يتخذ صناع فيلم سمير وشهير وبهير من تيمة فيلم “العودة للمستقبل” الأساس الدرامي لفيلمهم؛ وهي التيمة التي قدمها المخرج الأمريكي روبرت زيمكس عام 1985 لأول مرة، وأصبحت إحدى أيقونات سينما الخيال العلمي والسفر عبر الزمن.

ولم يحاول صناع الفيلم المصري أن يقوموا بعمل أي تغيير في “المورال” أو الهدف الدرامي، وهو أن أي تغيير في الماضي يؤدي إلى تغيير في الحاضر؛ بل حاولوا فقط أن يقوموا بتمصير الفكرة، فظل الفيلم الأمريكي حيا داخل الفيلم المصري.

فانتازيا شبه واقعية

اتخذ صناع الفيلم من الأسلوب المسمى بالفيلم الكرتوني الشكل الرئيسي لفيلمهم، وأسلوب الفيلم الكرتوني هو الأسلوب الذي يعتمد على حالة من الفانتازيا شبه الواقعية، بداية من أسماء الشخصيات إلى طريقة الحوار، إلى طبيعة المواقف، والتي تصبح المبالغة الشديدة أو الصدفة البحتة أو المفارقة الساذجة هي محورها.

ففي البداية؛ نرى محمود الجندي في دور منير الخطير، وهو رجل في الخمسين، يتحدث إلينا نحن الجمهور بلغة أقرب للغة “حواديت” ألف ليلة وليلة؛ أي لغة مسجوعة مقفاة، عن الفتيات الثلاث اللائي تعرف عليهن في شبابه وتزوجهن؛ وهن شهيرة شهير الممرضة، وبهيرة بهير الأرستقراطية، وسميرة سمير الممثلة، وكيف أنجب من الثلاثة ثلاثة شبان هم: سمير وشهير وبهير.

ونلاحظ طبعا أن الأسماء لا هي بالخيالية ولا هي بالواقعية، ولكنها أقرب للأسماء الطريفة العبثية، ومن خلال المشاهد الأولى وحديث منير الخطير للجمهور يتضح أسلوب الفيلم وشكله، ومن هنا يمكن تقبل العديد من المواقف الغريبة وغير المنطقية أو المبررة من الشخصيات، فنحن في النهاية أمام فيلم أشبه بحواديت قبل النوم.

زهو السبعينيات

نتعرف على الشبان الثلاثة من خلال مواقف تشرح طبيعة شخصية كل منهم، فهم زملاء بكلية الهندسة في نفس السن، من مواليد يوم 29 فبراير/شباط، وهو اليوم الذي لا يأتي إلا كل أربع سنوات مرة، ويعتبر اختيارا طريفا يتسق مع أسلوب الفيلم؛ أحدهم سمير منير هو دوبلير أحمد السقا والذي يظهر بشخصيته الحقيقية في الفيلم، ويتحدث عن فيلمه إبراهيم الأبيض.

وظهور الشخصيات الحقيقية في الأفلام ذات الشكل الكرتوني هو عنصر أساسي؛ حيث يكسر الإيهام ويصبغ فانتازيا الفيلم بواقعية طريفة.

والثاني هو بهير منير، وهو ابن مدلل لأمه، أما الثالث فهو شهير الذي برغم بدانته وشكله غير الوسيم يعتبر معشوق فتيات الجامعة الأول، وهي أيضا مفارقة طريفة تعتمد على التضاد ما بين الشكل وسلوك الشخصية أو طبيعتها.

وكما في الفيلم الأمريكي؛ ينتقل الثلاثة فجأة إلى الماضي حيث السبعينيات من خلال مشروع تقني من اختراع أستاذهم في الجامعة، وهي شخصية تقابل شخصية المخترع العبقري في الفيلم الأصلي الذي صمم السيارة التي تنتقل عبر الزمن.

واختيار مرحلة السبعينيات اختيار ذكي، ويعتبر أهم وأنجح عنصر في الفيلم؛ حيث إنها حقبة زاهية بألوانها وموسيقاها وطبيعتها الاجتماعية المنفتحة، وفي نفس الوقت هي حقبة غير مستهلكة في أفلامنا التي تتحدث عن الماضي، مثل حقب الأربعينيات والخمسينيات، كما أنها تصلح كبيئة جيدة للعديد من المواقف الكوميدية الكرتونية التي يتعرض لها الثلاثي القادم من زمن (قشطة وفكك وتظبيط الحريم).

الحب المحرم والإفيهات الإباحية

وكما في الفيلم الأمريكي عندما وقعت الأم في حب ابنها القادم من المستقبل دون أن تدري أنه ابنها؛ تقع الفتيات الثلاث في السبعينيات سميرة وشهيرة وبهيرة في حب أبنائهن، فتصبح مشكلة الأبناء ليس فقط البحث عن أستاذهم في الجامعة لكي يعيدهم إلى زمنهم؛ بل إقناع أبيهم بأن يتزوج بأمهاتهم كي يولدوا هم في زمنهم الصحيح.

ويعتمد الفيلم في النصف الثاني منه على المفارقات الكثيرة التي تحدث نتيجة حب الأم لابنها، أو إعجاب الابن بأمه، لكن هذا الاعتماد يخرج في بعض الأحيان عن حدود اللياقة الفطرية للعلاقة بين الابن وأمه، والتي لا يحتملها الشرقيون كما يحتملها الغربيون والأمريكان.

فإعجاب صناع الفيلم بفكرة وقوع الأم في حب ابنها كمفارقة طريفة جعلهم يستغرقون في اعتصار هذه الفكرة بكل تفاصيلها، وخاصة الجنسي منها، سواء على مستوى “الإفيهات” أو الإيحاءات الجسدية واللفظية، كمشهد حديث الأب وهو شاب لأبنائه -الذين يظن أنهم أصدقاؤه- عن الليالي التي قضاها مع أمهاتهم، ويصف لهم كيف أنه راح يلملم لحم إحداهن في غرفة النوم، بينما الأخرى أطلق عليها (سميرة سمير وحش السرير).

ويسيطر على الفيلم بشكل عام روح من الإباحية اللفظية المستترة التي لا يدركها إلا أبناء الأجيال الجديدة مثل: (احنا كلنا أخدناه) وهو مصطلح إباحي جدا على سبيل المثال في معناه، وهناك مشاهد كاملة تتحدث عن الملابس الداخلية الرجالي والبوكسرات لم يتم حساب مستوى تقبل بعض شرائح الجمهور لها، فجاءت مسفة وفجة.

لكن التجربة تظل محاولة مبتكرة لكسر الشكل التقليدي للفيلم الكوميدي. صحيح أنها كانت تحتاج إلى ميزانية إنتاجية أكثر سخاء، وإخراج أكثر تمكنا وحرفية، فالفيلم هو التجربة الأولى لمخرجه معتز التوني؛ إلا أن الفيلم استطاع أن يبلور شكله الخاص، ويتوجه إلى شرائح جمهور معينة لا شك أنها سوف تمنحه منافسة قوية مع أفلام عيد الفطر التي بدأ عرضها خلال الموسم الجاري.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. مممممممممممم الله يقويكن خلينا عطول تنباهى بي الغرب ونقلدووووووو هيدا يلي بيجينا من الغرب ما في شي بيسر القلب

  2. علي فكرة انا شفت الفيلم ده…هو قصته حلوة و فكرته جديدة بس فيه كلام مكنش له لزمة…هو ده العيب الوحيد اللي فيه اصلا…اكن هو فيلم كويس

  3. هيدي النوعية من الافلام حتى لو كان فيها اكبر الممثلين مثل عادل امام او غيره وياللي بتقلد فيلم اجنبي ، دائما بتسقط جماهريا ! الجمهور العربي مثقف وذكي ، المخرجين فقط من يظنونه غبي ومعوق ذهنيا ! ولا يدرون انهم هم المتخلفين عقليا واغبياء !

  4. fadou 3lihoum drahama ou harou fi rouhoum rahoum ghir yajyahou weyzidou karhouni fel televison allah la thabahkoum wjouh el char jyaha fi jyaha cheghoul rahoum yala3bou bita

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *