مرسلة من صديق نورت vip

من قصص الأنبياء :

فى زمن قديم ، قديم جداً ، لم يكُن يعيش على هذه الأرض التى نعيش عليها الان أحد يُعمرها ، فأراد الله سُبحانه وتعالى ان يخلق الإنسان ليعبده وليُعمر الأرض فيزرعها ويبنى فيها البيوت ويخطّ الطرقات ، فقال للملائكة : “إنى جاعل فى الأرض خليفة ”
فقالوا : ” أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ”
قال سبحانه وتعالى : ” إنى أعلم مالا تعلمون ”
فسكت الملائكة وقال بعضهم لبعض : إن ربنا يعلم كُل شئ ولا يخلق خلقاً إلا إذا كان له فائدة .
قال الله للملائكة : ” إنى خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين ”
فقالت الملائكة : لك السمع والطاعة يارب ، ولكن إبليس لم يعجبه هذا لانه كان مغروراً وكان يعتقد انه أفضل مخلوقات الله !
ونفخ الله فى آدم من روحه ، فصار غنسان حيّاً كاملاً ، عندئذٍ سجدت الملائكة لآدم إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ، فقال له الله تعالى : ” يا إبليس ما منعك أن تسجُد لما خلقت بيدى إستكبرت أم كنت من العالين ”
فقال إبليس : ” أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين ”
فغضب الله عليه وطرده من الجنّة وقال له : ” فاجرج منها فإنك رجيم وغن عليك لعنتى إلى يوم الدين ”
فقال إبليس : يارب ما دمت قد طردتنى من الجنّة بسبب آدم فاننى سأوذيه هو واولاده واعلمهم الشر والخبث !
فقال الله تعالى :
إنى أعطيت ادم واولاده العقل الذى يعرفون به الخير من الشر فالذى يطيعُك منهم بعد ذلك هو المسئول عن نفسه ، أما العاقلون الصالحون فلن تستطيع ان تؤذيهم أبداً .
وأراد الله ان يُعرف الملائكة ان آدم يعرف أكثر منهم ، وأن الإنسان مكرم عند الله ، فأحضر لهم من الأرض أنواعاً من الحيوان والطير ، ثم عرضها عليهم وقال لهم :
أئتونى بأسماء هؤلاء ( أخبرونى بأسمائها ) ، قالوا : لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم .
قال : ” يا آدم أنبئهم بأسمائهم ”
فأخذ آدم يذكر إسم كل حيوان يعرض عليه وإسم كل طير يعرض عليه ،
” فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ماتبدون وما كنتم تكتمون ”
وأسكن الله آدم الجنّه ، فكان يعيش فيها وحيداً يأكل من فاكهتها ، ويشرب من أنهارها ، ولكنه لم يجد أجداً من جنسه يكلمه ويأتنس به ، فأشفق الله عليه وأراد ان يخلق له زوجاً من جنسه تعيش معه .
ونام آدم ثم صحا فوجد إمرأة ً لم يراها من قبل تجلس بقربه ، فنظر إليها وهو مدهو ، وقال لها : من أنت ، وما أسمك ؟
فقالت له : أنا إمرأة ، ولكنى لا أعرف أسمى .
ونظر إليها مسروراً ، فرآها تتحرك وفى جسمها حياة فقال ك أنتِ حواء .
وجاءت الملائكة ورأوا أن يسألوه عنها ليعرفوا مقدار علمه فقالو له : ما إسمها يا آدم ؟
فقال لهم : حواء .
وعاش آدم وحواء فى الجنة سعيدين فى أمن وسلام ، لا يعرفان تعباً ولا خوفاً يأكلان ويشربان كل ما يشتهيان .
فقال الله لآدم : ” يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ”
وقد سمح الله لهما ان يأكلا من جميع الأشجار إلا شجرة واحدة وذلك ليعلم الإنسان ( أن يُمسك نفسه ويقوى إرادته ) فسمعا كلام الله وعاشا فى الجنّة يتمتعان بالسعادة .
وحذّر الله آدم من إبليس لأن الله يعلم أن إبليس يكرههما ولا يحب لهما الخير .
فقال له : ” يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ”
بقى آدم وحواء فى الجنة ، وبقى إبليس يحاول أن يصل إليهما ويغويهما .
وفى مرة تمكن من الوصول إليهما فقال لهما : ” يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ”
فنظر آدم إليه مُستفهماً ، فأشار له إبليس إلى الشجرة التى نهاهما ربهما عن أن يقرباها ! فلم يسمع آدم له ولكن إبليس لم ييئس بل قال له ” ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ”
فأبتعد أدم عنه ولم يسمع إليه .
فأسرع إبليس خلفه ، وأقسم له بالله قائلاً : ” إنى لكما من الناصحين ”
فلما حلف إبليس بالله قال أدم وحواء فى أنفسهما لا يمكن أن أحداً يحلف بالله وهو كاذب فلا بدّ انه صادق فيما يقول .
ثم أكلا من الشجرة التى نهاهُما الله عنها فبمجرد أن وصلت الثمرة إلى جوفهما نظر كل منهما فوجد جسمه عُريانا ، فخجلا خجلاً شديداً وأخذ يُقطعان أوراق الموز العريضة ليسترا جسديهما من الخزى ، وهربا بعيداً خجلاً من الله ، لانه يراهما ويعرف أنهما خالفاه وأكلا من الشجرة المحرمة .
فلما راى الله آدم يهرب من أمامه ، فقال له : يا آدم أمنى تفر ؟
فقال : لا يارب ، ولكن حياءً منك .
فقال الله له : ” ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما أن الشيطان لكما عدو مبين ”
فقال آدم وحواء : سامحنا يارب ، أغفر لنا .
فقال سبحانه وتعالى : أمرتُكما فعصيتما أمرى .
فقال آدم وحواء : ” ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ”
فقال الله لآدم :
أعطيتك الجنة وأعطيتك ما تشاء ، أما كان الذى أعطيتك يكفيك عن هذه الشجرة ؟
فقال آدم : وعزتك ما حسبت أن أحداً يحلف بك كاذباً !
فقال الله له :
فبعزتى لتهبطن إلى الأرض ، فلا تنال العيش إلا بالتعب والعرق .
ثم قال الله لآدم وحواؤ وإبليس : ” اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين ”
وحزن آدم حزناً شديداً ، لغضب الله عليه وطرده من الجنة ، فأخذ يبكى من الندم
فألهمه الله ان يقول :
رب أغفر لى ، رب أغفر لى .
عندئذٍ تاب الله عليه ، وغفر له ، وسامحه …

عبد الحميد جودة السحّار

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. الشيطان الشرير الحقير شو كان صار لو ترك ادم وحواء بالجنه
    كنا هلئ عايشين بالجنه ومبسوطين
    يالله عا القليله اتعرفنا على نورت يعني ما بعرف ازا فيه بالجنه انترنت
    لحتى نتواصل مع العالم يلي بالنار ونقهرهن

    الله اعلم

  2. شكراً فيب على الموضوع.
    اللهم انا نعوذ بك من الشيطان الرجيم، ونعوذ بك من شياطين الانسن والجن.

    فيب سؤال:
    هو انت كاتب بعض الايات القرانية بصيغتها فى القران الكريم؟ ام بمعناها العام؟

  3. سوزي في تشرين أول 12, 2010 | الشيطان الشرير الحقير شو كان صار لو ترك ادم وحواء بالجنه
    كنا هلئ عايشين بالجنه ومبسوطين
    يالله عا القليله اتعرفنا على نورت يعني ما بعرف ازا فيه بالجنه انترنت
    لحتى نتواصل مع العالم يلي بالنار ونقهرهن

    الله اعلم
    ………………………………………..
    هههههههه سوزي في فايس بوك والشات
    شكرا فيب على الموضوع
    فاتي هو إنت في محاضره نازله أسأله هههههه

  4. ههههههه ايوه يا هند، انا فى محاضرة.
    هل هناك اعتراض….. قولى…. ما تقولى….. والنبى لتقولى.
    اهلا يا هنودة، اخبارك ايه؟

  5. السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ،،،
    أول حاجة بشكُركم على مروركم الجميل ،
    تانى حاجة أجاوبك على إستفسارك يا فاتى :
    فى البداية أنا عارف إن معظمنا عارف قصة سيدنا آدم عليه السلام ، بس أنا عجبنى أسلوب المؤلف ” عبد الحميد جودة السحّار ” فى سرد الأفكار حسيت إنه بيخاطب جميع الفئات ( أطفال – شباب – شيوخ ) بطريقة كتابة سلسه وسهلة الفهم ، فحبيت إنى أنقلها وأبعتها للجريدة .
    طبعاً إللى كاتب القصة مش أنا ، أنا مُجرد ناقلها دون إضافة أى شئ ، لكن فى القصة هتلاقى المؤلف إستخدم الطريقتين
    نقل الأيات القرأنيه كما هى من القٌرأن الكريم وهتلاقيها موجودة ما بين الـ Double Quotation Mark وإللى هى ( ” ) كـ :
    ” يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ”

    وأتى فى البعض الاخر بالمعنى المقصود من الأيه كـ :
    إنى أعطيت ادم واولاده العقل الذى يعرفون به الخير من الشر فالذى يطيعُك منهم بعد ذلك هو المسئول عن نفسه ، أما العاقلون الصالحون فلن تستطيع ان تؤذيهم أبداً .

    أتمنى أكون وجاوبت سؤالك اختى فاتيما ، وصباحك سعيد إن شاء الله …

  6. قصه سيدنا ادم وسيدتنا حواء قصه مهما قراتها لان اشبع منها …
    ان الله قال في ادم في كتابه الجليل الحميد :
    بعد ان اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين
    صدق الله العلي العظيم
    ان الله اصطفى ادم لانه خلقه من غير ام ولا اب خلقه بيده وامر الملائكه ان تسجد له …
    ________________
    فيب شكرا حبيبي ودائما متعنا بمواضيعك الجميله ديه …

  7. ما أروع قصص الانبياء بأكملهم
    وما أروع عظمة الله
    شكرا لك يا أخ فيب وجعله الله في ميزان أعمالك

  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    أحببت أن أعيد قراءة بعض الموضوعات و أذكر الأخوة و الأخوات بقصص الأنبياء .

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على فاتي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *