول الذي وضع في برميل وفقد لفترة وكان القاتل من معارف العائلة
    وفي عكار أيضاً حيوان قتل صديقه ورماه في اساطل الري لانه طمع في البطاقة المصرفية الخاصة بالمغدور
    لازم الإعدام ( سيقال الحق في الغفران والتوبة )
    ولكن هل فر بذلك خاصة انه لم يوضع تحت تأثير نفسي لانه لم يطالب بالمبلغ
    وليكون عبرة للشباب الآخرين
    على كل مصيبة صعبة كتير كتير ولسنين طويلة سيبقى السواد هو الشعور المسيطر على أهل البيت
    والسواد هو اللباس المعتمد ربنا يلطف بأهله امين امين

    1. رغم انو ما في بلد لا يعم بها الفساد والانحراف الا ان الشعب اللبناني اكتر ناس بيحبوا الخير واللي بقلبهن علسانهن وعندهن تعامل مع ناس نحن ما بنحسن نتعامل معهن وهن عيشتهن هيك ما بضر غيرهن الا ازا هو حابب ينضر بعدين
      ترحمي عالشاب خطي لو كتيييييييييير ملتزمة ….
      موت بشعة ومل مارح تشوف الام صاحبه الحسرة لح تتجدد
      الله يرحمه ويصبر قلب امه وابوه عليه

  8. لا حول ولا قوة الاّ بالله
    يارب كيف لإنسان أن يقتل بسبب كمشة دراهم والله صارت الحيوانات ارحم منا

  9. badde 2oul la hayde el kherye ray enno hala2 bayan min el woussssikh we el 7a2oud .el lebnene sebato byeswa rassik. bass badde t2ouli min aya balad enti eza btetjara2e bass betsssawar ma ra7 t2ouli, la2anno chi ma becharif. we eza 2elte betssir baddik tetjarasse min keter el jaye elli betkouni jeye menna

    1. la tiz3al min kalamha ma3a eno miche min7a2a tsib el doual 3la kifa hiya wil ijram sayir bikol al doual hiya lazim ti3tizir

  10. للأسف في اللبنان كل شيء غامض وكل جريمة تعرف القاتل ولا تسطيع عمل شيء اما في سوريا فالقتل بالجملة وكلهم مجرمون.

  11. الله أكبر هذا شيطان مش من البشر
    لا حول ولا قوة الا بالله
    الله يرحم رولان
    و يصبر أهله

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على بنت الرياض إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *