مرسلة من صديقة نورت nourhan

خديجة عليموسى المساء : 13 – 08 – 2010
تأسس مسجد القرويين أو «جامع الشرفاء» في فاس في عهد دولة الأدارسة، سنة 245 هجرية، الموافق ل859 ميلادية، بعدما قامت ببنائه فاطمة الفهرية، التي وهبت كل ما ورثته لبناء هذا المسجد، وكان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسعة المسجد وترميمه والقيام بشؤونه، إذ أضاف الأمراء الزناتيون، بمساعدة من أمويي الأندلس، حوالي 3 آلاف متر مربع إلى المسجد، وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى. وقد سُمِّي الجامع ب«القرويين» نسبة إلى القيروان، مدينة فاطمة الفهرية. وتعتبر الصومعة المربَّعة الواسعة للمسجد أقدمَ منارة في بلاد المغرب العربي، وقد قام بتوسعتها الأمراء الزناتيون، كما أن المرابطين قاموا بإجراء تحسينات على المسجد، فغيَّروا من شكله الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته وزخرفته وبنائه، إلا أنهم حافظوا على ملامحه العامة. واستمرت القرويين مناط اهتمام المغاربة ومراقبتهم على الدوام ملوكا وعلماء، وقادة، يرعونها بالغ الرعاية ويعنون بها وبرجالاتها وطلبتها عظيم العناية، يراقبونها من قريب ومن بعيد، ويخصها الملوك بالزيارة والرقابة والرعاية، ويقدرون النابغين من علمائها وطلبتها، ويرجعون مناهجها وبرامجها. وسجل التاريخ تلك المبادرات الإصلاحية المستمرة» حسب مقال للدكتور يوسف الكتاني حول «مستقبل القرويين» منشور في مجلة «الإحياء». وتعدى إشعاع القرويين حدود المغرب العربي إلى الأندلس ومختلف البلاد الإفريقية والأوربية وازدهرت به العلوم، خاصة الطب المغربي في عهد الموحدين، على يد علماء كبار، كابن باجة وابن طفيل وابن رشد… وكان جزء من الطب الأندلسي يعتمد على اللغة العربية في الطب وعلى الدراسة الإغريقية الطبية، ونبغ أطباء كبار اشتهروا في الشرق وأوربا، كقسطنطين التونسي، الذي كان أبرزَ أطباء القرن الرابع الهجري وترجم عشرات الكتب إلى اللاتينية وتعلمت الجامعات الأوربية الكثير من نظرياته وكتبه، وفق المصدر ذاته.
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد
اليوم.
وحسب العديد من المؤرخين، فإن جامع القرويين هو أول جامعة في العالم، تخرج منه العديد من علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحَقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة. درس فيها سيلفستر الثاني (غربيرت دورياك)، الذي شغل منصب البابا من عام 999 إلى 1003م، ويقال إنه هو من أدخل، بعد رجوعه إلى أوربا، الأعداد العربية. كما أن موسى بن ميمون، الطبيب والفيلسوف اليهودي، قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين. وحسب الدكتور محمد المنتصر بالله الكتاني، رحمه الله، في كتابه «فاس عاصمة الأدارسة»، فإن جامعة القرويين تعد أقدم جامعة في العالم، وقد سبقت «الزيتونة» في تونس و«الأزهر» في مصر، كما أنها تعد أقدم من جامعات أوربا ب200 عام إلا تسع سنين.. فقد «تأسست أول جامعة في أوربا، وهي جامعة «ساليرن» سنة 1050 ميلادية في إيطاليا، ثم أصبحت معروفة بمدرسة «نابولي». ثم تأسست جامعة «بولونيا» للحقوق، ثم جامعة «باريس»، وقد اعترف بها لويس السابع سنة 1180. ثم تأسست جامعة «بادوا» سنة 1222م، ثم جامعة «أكسفورد» عام 1249م، ثم جامعة «كمبدرج» عام 1284 وجامعة «سالامانكا» في إسبانيا سنة 1243م… وحسب المؤرخ عبد الهادي التازي، فإن الانتساب إلى «القرويين» كان حجة كافية لاعتقاله من لدن المستعمر الفرنسي في فترة الحماية، أو طرد طلبة المدارس الفرنسية ممن لهم صلة برجال القرويين، كما جاء في أحد حواراته الصحافية

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. تذكير مهم جدا, لقد درسنا هذه الاشياء بالمدارس و نسيناه ,الان ياتينا الغرب و يستغربون عندما نحكي لهم جامعاتنا حتى انهم لا يصدقون اننا لدينا جامعات ندرس فيها يقولون اذن فانكم تقدمتم مثلنا اذن,على اساس هما لي اوصلونا مثل هذه الاشياء

  2. للأسف،الماضي هو كل ما يمكننا أن نتغني به الآن،حسره علينا وعلي بلادنا،الله يعيننا ونتغني بالحاضر كمان.

  3. كلامك صحيح أخ فارس،ولكن هذا لمن يعقل،من الآن من حكامنا الأجلاء قد تحركه الكرامه لمحاوله إعاده المجد الزائل؟لديناحالياً من العقليات النابغه الآلاف وأكثر ممن يمكن ان يسيروا علي الدرب ولكن للأسف عقولهم تحت الإقامه الجبريه وممنوع محاوله التفكير.

  4. شكرا لفاطمة الفهرية على هذه المعلمة العظيمة و شكرا لناقلة الموضوع

  5. صدقت يا عزيزتي كنا يوما ما مناره العلم للعالم
    والان صرنا بؤره الجهل في العالم واصبح
    سفهائنا يتطاولون علي ما تبقي من علمائنا .
    شكرا لك نورهان علي التذكره

  6. شكرا على الموضوع ,,, فعلا لو اننا نعود الى الجذور نجد ان البلاد العربية كانت هي السباقة في جميع الميادين … لكن للاسف لم نستطع الحفاظ على الي كان عندنا ,,, ان شاء الله خير في الاجيال القادمة و فينا ليش لا (تفاءلوا خيرا تجدوه)
    شكرا مرة اخرى اختي يعطيك الصحة على المعلومات

  7. شكرا على الموضوع ,,, فعلا لو اننا نعود الى الجذور نجد ان البلاد العربية كانت هي السباقة في جميع الميادين … لكن للاسف لم نستطع الحفاظ على الي كان عندنا ,,, ان شاء الله خير في الاجيال القادمة و فينا ليش لا (تفاءلوا خيرا تجدوه)
    شكرا مرة اخرى اختي يعطيك الصحة على المعلومات

    النشر يا نورت

  8. نحن في هذا الزمن نرفع رأسنا عاليا بتاريخ أجدادنا….فماذا سنقدم لأحفادنا ؟؟؟؟
    شكراً أخت نورهان.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *