هل سمعت من قبل عن “لاتفيا” ؟! ، طبقاً لويكيبديا ــ رسميًا ــ تسمى جمهورية لاتفيا،وهي دولة صغيرة تقع في منطقة بحر البلطيق في شمال أوروبا، يحدها من الشمال إستونيا وإلى الجنوب ليتوانيا وإلى الشرق روسيا الاتحادية وإلى الجنوب الشرقي روسيا البيضاء وتشترك بحدود بحرية إلى الغرب مع السويد ، وعاصمتها هى ريغا ، صحيح أن المقال ليس عن الجغرافيا ، لكن فلتكن بدايته هى بداية تعارف بهذا البلد الذى لا نعلم عنه الكثير.

لكن الحدث الذى جعل هذا البلد يتصدر عناوين الصحف ونشرات الاخبار المتلفزة مؤخراً لم تكن تلك المعلومات الجغرافية وإنما إستقالة رئيس الوزراء هناك “فالديس دومبروفسكيس” يوم الأربعاء الماضى بعد انهيار سقف مركز تجاري في العاصمة ، وهو ما أدى إلى مقتل 54 شخصاً فقط ، وإعذرنى على إستخدام كلمة “فقط” لأننا إعتدنا فى بلادنا على أعداد ضحايا تفوق ذلك بكثير ، سواء كانت فى أحداث تتسب فيها الطبيعة أو مجازر يتسبب فيها البشر.

لكن أغرب ما فى الإستقالة أن رئيس الوزراء قال: “إنه يتحمل المسؤولية السياسية عن الكارثة” ، بل إنه تجاوز ذلك إلى إعلانه الاعتذار عن كل ما فشلت الحكومة في تحقيقه للشعب خلال مدة عملها ! ، فى الواقع بمجرد أن قرأت ذلك و أنا مازلت فى حالة دهشة و مقارنة بين حالهم وحالنا ، لا أقول مندهش لدرجة الانبهار .. فهذه الأمور متعارف عليها هناك فى البدان التى تقدر قيمة البشر و قيمة حياة الانسان ، لكننى مندهش من جرائم و كوارث عديدة تسببت فيها حكومات وأنظمة متعاقبة (ليس فى مصر فقط .. بل تقريبا فى كل قطر عربى) ، ولم نسمع أبداً عن إستقالة رئيس حكومة أو وزير أو حتى أقل ساعى فى أى مؤسسة حكومية !

صحيح شر البلية ما يضحك ، ولهذا فإننا أكثر شعوب الأرض ضحكاً .. لأن كل ما يصيبنا من بلاء ، أو بالأحرى نتسبب فيه من بلاء لأنفسنا ، يكون من ذاك النوع الشرير الذى يُضحك ، بل الذى يُميت من الضحك ، فإذا لم تغرق فى عبّارة أو تموت محروقا فى قطار أو تدهسك عجلاته وأنت تعبر أحد المزلقانات ،أو يقضى عليك مرض بسبب ما تتناوله من خضروات وفاكهة مسرطنة أو مرض إكتسبته من أحد المستشفيات التى قصدتها للعلاج فخرجت منها بامراض مضاعفة ، أو أبسط شئ أن تعبر أحد الشوارع فتأتيك رصاصة طائشة من حيث لا تدرى فتفقأ عينك أو تستقر فى قلبك ، أو .. ، أو … ، اذا نجوت من كل ذلك .. فربما يقتلك الضحك من شدته وأنت تشاهد نشرة الأخبار على إحدى قنوات التلفزيون المصرى !

“ماكسيما” وهو اسم البناء التجارى الذى اطاح برئيس وزراء لاتفيا ، لا يعد شيئاً يُذكر إذا ما قارنها بفاجعة “عبارة السلام 98” مثلا أو حتى “قطار الصعيد المحترق” ، عموما دعنا من هذه الذكريات المؤلمة ألان ، ودعنا نعود إلى لاتفيا .. هل تعرف ان الرئيس هناك إعتبر ما حدث “جريمة قتل” ؟! ، بل إنه طالب “الخبراء الاجانب” بكشف ملابسات الحادثة و الكشف عن أسباب الجريمة ! ، لم يلفت نظرى ذلك .. بقدر ما أرّقنى سؤال : كيف يمكن لهم أن يستعينوا بخبراء أجانب لكشف هذه الأشياء ؟ ماذا عن الامن القومى للبلد الذى قد يتعرض للخطر على أيدى هؤلاء الأجانب ؟! .. أين الكفاءات الوطنية ؟!

كدت أن أنسى .. هذا فى “لاتفيا” وليس هنا !

بقلم / أحمد مصطفى الغـر
@AhmedmElghor

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫7 تعليقات

  1. المقارنة ليست مضحكة يا أحمد
    الشعب هو السؤول أولاً و أخيراً عن محاسبة حكامه
    لماذا لم ينهض الشعب المصري لدى الإسهتار ب باسم يوسف الديكتاتوريات تبدأ هكذا
    لحقوا حالكن قبل الوقوع في الأدهى

  2. الضحك هو اللي دايرينوا العرف فروسهم من غيروا مكاين غير الجد
    سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالام للجميع

    1. حنان الغزالة ديالي فاين هاذ الغبووووووووووور توحشتك..
      كيف عاملة؟ الصحة لاباس؟؟ مرحبا بيك ..

  3. لكننى مندهش من جرائم و كوارث عديدة تسببت فيها حكومات وأنظمة متعاقبة (ليس فى مصر فقط .. بل تقريبا فى كل قطر عربى) ، ولم نسمع أبداً عن إستقالة رئيس حكومة أو وزير أو حتى أقل ساعى فى أى مؤسسة حكومية !…………………………………………صح 100%

  4. عجبتنى الفكرة إللى عملت عليها الموضوع يا أخ أحمد ، إختيار مُمتاز ، و ربطك للنموذجين فى محله و يدعو للضحك اللى يحسر فعلاً ! أتفق معك فى كل سطر فيما عدا :
    كيف يمكن لهم أن يستعينوا بخبراء أجانب لكشف هذه الأشياء ؟ ماذا عن الامن القومى للبلد الذى قد يتعرض للخطر على أيدى هؤلاء الأجانب ؟! .. أين الكفاءات الوطنية ؟!
    .
    حاسه سؤال مش برئ !
    .
    تحياتى أخى أحمد .

  5. أحييك على ملاحظتك ..

    وأحب أكد ان السؤال برئ جدا .. الجملة اللى بعده بتفسر كدا

    : )

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *