الحكواتي ..

كان ياماكان , في سايق العصر والأوان ..

زمنٌ ساد به الفساد , الذّلةُ والهوان ..

أشرقت الشمس غرباً .. غنت قصائد الحب الغربان .

وبكت أشجار البرتقال من فأس السجّان .

صبيةٌ تسلّق البدر على صخرة..

عربش على كتفيها الزيتون ..

الزمرد , الأقحوان, والزعفران ..

إسمها .. سبية الزمان .

في ليلة غاب القمر عن عشّه وتاهت جنود قيروان .

إغتصبها مارقٌ تسلل عبر أنابيب الفئران.

صاحت سبية الزمان تستنجد إخوة الدم :

ٌُُوآآآآآآآآآآآعربان ..

هبت جيوشٌ , وهُزّتْ عروشٌ لتسحق من إغتصب سبية الزمان ..

واخذلتاه ..

ضاع الحق والحقيقة في جيب السلطان .

وصار المُغّتصِب يغتصب سبية الزمان كل ليلةِ في نفس المكان ..

بل نكاية بالشمس يفعلها في وضح النهار أمام عيون إلإخوان .

ٌُُوآآآآآآآآآآآعربان ..

يرتفع صراخ سبية الزمان ليفضح صمت إخوتها والخذلان .

أحدهم صاح..ويحها لنبقر بطنها ونغسل عار العربان .

آخرٌ .. أغمض عينيه كي لايسمع صرخة أخت الزمان .

أمسك ثالثٌ صوتها بسيفه كي يستر الأمر بالكتمان .

صغيرهم إنتفض واقفاً نادى ..

لبيك ياأخت الزمان ..

فانقض عليه إخوته كذئابٍ جائعةٍ كأسود الوديان .

رموه في الجبّ وغسلوا أيديهم بماءٍ ظمآن ..

مزقوا قميصه ..

غسلوه بدمٍ كذب ..

ورموه عند قدمي سبية الزمان ..

ياأخت غزة ياقدس ..

أكل الذئب أخانا غفلةً منا في دفاعنا عن شرف الزمان .

هو شهيدك باسمنا .. لابد من قربان .

ومرّ الزمان على سبية الزمان

المغتصب مازال مغتصباً ..

القدس مازالت سبية ..

والإخوة مازالوا كل يومِ ..

يبحثون عن قربان .

قاسيون .