لا توجد أمة من الأمم دعيت إلى الوحدة والائتلاف، ونهيت عن الفرقة والاختلاف مثل الأمة الإسلامية؛ لأن النظام الاجتماعي لا يكمل إلا في ظل الوفاق والوئام، وحال الناس لا تصلح إلا مع التعاطف والتآلف، ويدرك العقلاء أن القوة لا تكون إلا مع الوحدة، وأن الذلة تكمن في الفرقة، كما قال الشاعر:

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرًا *** وإذا افترقن تكـسرت آحادًا

والعرب تقول: “المرء قليل بنفسه، كثير بإخوانه”.

 

ولذا جاء النداء القرآني المصدر بالوصف الإيماني داعيًا إلى الوحدة وناهيًا عن الفرقة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 102، 103].

 

والمتأمل يرى غاية الإحكام في هذه الأوامر الإلهية، بل المنح الربانية؛ حيث بدأت بلزوم التقوى حتى الممات، ثم جاء الأمر بالاعتصام بحبل الله إشارة إلى أن طريق تحقيق التقوى واستمرارها لا يكون إلا بالاعتصام، ثم نهى عن الفرقة التي تقطع الطريق وتشوه جمال التقوى، وبعد ذلك بيَّن الله تعالى أن التقوى والاعتصام والبعد عن الفرقة يحتاج إلى أمر مهم يكملها ويحفظها، فجاء ذكر الأخوة الإيمانية التي تربط بين القلوب، وتجمع بين الجهود، وتوحِّد بين الصفوف، وتسمو فوق الرغبات الشخصية والأنانية الفردية، كما تتجاوز الخلافات الهامشية والقضايا الجانبية؛ لأن أصلها المكين، وأساسها المتين هو العقيدة الواحدة (التوحيد)، والقدوة الواحدة (الرسول)، والمنهج الواحد (الإسلام)، وكلها عواصم من القواصم.

 

وتشريعات الإسلام دعوة عملية دائمة للوحدة؛ فالأمة المسلمة تصوم شهرها في وقت واحد، وتؤدي نسكها في زمان ومكان واحد بهيئة واحدة، وفي كل يوم يستجيب المسلمون لنداء واحد في صف واحد خلف إمام واحد، في صفوف قد تراصت فلا خلل بينها ولا عوج فيها. وفوق هذا، فإن للمسلم على المسلم حقوقًا تقوي أواصر المحبة، وتوطد عُرا الوحدة، وهناك آداب إسلامية بين أبناء المجتمع تشيع المودة؛ من تبسُّمٍ في الوجه وحض على الزيارة، وطلب لحسن الظن، ودعوة لالتماس العذر، وتشجيع على التسامح والعفو، كما أن هناك معالم إنسانية تذيب الفوارق العرقية، وتقضي على النعرات العصبية، ولا ننسى المناهي التي جاءت لئلاَّ يخدش صفاء المحبة، ولئلاَّ يقوض بنيان الوحدة، حيث جاء النهي عن سوء الظن والغيبة والنميمة والتجسس والتباغض والتدابر، إلى غير ذلك من الأمور التي تبين أن الإسلام دين الوحدة الذي يحارب في مجتمعاته الفرقة.

 

هذا هو دين المسلمين، فما بالهم إذن متفرقين؟!

لقد فطن الأعداء إلى أهمية الوحدة وتأثيرها، فعملوا على تمزيق الوحدة بين المسلمين، وإشاعة الفرقة في صفوفهم، فحوّلوا دولتهم الواحدة إلى دويلات، وسلطوا على عقيدتهم الراسخة البدع والخرافات، ونشروا في مجتمعاتهم أسباب الفساد والانحراف، وبدلوا شريعتهم الواحدة بقوانين مختلفة، وتشريعات وضعية متباينة، ثم أدخلوا آراء واجتهادات ما أنزل الله بها من سلطان، إلى غير ذلك من الأسباب التي ساهم فيها البعض ممن باع دينه وأمته وكان عونًا للأعداء، فكانت النتيجة هذا التباعد المخيف، والفرقة المحزنة على مستوى الدول والمجتمعات والجماعات، بل والأسر والعائلات.

 

ولذا لا بد أن تكرس جهود القادة الصادقين والعلماء العاملين والدعاة المخلصين للتأكيد على أهمية الوحدة، وضرورة إحيائها وإذكاء روحها، مع الحرص على البحث عن أسباب الفرقة، وبيان مخاطرها وأضرارها. ولا بد أن تتضافر الجهود في منهج متكامل لهذه الغاية وذلك عبر المناهج التعليمية، والوسائل الإعلامية، والخطب المنبرية، والدروس العلمية، والكتب الثقافية وغيرها؛ فالأمر يستحق كل ذلك وأكثر.

 

بقلم د . علي عمر بادحدح

 

أخوكم … مـــأمون

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫40 تعليق

  1. ولا بد أن تتضافر الجهود في منهج متكامل لهذه الغاية وذلك عبر المناهج التعليمية، والوسائل الإعلامية، والخطب المنبرية، والدروس العلمية، والكتب الثقافية وغيرها؛ فالأمر يستحق كل ذلك وأكثر.
    ………………
    كل هذه الاساليب لن تثمر شيئا ولو استمرت الف عام وقرار واحد من الحاكم-خلال دقائق- يحقق ما يتعجز عنه هذه الاساليب في مئات الاعوام ولهذا فرض الله على امة الاسلام ان لاترضى بغير الاسلام حاكما وبغير دولة الاسلام دولة ….والله يوع بالسلطان ما لايزع بالقران
    وتحياتي لك اخي مامون وشكرا للموضوع القيم بل الاهم للمسلمين شرط ان يهتدوا للطريقة الصحيحة لتنفيذه !!!
    فالفكرة بحاجة لطريقة من جنسها وليس لاي طريقة كانت اذا اردنا لها النجاح .

  2. “ولا تفرّقوا ..!!” ..
    عنوان جيد لمقال مهم ..
    مشكور عالافادة مأمون ..

  3. ولا بد أن تتضافر الجهود في منهج متكامل لهذه الغاية وذلك عبر المناهج التعليمية، والوسائل الإعلامية، والخطب المنبرية، والدروس العلمية، والكتب الثقافية وغيرها؛ فالأمر يستحق كل ذلك وأكثر.
    ———————
    الكلام ده في رأييي هو الصح
    عشان المسلمين وهما في هذا الوضع المؤسف من الفُرقة لازم لهم فعلاً منهج متكامل لترسيخ مفهوم وإحساس الأخوة والمحبة لبعضهم البعض ولازم لهم أيضاً دروس من علماء متثقفين فقهيا وعندهم الموهبة في التأثير عليهم. لإننا وصلنا لحد إن كل واحد مش واثق في الآخر وفرقة تخَوِن الأخرى حتى وصل بنا الحال أن الأخ يُخَوِن أخيه للأسف

    شكراً لك أخي مأمون
    كل مواضيعك في الصميم

    1. يا شهيرة …لبث رسول الله عليه السلام 13 عشر عاما نجح خلالها باقناع 80 شخصا بافكاره
      ثم تحجر المجتمع ولم يعد هناك احد مساعد للاقتناع بكلام النبي فهاجر الرسول الى يثرب وقام دولة الاسلام …وبعد بضعة اعوام استطاعت دولة الاسلام ان تنجح في جعل الناس يدخلون في دين الله افواجا ….اي بالالاف ….فقارني بين اسلوب الدولة في الاقناع واسلوب الوعظ والارشاد…..وتذطري ان سيدنا نوح لبث في قومه 950 عاما ولم ينجح في اقناع اكثر100 شخص …فاذا كان هذا هو الحال مع الانبياء فكيف مع العلماء والدعاة من الناس العاديين!!!

      1. احبذ منك هذا الاسلوب في الحوار يا ابا المنذر !
        فانت بهذه الطريقة تستطيع ان تقنع بافكارك الكثير …
        اسوب هاديء راقي و سهل ….

  4. كل هذه الاساليب لن تثمر شيئا ولو استمرت الف عام وقرار واحد من الحاكم-خلال دقائق- يحقق ما يتعجز عنه هذه الاساليب في مئات الاعوام ولهذا فرض الله على امة الاسلام ان لاترضى بغير الاسلام حاكما وبغير دولة الاسلام دولة ….والله يوع بالسلطان ما لايزع بالقران
    ———————-
    لم أفهم للأسف قصد الأخ أبو المنذر
    كيف أن الحاكم يأمر الناس بهذا؟؟
    هل عندما يأمرهم أن يتحدوا ويحبوا بعضهم البعض ستستجيب أحاسيسهم فوراً؟؟؟
    لا أعتقد…
    واللي يثبت كده ان الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم أسلوب الإقناع للمسلمين حديثاً حتى ترسخ عندهم الإيمان وبعد ذلك أخذوا أوامر الله ورسوله بالطاعة العمياء
    وللأسف أنا في إعتقادي اننا بعدنا جداً عن الإسلام الصح ومحتاجين نعلن إسلامنا وإيماننا من أول وجديد فمحتاجين الدُعاة الشرفاء اللي يوهبوا نفسهم للموضوع ده ليقربوا المسلمين من الله أكثر وأكثر بالحُسنى مش بفظاظة

    1. …ويا شهيرة الناس بشكل عام نوعان ، الاول وهم القلة وهؤلاء يلتزمون بالخير قناعة من داخلهم وحبا وخوفا من الله والنوع الاخر وهم الغالبية يبتعدون عن الحرام والمنكر خوف الشرطي وعصا الدولة فان لم توجد العصا ظلوا في غيهم سادرين …..وهؤلاء لا يجدي معهم الاقناع …ولو كانت الوحدة تتحققق بالاساليب المذكورة في المقال لما كنا ممزقين كما هو حالنا الان الى اكثر من 52 دويلة ….!!
      هل نجح صلاح الديم ومن قبله يوسف بن تاشفين في توحيد الامة التي كانت ممزقة قبل ان يوحدها …هل نجح في توحيدها بالقوة ام بالاساليب المذكورة في المقال؟؟؟!!

  5. مقال مهم شكرا لك أخ مأمون
    المقال يتحدث عن الدول الاسلامية والاسلام وهل نحن دول اسلامية !!
    اسلاميون بالاسم فقط ففي دولنا كان يلاحق المسلمين الملتزمون ورجال الدين والدعاة الذين يدعون لإصلاح المجتمع
    في سوريا مثلا كان من يقصد المسجد عدة مرات او يربي لحيته يلقى القبض عليه ويرمى في غياهب السجون خوفا من أن ينشر أفكاره
    في مصر حورب شخص مثل عمرو خالد وهو ليس رجل دين بل داعية لإصلاح المجتمع خوفا من أن تلقى دعوته قبول بين الشباب
    يا سيدي الاسلام أكبر عدو لحكامنا الأن لذلك يحاربونه ولا يبقوا من هؤلاء الشيوخ الا من يطابق هواهم وفكرهم لذلك
    برأيي يجب أن نطهر بلادنا من هؤلاء الحكام أولا كما حصل في مصر وتونس وبقية البلاد ثم نصلح مجتمعاتنا وتربيتنا للنشىءالجديد الذي ينظر الأن للملتزمين إما كإرهابيين يشكلون خطر أو كمتدروشين يضحكون ويتندرون على ملابسهم وأفعالهم ثم نطبق تعاليم اسلامنا الصحيحة عندها سنتوحد تلقائيا
    لكن لو بقيت ظروفنا الحالية لن تتحقق هذه الوحدة ولو بعد ألاف السنيين
    أملنا في الاسلام ليوحدنا فقط

    1. لكن لو بقيت ظروفنا الحالية لن تتحقق هذه الوحدة ولو بعد ألاف السنيين !!!!
      هذا الكلام ينفق مع ما قلته اعلاه وازيد فاقول ان لاتوجد اي دولة اسلامية في العالم لان الدولة الاسلامية هي التي تطبق الاسلام داخل الدولة وتحمل الاسلام الى العالم بالجهاد ….وهذا لا ينطبق على اي دولة في العالم فكل دول العالم بما فيها دويلات بلاد الاسلام هي دول علمانية تفصل الدين عن السياسة والحياة وفصل الدين عن الحياة كفر وليس اسلام ….فنحن نعيش قي بلاد اسلامية بمعنى ان غالبية اهلها مسلمين لكننا لانعيش في دولة اسلامية لان الدولة الاسلامية لا تسمح باي شيء مخالف للاسلام في الحياة العامة ولو كان الاحتفال بالفالانتاين!!

      1. بماذا تريد ان تجاهد باسلحتهم بعلمهم بتكنولوجياتهم …
        هم على يقين اننا اصحاب النفط و هم اسحاب العقول !!

  6. شكرا مأمون والله موضوع كتير حلو وخاصة بعد مناقشة البارحة
    أتمنى ان يقرآه الجميع وأن يفتحو قلوبهم وعقولهم ويفرقوا بين الحقد الطائفي وحقيقة الناس
    أعجبني تعليق نور جدا وأوافقها الرأي يجب ان نبدأ بعد التخلص من حكامنا جميعا الطغاة في الارض
    لأن نعود مجتمعاتنا على قواعد جديدة سليمة عادلة يطبق فيها القانون جيدا وعلى الجميع
    وان شاء الله نكون أمة واحدة ولالالالالالالالالا تفرقو
    شكرا مأمون
    ياريت من الأخوة لو حدا بيعرف شي عن نهى اللبنانية يطمنا عنا وشكرا

    1. أعجبني تعليق نور جدا وأوافقها الرأي يجب ان نبدأ بعد التخلص من حكامنا جميعا الطغاة في الارض لأن نعود مجتمعاتنا على قواعد جديدة سليمة عادلة يطبق فيها القانون جيدا وعلى الجميع!!
      …………..
      والخطوة الاولى لتحقيق ما تتحدثين عنه يا اختي- وروود -هي ان يقول جميع المسلمون الذين اتيحت لهم الفرصة بعد خلاصهم من الطغاة في مصر وليبيا وتونس وقريبا سوريا ان شاء الله ……ان يقول هؤلاء لصناديق الانتخاب نعم لدولة الاسلام ولا للدولة الدينية او المدنية او اي نظام غير نظام الاسلام في الحكم …لانه دون وجود الدولة الاسلامية لن تتوحد الامة ولو بعد مليون عام ….فالامة تمزقت على اثر هدم دولة الاسلام والامة تتوحد تحت ظل دولة الاسلام .

        1. عقليا و على الخريطة فهو ليس بمستحيل …
          لكن عمليا و على ارض الواقع فهذا يلزمه جهدا جهيد !!

  7. كتبت هذا الكلام بالامس ….ومنعه علمانيوا نورت ….ولكن المؤمن بفكرة لاتقهره لا نورت ولا كل انظمة القمع والضلال!!!

  8. وتشريعات الإسلام دعوة عملية دائمة للوحدة؛ فالأمة المسلمة تصوم شهرها في وقت واحد
    ……………..
    وتشرذم الامة في عدة دوبلات جعل الصيام فيها على مزاج الحاكم الذي استخف قومه فاطاعوه واضح الامثلة تونس وليبيا في العهود البائدة …..هل يستطيع العلماء والدعاة والمصلحون ان يجعلوا الامة تصوم وتفطر في كل الدويلات في وقت واحد ؟؟؟!!

  9. السلام عليكم ..
    شاكر لكم جميعاً تعليقاتكم ومشاركاتكم …ومع تقديري لما تفضلت به يا أخي أبو المنذر فأنا أعتقد أن الدولة الاسلامية التي تنادي بها وننادي بها معك وما ذُكر في المقال أعلاه أي اصلاح الفرد وتثقيفه وتوعيته يجب أن يسيرا معاً لنحقق الغاية التي نريدها .. وهي الوحدة

    الدولة الاسلامية لن تؤتي ثمارها كما يجب إذا كان أفرادها كلٌ يتربص بالآخر …وإذا لم يكن هناك ألفة وانسجام وتعايش حقيقي بين مكونات هذه الدولة .. وهذا يجب أن يعيه كل فرد وتلك مسؤولية الدعاة والمصلحين ..
    وبنفس الوقت فإن هذا الانسجام والتآلف لن يكون ذا معنى إذا لم يكن مؤطراً بإطار الدولة الاسلامية القوية صاحبة السيادة والقرار .. بحيث لا يكون للأعداء منفذ للتأثير أو الترغيب أو الترهيب أو غيرها من وسائل دب الفرقة والاختلاف بيننا ..!!
    وشكراً لكم جميعاً مجدداً ..!!

  10. هل إصلاح المجتمع يبدأ من الأفراد ليشمل المجتمع أم يبدأ من الهرم الأعلى أي إصلاح الحاكم لتنعكس إصلاحاته على باقي المجتمع؟……..
    شكرا مأمون على تواجدك الفعال في الجريدة ……

  11. اظنه من الحاكم يا أختي أم ريان لأن الحاكم بما يملك من نفوذ وسلطة له اليد الطولى في التأثير على أفراد المجتمع وهو أسهل عليه .. بعكس الأفراد إذا أرادوا اصلاح الحاكم فقوة التأثير لديهم ليست بنفس الفعالية والسرعة .. ولكن يمكن لحاكم فاسد أن ينصلح إذا كان شعبه فاسداً مثله .. فلا بد أن يكون الشعب من الأساس واعياً ومثقفاً و متفهماً ومدركاً لمخاطر الفرقة ولمكاسب الوحدة حتى يخرج منه من يقود زمامه ..!

  12. المسؤولية في قضية وحدة الأمة متبادلة بين الافراد وحكامهم ، فمتى كان الحاكم واعيا بما عليه تجاه امته فسيسعى هو الى ترسيخ كل ما من شأنه ان ينهض بالامة باتباع كل ما يمكنه تحقيق ذلك والامر لا يتعلق هنا بإجبار الرعية بل يتعلق بتمكينها من الوصول الى ذلك من خلال توفير احتياجاتها المعرفية والاخلاقية …وان لم يكن الحاكم صالحا داعيا الى الوحدة بل على العكس متفانيا في افشالها فالمسؤولية كاملة تقع على عاتق الرعية التي لا يجب ان تعدم الوسيلة لزرع مفاهيمها ويكون ذلك تحت راية”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” فالاب يغرس اخلاقيات ومفهوم تعزيز الوحدة في ابنائه والمعلم يغرسها في طلابه و…وهنا سيأخذ الامر وقتا اطول وجهدا اكبر لكنه سينجح.
    شكرا مامون موضوع في وقته المناسب وليتنا جميعا نعقله.

  13. وان لم يكن الحاكم صالحا داعيا الى الوحدة بل على العكس متفانيا في افشالها فالمسؤولية كاملة تقع على عاتق الرعية التي لا يجب ان تعدم الوسيلة لزرع مفاهيمها ويكون ذلك تحت راية”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” فالاب يغرس اخلاقيات ومفهوم تعزيز الوحدة في ابنائه والمعلم يغرسها في طلابه و…وهنا سيأخذ الامر وقتا اطول وجهدا اكبر لكنه سينجح.
    ***********
    وحتى يتهيأ من هذا الشعب من هو صالح لقيادة الأمة والمضي فيها قدماً نحو التوحد ..
    ما شاء الله عليكي يا لبنى … أسلوبك وطريقة ايصال فكرتك رائعه .. جزاك الله خير ..!!

    1. وجزاك بالمثل وزيادة يا مامون .
      انت تجتهد وتاتينا بقضايا مهمة في صميم متاعب أمتنا الاسلامية في هذا الزمن ونحن نحاول قدر الامكان ان نستوعب لكن تمنيت لو بإمكان كل واحد منا ان يتخذ قرارا ليصلح نفسه لأني والحق يقال أرى ان امتنا تعاني من حكامها لكن اكبر المعاناة هي في الافراد انفسهم .

  14. شكرا مأمون للرد
    طبعا لبنى فما المجتمع إلا مجموعة أفراد فإذا صلح الفرد صلح المجتمع…….
    القيم و الأخلاق تغرس في الصغر أما الأمراض الاجتماعية كالرشوة و المحسوبية فتستدعي تدخل السلطة…

    1. ومن قال يا ام ريان “ان المجتمع ما هو إلا مجموعة أفراد فإذا صلح الفرد صلح المجتمع؟؟؟
      …………
      السفينة يا ام ريان مجموعة افراد من مختلف الملل والاديان والعادات والتقاليد فهل ركاب السفينة مجتمع؟؟؟….. وهل تملك مجموعة الركاب هذه ا مقياسا واحدا للافعال يحدد الصواب من الخطا ؟؟
      زهل نملك – على ظهر السفينة- ان نمنع الناس عمن الاختلاط والرقص والفجور والسكر …الى الخ بحجة ان هذا حرام او عيب؟؟!!
      لو كانت السفينة مجتمعا لاستطعنا فعل ما سبق ذكره ،لكنها ليست مجنمعا ولذلك ..لانستطيع.. لان المنكر او الخطا متعدد الافهام …..اما المجتمع فهو مجموعة من الناس تعيش على بقعة واحدة وتخضع لمجموعة من القيم والقوانين لايجوز الخروج عليها ،ومن يخرج عليها يعاقب من اناس المجتمع بوصف فعله عيبا.. او يعاقب من قبل الدولة بوصف فعله خرقا للقانون …اما على السفينة فكل يتصرف كما يشا ء لان السفينة وماشابه ليست مجتمعا!!
      وسفينة على ظهرها عشرات الالاف من الافراد ليست مجتمعا وقرية عددها بالعشرات من الناس تعد مجتمعا لانها تحمل مواصفات المجتمع .
      واما مقولة اصلح الافراد يصلح المجتنع فهي مقولة خطا …فلو صار كل الافراد صالحين اتقياء- مع استحالة هذا طبعا – لان عوامل الافساد في مجتمعاتنا اكبر بكثيرجدا من عوامل الاصلاح – لو حصل جدلا وصلر كل الناس في المجتمع صالحين ،فلن يصلح المجتمع
      لان المجتمعليساناسا وحسب بل اناس وعلاقات دائئمية بنتهم وانظمة وقوانين ترعي وتضبط تلك العلاقات ولذا فصلاحالافراد هو جزء يسير من صلاح المجتمع واذا طبق لحاكم الفاسدقوانين فاسدة الزم الناس بها…فا يملكا لصالح من الناس الخروج عليها أ الا اذا قبع في بيته او معبده، اما في الحياة العامة فالامر للحاكم وليس للصالحين …ولذا فاذا كثرالفساد فقد يهلك الله الناس -وعلى راسهم الصالحين-.ويعاقب اكل الذين جبنوا عن قول كلمة الحق خوفا من الاذى -اولانهم لا يحبون التدخل في السياسة ..”او عاوزين ياكلوا عيش ..ويربّوا الصبيان في سبات ونبات …الخ ……………………..
      وحان موعد الصلاة وانتهت ساعة مقهى النت ةالىلقاء في حلقة قدمة رغما عن انف نورت التي تمنعني من الكتابة من جهازي الخاص”

      1. معلش كلو بفوت بس خليك معنا
        اهو الواحد ساعة الجد بيقرالك
        شوية تعليقات …

  15. لا توجد أمة من الأمم دعيت إلى الوحدة والائتلاف، ونهيت عن الفرقة والاختلاف مثل الأمة الإسلامية؛
    …………………………………..
    هذا كلام انشاء …الا اذا كان الكاتب قد درس كل الاديان والمباديء والانظمة ثم خرج بهذه النتيجة !!
    فليس المفروض ان يدفعنا حبنا للاسلام الى ان ننسب اليه كل ما نشاء من صفات نراها الاجمل والاروع ..الخ !!

  16. أن النظام الاجتماعي لا يكمل إلا في ظل الوفاق والوئام، وحال الناس لا تصلح إلا مع التعاطف والتآلف،
    ……………
    لاعلاقة لاكتمال النظام الاجتماعي بمسالة النوافق والتآلف لان النظام الاجتماعي هو مجموعة الانظمة والقوانين التي تحدد وتضبط العلاقة بين الرجل والمراة في المجتمع ،كالزواج والطلاق وما ينتج عنها من حق حضانة الاطفال والنفقةعليهم …الخ ….وهذه لايكملها او يحكمها او يضبطها التالف والتعاطفأ بل الانظمة والقوانين …ولو تركت للنعاطف والتآلف وما شابه لتدمر المجتمع لكثرة الناس الذين لايتقون الله ولا يستحون ولا يؤمنون بالتعاطف وماشابه !!

  17. وأخيرا صار يبين تعليقي!

    مقال رائع والتعليقات أضافت غنىً للنقاش,
    أتفق مع أختي لبنى وأبدي اعجابي باسلوب طرح فكرتها.

    جزاك الله ألف خير يا مأمون

    استغل الفرصه وأشكر لك كلامك للأخوات الجزائريات وروعة تعليقك إذ انه لم يشد بالحقيقه فحسب بل أتى في الوقت المناسب.

    الحمدلله على وجودك بيننا فهذا يُشعرنا ان الدنيا بخير

  18. لا ! الرجل ما قال شيء يزعل; وهو ما عم بخاطب ولاد صغار
    تحياتي ابا المنذر
    الحمد لله لحقت و قريت كل شيء !
    و انا علمانية و عم بدافع عنو !

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *