بقلم صديق نورت مأمون

الملك الفيل يجلس على كرسيّه ،، وعلامات الغضب تبدو على وجهه ،، وأمامه وزيره الضفدع مذعوراً كعادته دائماً عندما يكون في حضرة الملك …
الملك : أيها الوزير ،، الوضع لا يعجبني أبداً ،، يُخيّل إليّ أنك لا تتابع عملك على الوجه الصحيح ،،
الوزير وقد زاد امتقاعه : العفو يا مولاي ،، أنا أبذل كل ما أستطيعه لخدمتكم
الملك : لا يكفي ،، وصلتني أنباء أن هناك تذمرات تنتشر بين الشعب … كيف تسمحون لهذه التذمرات أن تنتشر ،، كيف تسمحون للشعب أن يتنفس ،، فما بالك بالتذمر ..!!
الوزير : مولاي ،، هؤلاء ليسوا من الشعب ،، إنهم عبارة عن مندسين أتوا من غابة ” القردة ” العدوة .. جاؤوا ليثيروا القلاقل والفتن ..!!
الملك : لكني أرى أن هناك من الشعب من يستمع لهم ،، وأنتم نائمون ..
الوزير : إننا نبحث عنهم يا سيدي ،، ونجفف كل منابعهم ،، وسنُلقي القبض عليهم قريباً ..
الملك : أرجو هذا ،، وإلا ينبغي على أمك أن تعد نفسها لتجفف دموعها عليك ..
وأنا ساعالج الموضوع بطريقتي ،، اذهب واستدعي لك الراديو ،، أريد أن أطل على الشعب وأخاطبهم .!!
الوزير : العفو يا مولاي ،، لكن بالراديو لن يستطيعوا مشاهدتك ..
الملك : أين يمكنهم ذلك إذاً ؟
الوزير : في التلفزيون يا مولاي .
الملك : حسناً .. اذهب واحضر لي البطيخ ..
حضر التلفزيون كما أمر الملك .. ووقف المصور مصوباً كاميرته ناحية الملك .. والملك جالس أمامه
الملك : إلى أين يجب ان انظر ؟
المصوّر : إلى هنا يا مولاي ،، إلى العدسة ..
الملك : وهل شعبي يراني من خلال هذه الفتحة ؟
المصوّر : نعم يا مولاي .
الملك : هذا يُؤكّد نظريتي التي تقول أن شعبي يرى من منظور ضيّق ..
المصوّر : أرجو أن تبدأ بالكلام يا مولاي عندما أعطيك الاشارة ..
الملك : ممم .. آه ،، هذا ما كان ينقص .. شعبي يتذمر .. والملك يتكلم باشارة من المصوّر !!! .. اقطعوا رأسه ..
وفي الحال سُحِب المصور إلى مصيره المحتوم ،، وتم الإتيان بمصور آخر .. وشرع الملك بالكلام :
الملك : أيها الشعب ….. الكريم( بامتعاض ) ،، وصلتني أخبار ما كنت اتوقع سماعها من شعب مثلكم ،، يبثها المغرضون والمندسون ،، يقولون أن شعبي جائع !! وللأسف هناك من ينساق خلفهم ،، وانا لا أدري كيف استطاع هؤلاء أن يقولوا مثل هذا الكلام ،، لقد نسوا أو تناسوا أن على حدودنا غابة عدوة تنتظر الفرصة للنيل منا ،،
وهم مستعدون دائما لقتالنا ،، فتصوروا لو اننا غفلنا عنهم ،، وانصرفنا الى الأكل والشرب ،، كيف سنواجههم ؟ ألا تعرفون أن كثرة الأكل تُسبب الخمول والاسترخاء ،، ونحن يجب أن نكون منتبهين دائماً ويقظين ،، وألا تعرفون أن الاكل يُسبب السمنة ؟ وان السمنة تُسبب ثقل الحركة ،، فكيف سنقاتل غابة ” القردة ” ونحن لا يمكننا الحركة ؟
أخبروني كيف ؟؟ مالكم لا تُجيبون ؟ ( يظن أن الشعب بامكانه الرد عليه من الكاميرا ) . طبعاً لن تُجاوبوا .. لأن لا جواب لديكم ..
ثم تشتكون أيضاً أنني وحاشيتي واقربائي الفيلة قد زدنا من ” الشفط ” ،، هل عليّ ان أذكركم دائماً بالمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقنا ؟ مسؤولية التفكير .. إننا نفكر ليل نهار من أجلكم ولا نتوانى عن التفكير لحظة واحدة ،، وهذا التفكير يحتاج إلى طاقة ،، وهذه الطاقة نستمدها من الشفط ،، أنا أحسدكم فعلاً ،، يا ليتني كنت واحداً من الشعب ولا أكون ملكاً أتحمل مسؤولية التفكير الجسيمة ،، لكن هذا هو قدري ،، ويجب أن أتحمل المسؤولية .. والسلام ”
في اليوم التالي لخطاب الملك ” التاريخي ” وقف الزبون أمام البائع بعد أن اشترى أغراضه
الزبون : متى زادت الأسعار ؟ لم تكن الأسعار بهذا الغلاء يوم أمس .
البائع : لا ، لم ترتفع الأسعار .. لكني أضفت عليك قيمة التبرع من أجل ” المعركة ” .. بالاضافة الى قيمة مساهمتك في ” توفير الاجواء المناسبة لتفكير الملك ” ..
وفي المشفى غير بعيد عن مكان المحادثة السابقة وقف الطبيب بجانب فراش المريض ضاحكاً وهويقول
الطبيب : الحمدلله على سلامتك ،، لقد نجحت العملية ،، ألف مبروك .. لكن هناك أمر صغير لا بد أن أخبرك به ،، لقد قمنا باخذ إحدى كليتيك مشاركة منك في ” المعركة ” ولتوفير الأجواء المناسبة لتفكير الملك .. هل لديك أي اعتراض ؟؟؟

ولكم مني كل الود والورد ..

أخوكم .. مـــأمون

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫20 تعليق

  1. مبروك وأخيرا استرجعت حقوقك الأدبية لك يا أخي خف على الحكام و الملوك مش مكفيك اللي هم فيه هههه
    أسلوب رائع استمتعت بالقراءة

  2. ولى هذا الزمان يا مأمون !!!!!
    حتى الراعى صار يعرف ويحلل سياسة حكامنا وطريقة تفكيرهم بإستثناء القله القليله من الجهله التى ما زالت تصدق ( أيدى خفيه وأيدى أجنبيه وايدى إيرانيه )
    خلصنا من موال ( الصهيونيه دخلنا بموال القاعده وصلنا لموال الايرانيه والان نلعب بموال الطائفيه ) !
    خلاص لكل زمان رجال ودوله !

  3. شكرا لك يا أخ مأمون قصة رائعة
    ولكن اسمح لي كان يجب عليك أن توضح أن الشعب هم الفئران والمعروف أن الفيلة تخاف من الفئران لأنها تضايقها

  4. يعيش الفيل, البلد في تقدم وازدهار.
    يعيش الفيل, البلد في امن و أمان.
    يعيش الفيل, الغابات المجاورة كلها تحترق لتغيير ملوكها ونحن نحترق دفاعا عن فيلنا.
    يعيش الفيل, شتّان ما بين الفيل السابق وهذا الفيل السادس
    يعيش الفيل, فلولاه لدخلنا في حروب أهليه
    يعيش الفيل, حامي البِرْكَتين المقدستين
    يعيش الفيل, ملك ملوك الغابات وقائد الثورة
    الغـابـة الله حـامـيـها

  5. حافظة الدرس ما شاء الله عليكِ يا سوسن, لم تؤثر بكِ كندا ههههه

  6. فيلنا هو رايسنا وهوو حبيبنا.
    عض قلبى ولا تعض رئيسى ههههههههههههههههه
    جميلة يا ماموووووون، مشكور جداً ومبروك حقوووق الطبع الحصرية.

  7. هههههههههههههه
    جميل موضوعك أخي مأمون
    دخلت نورت وأردت التعليق ، ولم تتح لى الفرصة
    ثم خرجت ورجعت ، ولم تتح لى الفرصة ثانية
    ولكن بالنهاية تمكنت من التعليق
    شفت التعب اللى أنا فيه هههههههه
    موضوعك يعبر بالفعل عن واقع ساخر مرير
    العناوين البراقة والكلمات الفضفاضة للحاكم
    نبرة ولهجة موحدة للجميع ، فالجميع هم الشعب الطيب الجميل المهاود المسالم
    يشربون من كئوس الكلمات المعسولة والأخطار المحدقة ، وبالنهاية يجدون
    أنهم ظمأي ، وانهم يشربون الوهم ..
    تحياتى لموضوعك وللمزيد إنشاءالله

  8. شكراً لك أخي الفارس . تواجدك أسعدني ..
    وسعيد أيضاً بوجود “””” تشتاق لك العافية .. وانا بالأكثرbelgium-2004mzm

  9. ليش هيك التعليق طلع مخبّص ؟
    يلا المهم يكون مفهوم …

  10. حلو انه طريقتك بتشبه طريقة الشاعر خليل مطران لما استرجع حادثة قتل كسرى لوزيره العادل بزرجمهر… مستخدم المداراة والرمز….!!
    لكن الاختلاف انه هو بشعر وانت باقصوصة…..!
    حبيت كتير….موفق مأمون افندي…!
    هع هع مفرفس…..!

  11. حلو انه طريقتك بتشبه طريقة الشاعر خليل مطران لما استرجع حادثة قتل كـــــــــــــــــــــ ســـــــــــــ رى لوزيره العادل بزرجمهر… مستخدم المداراة والرمز….!!
    لكن الاختلاف انه هو بشعر وانت باقصوصة…..!
    حبيت كتير….موفق مأمون افندي…!
    هع هع مفرفس…..!

  12. هلا بمتيم أفندي ..
    خيووو عملتني خليل مطران .. بعدين بصدق حالي وأهريكم مقالات ههه
    بس شكلك عم تدرس منيح .. أنا لليوم حافظ هالقصيدة من أيام الثانوي ..!!

  13. اي صدق حالك……لووول……اي والله وانا عم اقرا وبنص الي انت كاتبو……دغري اجت ببالي قصيدة خليل مطران لوووول….!
    حلو انك حافظها لهلأ……انا سألني بعد الفحص بيوم بكون نسيانها هاهاهاها….!
    هع هع مفرفس…..!

  14. مأمون فيك تشكرني غيابيا ^_^!! انا حتى وان ما علقت ما بيعني اني ما مريت من هون.. مبارحه مريت وبالعلامه متيم ما كان هون …
    بس اوقات بتكون الهام مش معي لهيك ما بعرف علق..
    الى الأمام سر..موفق !!

  15. شكرتك غيابيا وهلق رح أشكرك حضورياً ..
    مرورك يكفي حتى لو ما علقتي ..

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *