مرسلة من صديق نورت احمد عطيات ابو المنذر

من صاحب الحق بوصف الافعال بالخير والشر:
ان الافعال التي تقع من الانسان اوعليه تدور في دائرتين، الاولى دائرة الاختيار ،وتقع فيها الافعال من الانسان او عليه بارادته ، والانسان فيها مخير ومحاسب على اعماله، ان خيرا فخير وان شرا فشر. والثانية دائرة الاجبار وفيها تقع الافعال من الانسان او عليه وهو فيها مسير وغير محاسب.
و الافعال التي تقع من الانسان او عليه ، مما هو في دائرة اختيار الانسان- اي ان الانسان مخير فيها -هي افعال ارادية…كالاكل والشرب …والتعليق في نورت… والذي يحدد كون الفعل خيرا او شرا ،ليس الانسان ،لانه لو ترك الامر للناس ، لاختلف الحكم بينهم فكل له رايه لان كل معجب برايه.وقلما يتفق الناس على راي واحد… فما يراه اوباما خيرا تراه القاعدة او ابن لادن او ماشابه شرا… واختلاف الناس امر قطعي ومشاهد ومحسوس…ثم ان مايراه المرء اليوم خيرا قد يراه غدا شرا…. وقد يؤدي الاختلاف الى الخصومة والحروب المدمرة، كما هو واقع الحال في الكثير من المناطق فما هو الحل؟
الحل هو ان يترك الامر لمن يعرف معرفة قطعية ان الفعل الفلاني خير محض او شر محض … والوحيد القادر على ذلك هو الله….ومن هنا فان الخير – بالدليل العقلي – هو ماقرر الله انه كذلك، وكذلك الحال فيما يتعلق بالشر……. وهذا الكلام الذي توصلنا اليه بالعقل ،هو عين ما جاء في الشرع فالخير شرعا هو ما ارضى الله، والشر عكس ذلك.. والفعل حتى يوصف بالخير لابد ان يتصف بامرين او شرطين الاول : ان يقصد منه ارضاء الله والثاني : ان يكون كما امر الله …فان انتفى واحد من الشرطين لم يكن الفعل خيرا….اي لم يتحقق للفاعل ثواب الله….
قمثلا لو ان انسانا سرق ،وتصدق بما سرق، كما كان يفعل روبن هود او ارسبن لوبين … فان فعله هذا- ولو كان الفاعل مسلما -ليس خيرا لان الغاية لا تبرر الوسيلة وهو كفعل التي زنت وتصدقت ليتها لم تزن ولم تتصدق .
ولما كان من المستحيل على الناس ان يجزموا بقصد الفاعل- ولو قام بالفعل على الوجه الذي امر الله به-لذا كان وصف الافعال بالخير والشر .. في الدائرة الاختيارية متروك لله….اما نحن كبشر فاننا لا نصف الافعال بالخير والشر بل نصفها بالحسن والقبح ….فاذا راينا انسانا يعمل اي فعل مطلوب شرعا ،وعلى الوجه الذي امر الله به ..فلنا ان نقول ان هذا فعل حسن ، وبعكس ذلك نقول ان هذا فعل قبيح… وهذا حكم بظاهر الحال …ويستوي في ذلك الحكم على المؤمنين الصادقين- والمنافقين -لاننا لانعلم السرائر ولا يجوز ان نحكم بالظن ،لاننا منهيون عن ذلك. اما اعمال الكفار فلا قيمة لها شرعا لانهم – وهم لا يؤمنون بالله- فانهم يقينا لم يستوفوا الشرط الاول وهو ان يقصد بالفعل ارضاء الله…قال تعالى” (( و الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعه يحسبه الظمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه و الله سريع الحساب )) و {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد}.
واما افعال الانسان في الدائرة الثانية التي هو مجبر فيها ، فانها اما تقع منه، ولكن رغما عنه ،او لايقصدها كمن يدهس بسيارته شخصا وهو غير مسرع … او يطلق رصاصة اثناء الصيد على حيوان فيصيب انسانا، واما ان تقع عليه رغما عنه سواء ااحبها او كرهها… وهذه تسمى دائرة القضاء والقدر … فان وصف الافعال في هذ الدائرة متروك لمن اوقعها على الانسان رغما عن الانسان ..الاوهو الله تعالى فهو وحده الذي يعرف ان كانت المصيبة و الخسارة خير لمن وقعت عليه ام لا، وهو وحده من يعرف ان كان الربح والثروة خير ام شر لمن رزق بها….
ربَّ أمـرٍ تـتـقيـه *** جـرَّ أمـراً تـرتضـيه
خـفي المحـبوب منـه *** وبـدا المكـروه فيــه
وبالمناسبة فان فهم موضوع القضاء والقدر ،كان من اهم الاسباب التي مكنت المسلمين الاوائل – ولا زالت الى يومنا هذا – من تحقيق اعظم الانتصارات ، فالمسلم الذي يؤمن ان الخير والشر بيد الله والرزق والاجل بيد الله … لايمكن ان يخشى الا الله ،ومن كان هذا حاله فان الدنيا كلها تخشاه ….ولن اتطرق الى مفاهيم الرزق والاجل واترككم مع هذه القصة المناسبة للموضوع …للفائدة والتخفيف من بعض الملل الذي قد يكون ناتجا عن صعوبة الموضوع!!
قصة “وماأدركم أنه حظ عاثر ؟
القصة أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال…ويملك جواداً وحيداً محبباً إليه…ففر جواده وجاء إليه جيرانه يواسونه لهذا الحظ العاثر…فأجابهم بلا حزن:وما أدراكم أنه حظٌ عاثر ؟
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية…..فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد…فأجابهم بلا تهلل :وما أدراكم أنه حظٌ سعيد ؟
ولم تمض أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه…وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ العاثر…فأجابهم بلا هلع
وما أدراكم أنه حظ عاثر ؟
وبعد أسابيع قليلة أُعلنت الحرب….وجندت الدولة شباب القرية والتلال وأعفت إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثيرون…وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد…والحظ السعيد يمهد لحظ عاثر…إلى ما لا نهاية في القصة….وليست في القصة فقط
بل وفي الحياة لحد بعيد…فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم….لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شر خالص…أم خير خفي أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر….ولا يغالون أيضاً في الابتهاج لنفس السبب…ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون بإعتدال ويحزنون على مافاتهم بصبر وتجمل
وهؤلاء هم السعداء…فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم…..الرضا بالقضاء والقدر
ويتقبل الاقدار بمرونة وايمان!!!

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫16 تعليق

  1. ارجو من الجميع عدم التعليق على موضوعاته …خلوه يولي هدا الطرشان من حيث ما اتى!!

  2. من الخطا ان نقول “” الخير والشر بيد الله “” لان الله لا يصدر منه إلا الخير ،،،

    فالشر هو انتفاء الخير ،، كما ان الليل هو انتفاء النهار ،،
    ولان الخير لا ينتفي عند الله فلا وجود للشر عنده سبحانه ،،

    فتصويرك للخير والشر كأمرين مستقلين هو امر مشكوك فيه ،،،

    (( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك )) ..

    وتقبل تحياتي ..

  3. شفت يا مندر يا خلوق يلي يتستقوي على النساء وتستعديهن بالالفاظ الغير مهدبة؟؟
    بس تعلق حنان …يعلق الكثيرون بعدها…طرشان ومعزة طارت علينا ..

  4. السعداء…فإن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم…..الرضا بالقضاء والقدر
    ويتقبل الاقدار بمرونة وايمان ونعم بالله لكن في بعض الأحيان الشر يفرض عليهم ولم تكن لهم
    يد ا فيه فهل هذا من إختيارنا أو هو القدر الذي رمانا أم ماذا !!!؟؟؟؟؟
    لما طفلة بريئة تغتصب فهذا شر أهو قدر أم إختيار؟
    شكرا أحمد موضوع رائع

  5. اخي مامون…شكرا لك على الاهتمام واكبر فيك التزام الحوار وعدم الصيد في الماء العكر…صدق انني تمنيت لو انك على حق تماما لاعلن تراجعي عن خطاي فلعل البعض : يخفف من غلوائه…لكنني لا يمكن ارد عليك الا بانني على صواب يختكل الحطا وانت على خطا يحتمل الصواب…وللتوضيح: اورد ما يلي: وهو باختصار شديد لئلا يثور علي من لايهوى المظالعة اكثر من ست دقائق…
    قال اللهُ تعالى: ” هل من خالقٍ غيرُ الله” أي لا خالق إلا الله.”
    فالله خالق الخير والشر.
    وقد رد بعض التلاميذ في بعض المدارس على مدرسة الحساب إذ قالت الله لا يخلق الشر -والعياذ بالله من الكفر- فقد جعلت خالقا غير الله
    قال التلميذ لبقية التلاميذ، يا جماعة الشيطان خير أم شر؟ قالوا شر
    قال أليس اللهُ خلقهُ؟ قالوا بلى.
    قال الله خالق الخير والشر، لا خالق غيرُهُ….فبُهتت التي كفرت .
    هذا ما قصدته ودمت لاخيك.

  6. شو هالخطأ الاملائي الفظيع يلي صححته لي يا ستاد مندر …الجواب بسيط لا يوجد عندي دال فوقه نقطة بلوحة المفاتيح خاصتي …
    الفاضي يعمل قاضي…ارجو ان تعمل على مراجعة الفاظك التي تكتبها الى الغير قبل التشدد في اظهار غلط الاخرين …
    المصيبة انك مفكر حالك معصوم عن الخطأ.ومواضيعك مليئة بالغلطات الاملائية ,,ولكننا لم نقف عندها لانه يهمنا المضمون اولا واخيرا.
    انتهى النقاش.

  7. هذا اذا سلمنا ان الشر كيان مستقل ومخلوق ،، لكنني ذكرت لك ان الشر ما هو إلا ” انتفاء الخير ” والخير خلقه الله الذي خلق كل شيء ،،
    اما أن الله خلق الشيطان والشيطان شر فالله خلق الشر هو ” من بعد اذنك ” استدلال خاطئ ،، لان كما تعرف ان ابليس كان من الملائكة ،، اي كان خيراً محضاً ،، ولما انتفى منه الخير الذي خلقه الله فيه أصبح كائناً شريراً ،، فاستدلالك يقوي حجتي وليس حجتك ،،

    وكما قلت // رأيي صواب يتحمل الخطا ورأيك خطأ يحتمل الصواب ..

    ولك مني كل التحايـــــــا

  8. شكرا…يا حنان …فانا واثق انك اسم على مسمى مهما :تغالست” علي..فانا اخوك الكبير الذي تعزين عليه …شئت ام ابيت…بس ارجو ان تفهمي اخاك -الجديد على نورت -حل هذه المسالة : تقولين انك فتحت الباب “…حلوة فتحت الباب …ما هو برضة زي السوءي عني السوق بالفصحى …لكن هل انت من الذين “اذا قالوا للناس شيئا وجب على الاخرين ان يفهموه معكوسا..
    فانت قلت لهم”ارجو من الجميع عدم التعليق على موضوعاته …خلوه يولي هدا الطرشان من حيث ما اتى!! فهرعوا الى التعليق…اذا صح هذا…فارجو ك ان تقوليها في كل مرة يكون موضوعي ثقيل دم ….وختاماوهل تاذنين لي يا “سنيوريتا “حنان ان اعاملك بنفس الطريقة’ …اي عندما تقولي او تطلبي ان شيئا افعل عكسه ؟؟؟!!!
    علما بانني خطرت ببالي الفكرة قبل حصول الظاهرة العجيبة يا قيادية!!!

  9. لا يا حنان التصحيح كان للمداعبة والاخطاء الاملائية عندي اكثر من عندك لانني اكتب بسرعة لانمكن من الرد على الامة التي دشعت علي ببعد ان تكرمت بفتح الباب بالشيفرة التي تفوقت على شيفرة دافنشي…. اما الخطأ الذي صوبيته لك – والحق علب خليك …على خطئك… فهي كلمة غير التي لايجوز ان تدخل عليها ال” ال” في حالة الاضافة… فنقول ابو المنذر غبر المهذب من وجهة نظر حنان….. ولا يجوز في الغة ان يقال الغير مهذب
    “وازا مش مسدءة اسالي الانترنت!!!

  10. شكرا اخي احمد على الموضوع لأنه يحمل مجموعة من الأفكار كالايمان بالقدر خيره و شره و نقطة هل الانسان مخير أم مسير.
    و لا تزعل عزيزتنا حنون و لا تستقوى عليها

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *