مرسلة من صديق نورت احمد صلاح محمود

ونانى ياسادة فتاة صغيرة فى مقتبل العمر لم تتجاوز خمسة عشر عاماً أو هكذا يبدو لى
بنت مسكينة حزينة تواجه الايام بدون اسلحة اللهم الا الصبر والدعاء والبسمات الخاطفة
منذ ولدت والجميع يتهمونها بأنها غير طبيعية و انها تعانى نفسياً كذلك تم تصنيفها قهراً وهكذا يتم التعامل معها اجبروها على ان تعيش فى عالم الجنون وحكموا عليها ظلماً بأن لا تشفى وان تبقى هكذا كما رسموا هم لها الى الابد
مع انى اقسم انها غير ما يدعون ولدى من الادلة الكثير لكنهم لاثبات الحق والاعتراف به كارهون
حين تراها ستجد نفسك تتعاطف معها ودون ان تدرى تجدك تحنو عليها
اتذكر حين تزوجت وتأخرنا وانا وزوجتى فى الانجاب وكنت قلقاً جدا وقابلتها صدفة . دائماً التقيها صدفة واوقفتنى فى الشارع ببسمتها الشهيرة وقالت ( مراتك هتخلف قريب بس ابقى ادينى الحلاوة عاوزة ربع فرخة وعشرة جنيه ) أكبر مبلغ وصل اليه خيالها البرئ عشرة جنيه واشهى طعام عرفته ربع فرخة خليط من البساطة والبراءة والنقاء هكذا هى وهكذا خلقت فى زمن لايرحمها ولا يبدو انه سيفعل
ولا تمر ايام وتأتى البشرى ويأتى الحمل المنتظر وتجرى الايام وتمر الشهور وتنجب زوجتى وتكرر الصدفة والتقيها لتهتف فى فرحة ( مراتك ولدت ) تذكرت طلبها البسيط واردت ان اعطيها الحلاوة كما طلبت سابقاً غضبت وقالت ( لا يا اخويا لما اجى عندك البيت عشان اتغدى ربع الفرخة وبعدين اخ العشرة جنيه ) وبعد ايام جاءت كيف عرفت طريق المنزل ؟ هكذا تساءلت ونسيت ان اسأل نفسى السؤال الأهم كيف عرفت أن زوجتى انجبت والنبوءة تحققت ونسيت من فرط سذاجتى أن من اعطاها النبوءة اعطاها الاجوبة
اصرت على حمل الطفلة خفت ان تقع منها لكنها حملتها برفق اكثر مما افعل وقبلتها فعاتبت نفسى على ظنونى
من فرحتى اعطيتها ما قدرنى الله عليه لكنها رفضت بشدة وقالت ( عاوزة بس عشرة جنيه )
ومن ايام التقيت بها فرحت جدا اذ ان لقائها دوماً بشرى وخير
كان بعض الاطفال فى الشارع يضايقونها
يا الهى كم هى مسكينة هذه البنت دوماً تحمل للناس الفرح والبشرى ودوماً يردون الجميل بالمعايرة والاتهام بالجنون
عندما اقتربت منها صاحت ( ازيك بنتك عاملة ايه )
قلت لها ( كويسة المهم انتى عاملة ايه )
ابتسمت ابتسامة لم أرى مثلها قط وقالت بلهجة فيها ما فيها وهى تنظر الى السماء ( سبحانه أرحم منه مفيش )

قصة / احمد صلاح محمود

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. احمد صلاح .. شكرا لك
    هذه هي الحياة .. المسكين والبسيط والذي على نياته يعتبروه اهبل ومجنون
    ولا يعلمون ان اجره عند ربه كبير ..

  2. كان احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فراش الموت فنطق بثلاث كلمات ليته كان جديدا : ويذهب في غفوة ويفيق وهو يقول ليته كان بعيدا : ويذهب في غفوة ويفيق وهو يقول ليته كان كاملاو بعدها فاضت روحه ، فذهب الصحابة رضوان الله عليهم الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليسألوه عن هذه الكلمات

    : فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم

    ان هذا الرجل فى يوم من الايام كان يمشي و كان معه ثوب قديم فوجد مسكينا يشتكي من شدة البرد فأعطاه الثوب فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك فقال : لأى عمل عملته ؟؟ فقالوا له : لأنك تصدّقت ذات ليلة على مسكين بثوب فقال الرجل : انه كان باليا فما بالنا لو كان جديدا ليته كان جديدا

    و كان فى يوم ذاهبا للمسجد فرأى مقعدا يريد ان يذهب للمسجد فحمله الى المسجد فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك فقال : لأي عمل عملته؟؟ فقالوا له : لانك حملت مقعدا ليصلي فى المسجد : فقال الرجل ان المسجد كان قريبا فما بالنا لو كان بعيدا ليته كان بعيدا

    ان هذا الرجل فى يوم من الايام كان يمشي و كان معه بعض رغيف فوجد مسكينا جائعا فأعطاه جزء منه فلما حضرته الوفاة و رأى قصرا من قصور الجنة فقالت له ملائكة الموت : هذا قصرك فقال لاي عمل عملته؟؟ : فقالوا له لانك تصدّقت ببعض رغيف لمسكين : فقال الرجل انه كان بعض رغيف فما بالنا لو كان كاملا ليته كان كاملا

    ..قال تعالى لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ..
    …..
    اخ احمد شكراً لك على مشاركتنا قصتك مع ناني..

  3. شكرا على القصة ..
    مشكورة اختنا دنيا على هده العظات …كثر الله من امثالك.

  4. شكرا اخي احمد على القصة
    ناني يا اخي موجودة في كل مكان بطيبوبتها و حنانها الزائد الذي يعتبره البعض هبلا .
    ناني يا اخي ضحية مجتمع لا يرحم و بشر من دون مشاعر.

  5. مثلها مثايل في بلادنا العربيه ،تترك بين ايدي الزمن تربيها وتتلاعب بها
    عكس الدول الأوروبيه التي تكفلها مدارس خاصه ومعنيه بتلك الأمور …
    لا نقول الا لهم رب اسمه الكريم
    شكرا اخ صلاح

  6. انا قلتها واسمح لي اعيدها …تكتب الكلمة البسيطة الراقيه المعبرة الي تدخل الروح بدون استأذان …لنا رب اسمه الكريم
    بارك الله فيك ولاحساسك الراقي

    اخت دنيا …شكرا لكِ من صميم القلب

  7. الأخ أحمد صلاح ..
    تقترب خيوطك ببطئ , لكن بثقة نحو القصة القصيرة .
    أشكرك لإختيارك الموفق لموضوع القصة .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *