بقلم صديق نورت حمادي بلخشين

في أيامه الأخيرة، أصبح جدي شديد الحساسية، عديم التسامح فيما يتعلق بمسائل أربع: أمريكا و إيران و الإخوان المسلمين ثم إرهاب الدولة. وقد جوبه بهاته البلاوي مجتمعة في صعيد واحد، حين وجد نفسه أمام جارنا الجديد “سهيل العريان”، الفائز بمقعد في البرلمان عن جماعة الإخوان التي زكتها أمريكا و رضيتها شريكا لوكلائها في المنطقة بعد أن خبرت ولائها و رضاها بمناصب شكلية لا تغني من إرهاب الدولة ولا تغير من دستور غربي… ففي أول و آخر لقاء جمعهما، و حين اتفق ظهور رئيس وزراء الكيان الصهيوني على الشاشة وهو يتوعد بقصف جديد يستهدف الأراضي المحتلة، صاح جارنا ألإخواني ــ الذي أراد تعريفنا بنفسه لأغراض انتخابية غير شريفة ـ وكانه يلقي خطبة:
ــ توعّد أولا تتوعد يا لئيم ، فإن زوال دولتكم سيكون على يد إيران.
عندئذ هب جدّي واقفا ثم أرسل عفطة صعقت لصدورها عنه كما أحمرّ لها وجه جارنا الإخواني فيما كان جدي يصيح متعجبا :
ــ قلت لي أن زوال اسرائيل سيكون على يد إيران؟
قال جارنا مؤكدا:
ــ بلى و رب البيت العتيق!
صاح جدي ثانية وه يخبط على فخذيه:
ـــ .. لا.. لا… لا … هذا فوق الإحتمال.
سأله جارنا وهو يداري ارتباكه.
ــ لم تستبعد ذلك و الإخوة في إيران يجهزون سلاحهم النووي للإنقضاض..
قال جدي مقاطعا:
ـــ ما تقوله لا يعقل لا عرفا ولا شرعا.
سأله جارنا الإخواني متحديا فيما كان يجفف عرقه.
ــ أمّا عرفا؟!!
إعتدل جدي في جلسته ثم قال:
ــ أما عرفا، فلأن الكلب لا يمكن أن يعض يد سيّده.
أتسعت عينا جارنا سهيل العريان قبل ان يسأله جدي
ــ هل تصدق وجود عداوة بين إيران و إسرائيل؟
سأل النائب الإخواني بين قهقهتين:

ــ و هل في ذلك شك؟
صاح جدي:
ــ لو كانت هناك عداوة بين إيران و اسرائيل فهي لا تختلف إذن عن عداوتكم لأمريكا!
قهقه جارنا ثم سال جدي؟
ــ وهل تشك في عداوة الإخوان لأمريكا؟
رد جدي هازئا:
ــ حاشا لله ان اشك! خصوصا و انا أرى إخوان العراق و أفغانستان و فلسطين ينضوون تحت سلطة الإحتلال بل و يقاتلون الي جانبه كما حدث في ديالى وما فعلته حماس أخيرا من تصفية لمقاومين في رفح لحساب الصهاينة
كان جارنا فاغرا فاه حين أردف جدي:
ــ ثم الم يبلغك تصريح صنمكم راشد الغنوشي زعيم النهضة التونسية وهو يثني على سلطة الإحتلال في العراق؟
تجاهل النائب ألإخواني آخر ما قال جدي قال وهو ينهض من مكانه:
ــ و أمّا شرعا؟
قال جدّي وهو يقف:
ــ أمّا شرعا .. فلا يمكن إزالة النجاسة بالبول!

حين انصرف جارنا ، أستدناني جدي ثم قال:
ـــ ذات مرة دخل رجل على جماعة فسلم عليهم دون أن يحظى برد السلام حينئذ اتجه الى زاوية من زوايا المجلس ثم بال. حين عوتب عن ذلك أجاب ذلك لأنني لم أر أحدا!!.
اردت التعليق غير انه بادرني:
ــ لا شك أنك صدمت بما فعلت آنفا.
طأطات راسي مستحييا
ــ لقد فعلت ذلك لأنني أنا ايضا لم أر أحدا .
قلت لجدي:
ــ و لكنني كنت هناك!!
قال جدي ضاحكا:
ــ و لأنكم كنتم هناك” فقد اكتفينا إكراما لشواربكم التي لم تنبت بعد بعفطة دون بولة.
كنت أضحك حين نهرني جدي قائلا:
ــ قرب لي نعلي يا ولد.
حين انصرفت عنه سمعته يردد
ــ إيران ستزيل إسرائيل.ها ها ها!
وهل تزال نجاسة بنجاسة؟ّ

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫58 تعليق

  1. الى صاحب الموضوع:
    مع احتراماتي الاّ انَّ توجهاتي عكس توجهاتك
    انا احترم قوَّة ايران واشجعها واحبَّها كبلد مسلم بغض النَّظر عن كوني سنِّية,واعتقد لو انَّ البلدان العربية القريبة من ايران جغرافيا خاصة لو تحالفت معها او عملو شكل اتحاد كان راح يكون اقوى اتحاد بالعالم وحاجز من حديد ضد الغرب وضد اسرائيل…لكن تجري الرِّياح بما لاتشتهي السُفن
    لماذا كانت مصر خاصة ودول الخليج عامة حلفاء واحباب لإيران وقت الشـاه ؟؟؟؟ أ لِأنه كان علمانيا لائكيا أم لأنه كان يشترك معهم في الولاء للغرب وأمريكا؟؟؟

  2. أمَّا قضية الإخوان المسلمين فلماذا يواجه الإخوان كل هذه الدعاية المُغرضة من حكومة مبارك لا بارك الله فيه مع أنَّ المُعارضة في مصر ليست الإخوان فقط؟؟, أ لِأنّهم عارضو بأسم الدين؟؟؟ أم لأنَّ كل من لديه لحي ويذكر آيـات الله في حديثه لا يحق له ممارسة السِّياسة؟؟؟؟؟

  3. لي رأيٌ تحت التدقيق….لكن صدقني يا ناشر الموضوع ويا من تعادون ايران,نحن في زمن لا يجدر بنا فيه الكلام عن الشيعة والسُّنة,نحن بزمن التكتلات يكفي اننا جميعا نعتبر مسلمين بغض النظر عن من الصح ومن الغلط……..يجب ان نستثمر شراكتنا مع ايران في محاربة عدونا المشترك بني صهيون

  4. صبحنا وصبح الملك لله ..
    رأيي بالمقال وكانبه لن أكرره . سبق أن كتبت .
    سأعلق فقط على الردود .
    الجميع متفق على أن إسرائيل وأمريكا هي عدوة الشعوب العربية والإسلامية . لكن الخلاف على مواقف الحكام منها ، ومواقف ( حركات التحرر . إن جاز التعبير منها . والخلاف الطائفي الذي لم تصل الى حلّه مئات السنون ، فلن نستطيع حلّه في بضع تعليقات .
    صحيح جميع حكام العرب جاؤوا بانقلابات وأغتصبوا السلطة ( ماعدا لبنان ) . لكن ليس من الصعب التمييز بين حكام العرب العملاء للصهاينة والنظام السوري المواجه لأمريكا وإسرائيل والداعم للمقاومة .
    المقاومة الإسلامية والوطنية الفلسطينية لاداعي لشرح التخاذل الرسمي العربي الذي ذهب لدرجة الآتفاق مع الصهاينة لذبح المقاومة .
    وهذا ينطبق على المقاومة الإسلامية العربية اللبنانية أيضاً .
    صحيح لإيران سياستها ومصالحها وحساباتها في العديد من المناطق أفغانستان والعراق ، التي لاأتفق معها ، بل ندينها . لكن لايمكنني إلا أن أحيي موقفها من إسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية وسوريا .
    بالمطلق ..
    لو كان هناك دعم عربي واحتضان للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وسوريا في مواجهتها مع العدو ، لما كان من الداعي لقبول الدعم الإيراني .
    لكن الموقف الداعم لإسرائيل ومناصرتها هو سيد الموقف .
    مالذي يجعل تشافيز المسيحي وأردوغان السني ونجادي الشيعي وكاستروا الشيوعي إخوة ؟؟؟؟؟؟.
    الأخوة اليوم هي ليست رابطة الدم والدين والطائفة والأرض .
    الأخوة اليوم هي الموقف من الصهاينة وأمريكا ودعم المقاومة التي تقف في وجهها .
    تشافيز اليوم هو أخ لنا وتربطنا معه روابط المصير المشترك أكثر من مبارك مصر . والحال لجميع القوى المناهضة لأمريكا وإسرائيل .
    الهجوم على حماس وحزب الله وسوريا والإسلاميين التونسيين وتزوير حقائق التاريخ عنهم هي لعبة غبية . تستأهل الضحك .
    حتى الصهاينة لم يجرؤوا عليها .
    أخيراً ..
    لن يصح إلا الصحيح ..
    ولن تنتصر إلا إرادة الشعوب والمقاومة
    ولن تُهزم إلا أمريكا وأعوانها .
    وإسرائيل .. ستزول .

     

  5. وهذه لك يا حمادي
    /////
    عن أبي هريرة رضي الله قال : «شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال لرجل ممن يُدعى بالإسلام: هذا من أهل النار، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الرجل الذي قلت آنفاً: إنه من أهل النار، فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إلى النار، فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت ولكن به جراحاً شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» ـ

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *