-1-

هناك دول تعيش على الـ(مشروعات)،

ودول تعيش على الـ( ذكريات ).

السؤال الى أى الدول تنتمى ،.

فالقلب من الأولى ملئ بالحقد ،.

والعقل فى الثانية ملئ بقصص من الجثث .

ورأسى فيها – مجرد ورق .

……………..

-2-

الأرض العربية أرض هجرة وذكريات .

فى كل مكان نافذة عالية , توضح لنا كيف تحولت الهجرة فى وقتنا الحاضر إلى نوعٍ أخر , نوع جديد من الغرق فى محيطات وبحور من الرماد .

لكن المؤكد أن كل من هاجروا ، وفى كل حال ، كانوا ضد قتل ألانسان . وقتل المكان ،

وفى سبيل أى غاية أخرى ، مهما بالغت فى العلو .

فهجرتهم كانت لحياة أخرى تحتويهم , فواجهوا موتاً أخر . وبشكل أخر ..

-3-

هجرتهم كفراشات تسبح فى فضاء ملئ بالخرافات يجعلهم مثل اليرقات لا تتوقف عن الرقص .

فأصبحت اليرقات تغزو الشوارع والاسواق , بأجنحتها الضعيفة الواهنة , تحمل معها أحلام من التخيلات والتوهمات .

تحمل فى طياتها سرطانات متنوعة – سرطانات تعلمت كيفية الطيران .

لكل سرطان صولجان فى قدمة اليمنى . وعرش فى قدمة اليسرى .

والمكان والزمن فى هذا الفضاء بلا قيمة . فالمكان ترنح فى زمن اخر . والزمن ترنح فى مكان أخر ..

فى كل جهة تخطو اليها , تلمع فيها السيوف والخناجر .

لعلك أمتلأت ألان أخى القارئ , برحيق الخرافات .!

أنا أتحدث عنى كشجرة ,,

لا أمتلك الا ظلى ..

أستيقظت يوماً فوجدت صدرى ملئياُ بالشظايا – سيوف وخناجر وسكاكين .

وروؤس مقطوعة , وأوراق كتاب كان يقدسها الناس يوماً , ربما بعضهم ..

اذاً , يجب عليك فحص لسانك قبل الرئة والمعدة .

فكلمة السر ايها القارئ فى كون الفضاء مملوكاً لغيرنا هو أن تسأل نفسك .

من أين جاء الدم الذى يصبغ يدى ؟

-4-

بعد ما عانيناة من خراب ومجازر , تستطيع ألان , بألأعتماد على الرمال , ان تحدد معالم الارض التى تنتمى اليها ,

ولكن لا تتعجب فألارض التى تهجرك , هى ما تحاول الوصول اليها .

وأعلم أن جرار أيامك فى أنكسار .

وأعلم أيضاً ان القطار الذى وقف على شرائع المحطات , هو فقط الذى يعرف كيف يرسم الطريق ..

-5-

هل يمكن أن تكون السماء هى من أبتكرت الهجرة , وانها من تحرص على تربية أهلها , وتسهر عليهم ..

سألت صديق لى عن دوافع هجرة الناس .

فقلت له : لماذا عشقت الناس فنون الهجرة , وأعتذر للقارئ بحقى فى سؤال وكلام بلسان الغيم والغيب ؟

فرد صديقى : أنظر اليهم ودقق النظر أكثر فى وجوههم .. كلهم فضلوا أن يكونوا (لا الوردة – بل قاطفها ).

ولكنى أتسائل نحو أى أرض ستقودنا عواصف الهجرة اليها .

فعواصف الهجرة تسوق بلدانا , كأنها من الغبار والهشيم .

-6-

يبدوا أن الموت سيبقى وحدة ملاذاً ومنقذاً , سواء فى الاقامة أو الهجرة .

غطت سماء اليوم جيوش الخوف من ذباب قيل أنه لا يظهر الا فى الشتاء , ولكن كما يبدو , سيكون حاضراً فى كل الفصول , وأخص الربيع ..!

قرر الذباب أن يشارك الفراشات رقصهم فى السماء , أمام أصنام اللؤلؤ وأوثان الذهب والماس .

-7-

وأخيراً هل تستطيع الدولة أن تحد من الهجرة كما حدت من الحرية والحق والعدل والعمل والامل والنجاح .

يبدوا أنها لن تنصت لآنها تقود شعباً ينتمى الى ما بعد الثقافة , بمعنى أدق الى ما قبلها . او بمعنى أكثر دقة الى ما بعد التاريخ او ما قبلة !؟

وقد يبدوا السبب فى الشعب الذى فقد كل قدراتة الا قدرة واحد (قدرة الاستسلام فى أحضان الحور) ؟

هل لآننا دولة غلب عليها النعاس فنامت طويلا دون أن ترصد جزء من أجزاء كثيرة لثروات ألابتكار ؟

لماذا ؟

لا أعلم , أكاد أجزم بأننى لا أعلم .

أذا كنت لا تعلم مثلى , أخرج الى الشارع , وسر ببط , تحسس الجدران والتراب , هذة عائلتك وعشيرتك , وأهلك ..

وألان عليك أن تفهم تلك الصدفه التى رفضت أن توضع أو تحبل بلؤلؤة .

وألان عليك أن تمضى وحدك وتتركنى .

فأنا فى طريقى الى النوم , فى حضن ليلة لا تعرف النوم .

سأتابعكم أذا أتيح لى ,

كمن يوشوش البحر ..

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫3 تعليقات

  1. انت باين اكلت و نمت دغري ..!! أهزر طبعا
    شعورك …. كشعور اي واحد عربي .!
    تائه .. شعور بعدم اليقين .. الحيرة ..، الغربة ….. الخ
    الله فرج .. يا حي يا قيوم

  2. أتمنى أن يستيقظ الجميع كما إستقيظت و أن يستطيعوا منعك من العودة للنوم لأننا نحتاجوا للجميع لكي نجعل من صحرائنا جنة يستر ح فيها الجميع
    موضوع جميل شكرا لك

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *