مرسلة من وطني أمي

بسم الله الرحمن الرحيم ..!!

قبل الاستطراد في الكلام ، لابُد من توضيح بعض النقاط المهمة ..!!

أولاً : ما سيرد في هذا المقال لا يحتمل التعميم اطلاقاً ، وإنما هو يتناول فئات محددة موجودة وبحجم لا بأس به ..!!
ثانياً : ما سأكتبه ليس نقلاً عن صحف أو مجلات او فضائيات ، وإنما هو مشاهدات .
ثالثاً : إن كل ما سُيكتب هنا له منطلق واحد ، هو الوطنية المحضة ، قد يختلف معي البعض بما سأقول ولكن لابد أننا نتفق في حب الوطن وتمني الخير له ..!!

حديثي هنا يتناول فئتين اثنتين .. أولاهما هم أولئك الذين ركبوا موجة التغيير والدعوة المحقة إلى التحرر ليحققوا مصالحهم الخاصة بأسم الثورة .. فهم يحسبون أنفسهم من الثوار والطامحين الى الحرية ولكن ذلك بالأسم فقط ..وهم بالحقيقة لصوص وقطاع طرق .. وهمهم الأول والأخير زيادة ثروتهم وتكديس ما أمكن من أموال ومتاع مستغلين بذلك الانفلات الأمني وغياب العقاب في كثير من المناطق .. طبعاً هذه الفئة توجد في كل الثورات .. ولكن ذلك لا يجب أن يثنيا عن مكافحة هذه الفئة والإشارة إليها بالبنان .. لأنها مضرة بالشعب ومضرة بمن يدعون للحرية ..!!

الفئة الثانية .. تختلف عن الفئة الأولى بالهدف ،، فهي تسعى لتحقيق مطالب نبيلة ومُحقة .. ولكنها تتبع في ذلك نهجاً لا يتفق مع نُبل تلك المطالب وأحقيتها ..

قبل عدة أيام كنت أستمع إلى إحدى الفضائيات المتهمة بالتحريض الاعلامي .. ويتصل أحدهم وهو من مدينتي التي أعيش فيها ليشرح للمذيع ما يجري فيها .. تكلم وتكلم وتكلم .. وكل كلامه من اول كلمة إلى آخر كلمة كذب بكذب .. ولم يصدق بكلمة واحدة ..!! حتى أني تعجبت هل يتكلم عن مدينتي ام مدينة أخرى .. مع اني أرى اسم المدينة واضحاً على الشاشة ..!
هل يُبرر لنا إذا كانت غايتنا نبيلة أن نكذب ونغش ونخدع ونزوّر ؟؟!!

ربما يقول قائل الغاية تُبرر الوسيلة .. لكنني أعلم أن غاية الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه كانت من أنبل الغايات وأرقاها ..ولم نسمع ان رسول الله في يوم من الأيام اعتمد أسلوباً لا أخلاقياً لتحقيق تلك الغاية وحاشاه أن يفعل ..!!
للأسف .. إن كثيراً من الوسائل المُتبعه لتحقيق الغاية النبيلة التي ينشدها الجميع في وطني هي في قسم كبير منها ” لا أخلاقية ” .. ولا أفهم كيف نُريد أن نبني مستقبلاً جديداً نظيفاً أخلاقياً بوسائل لا أخلاقية ،، وكيف نثور على نظام فاسد ونحن نُمارس الفساد .. وكيف نثور على نظام قمعي ونحن نقمع .. وكيف نثور على نظام لا يقبل الرأي الآخر وينكل به .. ونحن لا نقبل الرأي الآخر وننكل بصاحبه … كل هذا يجري ويحدث للأسف ..

قد أكون انا مثالياً وحالماً زيادة عن اللزوم أنني أطمح لثورة بيضاء ناصعة ملائكية .. أعلم ان هذا صعب المنال ولكن ذلك لا يعني أن تنحرف الثورة تلك الانحرافة المفزعة والمخيفة ..

وأخيراً السؤال الذي أطرحه عليكم .. هل اذا كانت غايتنا نبيلة يُبرر ذلك لنا أن نتبع في تحقيقها وسائل ليست أخلاقية ؟!
وهل إذا كنُا نواجه نظاماً مجرماً يحق أن لنا أن نواجهه بنفس إجرامه ووسائله ؟؟!!

أخوكم في الله ..!!

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. صدقت يا اخي في الله وطني امي
    بالفعل ظهرت فئة عم تستغل الوضع الصعب اللي عم تمر فيه بلدنا ويقتنص الفرص متلو متل القناص اللي واقف على الاسطح وعم يقنص ارواح البشر
    بوقت البلد بحاجة فيه لنوقف مع بعض مو نستغل بعض
    اما عن اجابة السؤالين طبعا لا…..عندما تكون الغاية نبيلة فالوسيلة يجب ان تكون نبيلة لنصل الى نتيجة نبيلة
    ولايحق لنا ان نواجه النظام المجرم بنفس اجرامه ووسائله لاننا بهذه المواجهة سنكون نحن فئة الشعب الضحايا وسنقتل بعضنا بعضا
    بالاخير اخي في الله اسلوبك متل اسلوب الاخ مأمون
    فهل انت الاخ مأمون وشكرا بارك الله بك

  2. كثيرة هي الثورات التي حصلت على مر التاريخ يا اخي وحصلت فيها فظائع وجرائم والتباسات لم يكشف عن كثير منها حتى اليوم ولكن الثابت هو أنه لم تنجح في تغيير مسار البلد الثائر الا تلك الثورات المنظمة المتمخضة عن انتفاضة عقل وفكر وليس مجرد شعور بالغضب سواء ضد غاصب اجنبي أو غاصب من ابناء ذاك الوطن نفسه والسبب واضح هو وجود الفئتين المذكورتين بعضهم ينجرف ويلتقط الطعم وبعضهم يبقى متمسكا بحب نفسه لىخر رمق ففي حين تزهق الارواح وينزف الوطن يستمر هو ببناء مملكته الخاصة دون ان يرف له جفن ..البسطاء من الناس لهم حق الحياة الكريمة وحق رفع الصرخة الى ابعد افق لتسمع لكن لا مفر من فكرة وجود مسير منظم وواع وانساني والاهم اخلاقي اخلاقي اخلاقي ..التعتيم على الفظائع والجرائم جريمة واختلاق جرائم لكسب معركة الواجهة الاعلامية لا تقل جرما.
    لك الله يا شعبا يستنزف النظام صمته ويستنزف محبو النفس صرخته.
    شكرا لك ونتمنى لأمك وكل ابنائها كل الخير ونسال الله الفرج

  3. الغاية عند البعض تبرر الوسيلة, وهذا شيء مؤسف.. على العموم نحن نتكلم هنا عن السياسة اللادينية (الحكم بغير ما يرضي الله), ومن هذا المنطلق توقع اخي اي شيء لاجل الوصول للحكم.. من قتل وفساد وسرقات وكذب وتزييف حقائق…الخ
    حمى الله بلادنا من كل سوء, وابعد عنها الفتن ما ظهر منها وما بطن.
    شكرا لصاحب الموضوع…

  4. قبل كل شيء اود اشكر صاحب المقال على رايه البناء والمفيد ..وبعد سلامي للاخت مراحب ولبنى وجميع الاصدقاء اصحاب النقاش العقلاني والحر من اي عصبيات ..ادخل بالموضوع ورأيي يتوافق معه تماما وهذا ما تعانيا اوطاننا منه فمن من المستبعد جدا ان نرى حرص الدول الغربية وامريكا على ضحايانا من الطرفين مع انهم صمتوا اثناء قصف غزة وتقسيم فلسطين والسودان وخيرات ليبيا ..وحتى الجامعة العربية التي فجأة تعقد الاجتماع تلو الاجتماع والتهديد بالساعات بينما لم يجتمعوا لوقف العدوان على لبنان اوغزة ..كلها اشياء مستغربة وتتطلب وعينا نحن السوريين ..نعم هناك فساد وكل الطوائف تتضرر منه واولها العلوية التي تدفع الان في حمص هذا الثمن ثمن الطائفية والمصالح والتعصب ولا ناقة لهم ولا جمل كذلك الطائفة المسيحية التي ادخلوها بالعنف والتهديد في ليدعموالثورة المزعومة اعرف انني خرجت قليلا عن الموضوع ولكن الشيء بالشيء يذكر .. اوافقك الرأي تماما الثورة يجب ان تكون حالة عامة من الشرق الى الغرب ولا يكفي ان نحمل صليب لكي نقول انها لا طائفية ولا يكفي ان نقول وحدة وطنية بينما هناك من يقتل على الهوية وهناك من يدمر المرافق العامة ويستجدي الغرب والامريكان للتدخل ؟؟لماذا لكي نوقف العنف الذي نحن بعصبياتنا وغبائنا اشعلناه ام لتغيير صورة رئيس برئس ترضى عنه فرنسا والغرب .ههي تلك ثورتنا ضد الفسادوالاصلاح التي تحولت بجهلنا وعدة عوامل اخرى لتخريببلدنا واهم تخريب هو العيش المشترك بين الطوائف وهذا لا يقدر بثمن لذا اتمنى من الجميع الحوار بعقلانية والحفاظ على ذلك التعايش..

  5. جملة وحدة بس . . . :
    عمرها الوردة ما ردت رصاصة . . . !
    وشكرا عالموضوع . . . !
    هع

  6. يمكن لأن زمن المثالية زمن أسطورى… أو لأن المدينة الفاضلة لا توجد على الخارطة.
    يمكن لأن حكامنا علمونا كده، وزرعوا فينا الكثير من الأشياء السلبية، التى نرفضها منهم… لكن نبررها لأنفسنا من باب “الغاية تبرر الوسيلة”… مش عارفة.
    شكراً أخى الفاضل… وإن شاء الله وطنك يتعافى عن قريب.

  7. موضوع جميل أفتكرت الاخ الياس من كتبه لولا تعليقه
    شكرا للكاتب والله المستعان به إنما يجعل الله بعد العسر يسرا

  8. طبعاً لا يحق لنا .. ومثاليتك أخي قلما توجد في زمن بات فيه الكذب والتحايل والرياء أسياد المواقف.. وإن وجدت سُحقت كما تُسحق الورود تحت الأقدام ..!!
    ..
    يسعدني أنني أشاركك حلمك المثالي بثورة مثالية بيضاء لا يشوبها النفاق .. ولكن بالمقابل يؤسفني عدم واستحالة وجودها وتحقيقها .!!!
    و يحزنني أنني لا أملك إلاٌ يدين أرفعهما للسماء و أتضرع لمن جلٌ و علا ،، و أشكو اليه ضعف حالنا و تشتت قوتنا ، و أدعو بالفرج القريب العاجل .. عسى أن يتقبل مني بإذنه السميع العليم ..
    شكراً على الموضوع الراقي والمثالي ..!!

  9. شكرا للاخ الكاتب على هكذا موضوع موضوعي و بناء للاسف هذه هي الحقيقة في بلدنا المرة التي يستغلها البعض و لا يريد الاعتراف بها

  10. جملة وحدة بس . . . :
    عمرها الوردة ما ردت رصاصة . . . !
    وشكرا عالموضوع . . . !
    —————————–
    نقلاً عن متيم

  11. هذه بروبوغاندا العصر الحديث يا اخ وطني ,,يعني تسويق الأفكار ونشرها لوحدها ما عادت تنفع ,حتى تنضج بيلزمها القليل من البهارات وخاصة إذا دخل بالموضوع العناد بين عنصرين هدفهم السلطه , بيتحول البياض للأحمر وتزهق ارواح ,,ارواح من حقها هي ايضا ان تعايش الحريه التي حلموا بها يوما ,فساعتها بنقول باي باي يا وطن !!
    الله يحمي اوطانا العربيه من شر اصحاب السلطه ومخططاتهم ,مشكور

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *