مرسلة من صديقة نورت نـوزا المـصرية

يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت يوميا تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي مار ليأخذه. وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت كان يدمدم بالقول ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..

كل يوم كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!”، بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه، وأخذت تحدث نفسها قائلة:“كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟

في يوم ما أضمرت في نفسها أمرا وقررت
سوف أتخلص من هذا الأحدب !، فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة ، لكن بدأت يداها في الارتجاف ” ما هذا الذي أفعله؟!”.. قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة. وكما هي العادة جاء الأحدب واخذ الرغيف وهو يدمدم ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المستعر في عقل المرأة.

كل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب بعيدا وطويلا بحثا عن مستقبله ولشهور عديدة لم تصلها أي أنباء عنه وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما، في ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم دق باب البيت مساء وحينما فتحته وجدت – لدهشتها – ابنها واقفا بالباب!! كان شاحبا متعبا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعا ومرهقا وبمجرد رؤيته لأمه قال ” إنها لمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت لولا مرور رجل أحدب بي رجوته أن يعطيني أي طعام معه، وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!! وأثناء إعطاءه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم واليوم سيعطيه لي لأن حاجتي اكبر كثيرا من حاجته”

بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وطهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا !
لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫15 تعليق

  1. و الله فعلا قصة جميلة و مؤثرة أعجبتني كثيرا شكرا لكي يا ست نوزا المصرية.

  2. الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك
    قال تعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
    شكرا نوزا قصة كلها عبر وأمثال

  3. ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك!” ..
    فعلاً كلام صحيح…وياما مريت بمواقف أثبتتلي صدق المقولة.
    قصة جميلة أوي يا نوزا والعبرة اللي فيها أجمل.
    شكراً يا حبيبتي

  4. ياعيني على هالقصه وماتحتويه من عبر وحكم ورسائل .. رائعه بالفعل شكرا نوزا ..ذكرتني بقصة البؤساء …توناروز هي دي الحواديت الحلوه والجميله مش الحكايات اللي عماله بتحكهالي عن ذات الشال الاخضر والادغال وكل شويه تخوفيني ..يمه انا عايز رغيف بس يكون مش مسموم ..

  5. شكراً نوزا المصرية
    هذه السيدة ذكرتني بحسن الضيافة عند اللبنانيين و بشكل خاص ابناء الريف عندما يشربون القهوة صباحاً يحضرون فنجان فارغ لضيف طارئ
    تمنى الخير ل جارك بتلاقيه بديارك

  6. شكراا شكرااا شكراا لكي لاتحافنا بمثل هاته القصة
    فعلا وهناك بعض الاعضاء في نورت مؤثرون وفعالون
    وهناك من يكتفون بالتعليق والنقد “زي حالاتي”

  7. شكرا نوزا دق التلفون عندي مجاوبت عليه الا كملت القصة
    Thank you again noza

  8. شكرا” نوزا المصريه … قصه رائعه وفيها الكثير من العبر …. ميرسي يا عسل…..

  9. قصه جميله جدا يا نوزا
    بارك الله فيكى
    وعلى راى المثل :اعمل الخير وارميه البيسين !!!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *