في محفل عام، ضم كبار قاده الدوله واعيان المجتمع،ووفود من مختلف صقاع الارض، بادر احدهم الى طرح السؤال الاتي-الذي غالبا ما يتبادله الناس في ما بينهم-ما هي امنيه كل واحد منكم؟ تعددت الاجابات ،اختلفت وتباينت، باختلاف معادن الرجال وكبر نفوسهم وقوه شكيمتهم، منهم من تمنى الجواهر والذهب ومنهم من تمنى المال والبنون،واخرين القصور الفارهه والحدائق الغناء،الا ان الامنيه ،التي كانت صادمه للجميع،لعظمتها وتميزها وتفردها،كانت الاتيه،اتمنى ان يكون لي مقاتلين بمليء هذا المكان ازيح بهم الفقر والجوع والحرمان عن كاهل كل ابناء الدنيا وارفع بهم الظلم والضيم والبؤس اينما وجد وعلى من وقع، يا لها من امنيه لم تعرف البشريه لها مثيلا على مدى تاريخها الطويل، لرجل عظيم باركته السماء وبسط الامن والعدل والسلام في ربوع الارض قاطبه، كانت تلك الامنيه قبل الفيه ونصف تقريبا وكان قد تم تحرير كامل التراب العربي والاسلامي المغتصب لا بل تم تحرير اغلب الشعوب التي كانت ترزح تحت سياط اعداء الشعوب الحره والمضطهده، انها امنيه الامنيات،امنيه فاتح القدس الشريف وقاهر كل ملوك الروم والفرس، امنيه الفاروق، ثاني الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم وارضاهم، نعم هؤلاء هم القاده العرب،هذه هي سجاياهم الكريمه،وهذا هو خلقهم الرفيع،اسمى اهدافهم واغلى غاياتهم سعاده الشعوب ورفاهيتها وتامين حياه حره كريمه لها،و هذه هي ذاتها الاخلاق والقيم العربيه والاسلاميه الاصيله والنبيله،بينما اهداف وغايات قاده الغرب قديما وحديثا هو استغلال الشعوب واستعبادها واستنزاف مواردها وخيراتها واذلالها،ومن المؤلم والموجع ان نرى وعلى الرغم من كل ذلك ان من بين العرب من يشيد بقاده الغرب وانظمتهم وفي ذات الوقت الذي يذبح فيه المواطن العربي من الوريد والى الوريد على ايدي هؤلاء القاده وحكوماتهم الغاشمه، واقترفوا بحق ابناء الامه من المجازر المروعه ما تعجز كل الاقلام عن وصفه، لقد قامت حضاره الغرب على حساب دماء وموارد وارواح ابناء الشعوب الفقيره والكادحه،لقد ادرك الاعداء مكمن قوه العرب ومصدر كل انتصاراتهم لذلك ضربوا ضربتهم في الصميم،ونجحوا في تقسيم الوطن الى فرق واجزاء متناحره ومتخاصمه في ما بينها،عوضا عن وحدتهم ومواجهه اعداء امتهم صفا واحدا كالبنيان المرصوص،ومن لا يدرك هذا الامر يتوهم ان اخلاق العرب هي هذه،ان لا يكترث العربي لهول ما يقترفه اعداء العرب بحق العرب،الحقيقه ان الاخلاق العربيه لا زالت كما هي كامنه في اعماق الشخصيه العربيه،والمطلوب فقط هو تحريكها وتحريضها وفتح الابواب امامها للا نطلاق والتعبير عنها بشكل جلي وواضح تماما،وما يشهده عالمنا العربي اليوم من حراك ثوري متواصل رغم هول كل ما يرتكب بحقه من جرائم وحشيه بشعه هو افضل دليل على ما نقول،ان الظلم لا يدوم ابدا ومطلقا،خصوصا وان هناك من يقف في مواجهته بكل قوه وصلابه وايمان،وان الحق لابد وان ينتصر،وما على جميع احرار العالم ومنصفيه الا التكاتف والوحده والالتفاف مع قوى الخير والحريه وتحرير الشعوب والله المستعان….
عبد حامد
[email protected]

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. اين نحن من الفاروق؟
    أما عن هذا >>>من بين العرب من يشيد بقاده الغرب وانظمتهم وفي ذات الوقت الذي يذبح فيه المواطن العربي من الوريد والى الوريد على ايدي هؤلاء القاده وحكوماتهم الغاشمه،>>
    فقد ذبحنا حكامنا و باعونا للغرب بأرخص الاثمان

    اما هذا >>>تماما،وما يشهده عالمنا العربي اليوم من حراك ثوري متواصل >>> فهو تحريك أكثر من حراك فالشعوب خاملة
    شكرا اخ حامد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *