مرسلة من صديق نورت مأمون

بسم الله الرحمن الرحيم ..

بعد أن تحدثنا عن الميراث في الاسلام ،، وبينت بعض الجوانب التي ربما كانت خافية على البعض ،، اليوم اتناول معكم موضوع آخر لا يقل أهمية ،، من حيث سوء الفهم ،، ومن استعماله كشبهة يثيرونها دائماً .. هو موضوع شهادة المرأة ..
فيقولون أن الاسلام قد اهان المرأة وجعل شهادتها نصف شهادة الرجل ..
وطبعاً هذا اتهام ناتج عن عدم دراية بالتشريع الاسلامي ،، لانه وببساطة شهادة المراة ليست نصف شهادة بشكل مطلق .. وانما تختلف حسب اختلاف الحالة .. وقبل تعداد حالات شهادة المرأة بالنسبة لشهادة الرجل لابد من الاشارة الى امر مهم ..
هدف الشهادة وغايتها الاساسية هي ايصال الحق إلى أصحابه .. وهذا ما يريد الاسلام تحقيقه من الشهادة ،، لذلك نراه يسد الطرق على أي منفذ من شان أن يُعيق هذا الهدف ..وبالتالي فإن اختلاف الحالات في الشهادة قائم على هذا المبدأ . ومبدأ آخر هو الفوارق الفطرية والطبيعية بين الرجل والمرأة كما سنرى .. والآن إلى الحالات :
الحالة الاولى :

الحالة الأولى هي شهادة لا تُقبل فيها شهادة المرأة وهي شهادة الحدود والقصاص .. والسبب هو أن هذه المواضيع تُثير عاطفة المرأة وقد لا تقدر على تحملها ( فوارق فطرية ) .. وربما قادها ذلك الى الحكم بمقتضى العاطفة فلا يصل الحق إلى أصحابه .

الحالة الثانية :

شهادة المُبايعة والمُداينة وهي خاصة فقط في هذه الحالة .. وفيها يُطلب شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل واحد ..
حسب نص آية المكاتبة “” واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ، ان تضّل احداهما فتُذكّر احداهما الأخرى “”
وهذه أطول آية في القرآن العظيم وهي خاصة بالمعاملات التجارية ..
وسبب هذا التمييز هو قلة انشغال المرأة بالمعاملات التجارية .. وقلة ممارستها لها ،، وبالتالي فهي معرضة لنسيانها أكثر من الرجل .. وبالتالي فإن وجود امرأتين هو كما ذكر في الآية “” لتُذكّر احداهما الأخرى “” .. وهذا زيادة في الحرص على إيصال الحق إلى أصحابه .

الحالة الثالثة :

الحالة الثالثة هي التي تتساوى فيها شهادة المرأة مع شهادة الرجل ،، وهي حالة المتعلقة بالخيانة الزوجية بحسب الآية “” والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين * والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين * ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين * والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين “”

الحالة الرابعه :

وهي الحالة التي تنفرد فيها المرأة بالشهادة دون الرجل ،، وهي حالة شهادة الولادة
وتحقيق نسب المولود والرضاعه .. كما في الحديث “” روي عن عقبة بن الحارث، أنه تزوج أم يحيى بنت أبي أهاب . فجاءت امرأة وقالت : “لقد أرضعتكما ” فسأل عقبة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كيف وقد قيل ؟ ففارقها عقبة ، فنكحت زوجاً غيره “.
وذلك طبعاً لأن المرأة هي الأعلم والاكثر خبرةً بهذه الحالات ..

بالنظر الى هذه الحالات الأربعه نجد أنه من الواضح أن التمييز في الشهادة بين الرجل والمرأة لا يعني أن شهادة المراة نصف شهادة الرجل دائماً ،، وان هذا التمييز ليس قائماً على تفضيل الرجل على المرأة مطلقاً او انه اهانة للمرأة .. وانما هو قائم على أسباب منطقية وفطرية وطبيعية .. بهدف ايصال الحق إلى أصحابه .

ولكم مني كل الود والورد ..

أخوكم مـــامون ..!

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫17 تعليق

  1. فعلا معلومات جميله يستفاد منها كل من رجل وامرآة ..
    مشكور خيو مــامون ..

  2. إن أعداء الدين يدعوا أن الإسلام أحط من قيمة المرأة لأنه جعل شهادة المرأة غير واجبة ولا تجوز إلا باثنين

    بقول الله تعالى :
    وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى

    ولكن كلما زادت نسبة الذكاء بعقل عبدة الصليب أضلهم ذكائهم

    حفظ الإسلام المرأة بأن اعتبرها من أصدق القائلين فأصبحت من شهيدة
    فلماذا قال الله (( شهيدين )) ولم يقل (( شاهدان )) ؟

    واللهِ لو تدبروا القرآن ما طعنوا فيه.

    لماذا ؟ لأن مطلق شاهد قد يكون زوراً ، لذلك جاء الله بصيغة المبالغة . كأنه شاهد عرفه الناس بعدالة الشهادة حتى صار شهيداً .

    إنه إنسان تكررت منه الشهادة العادلة ، واستأمنه الناس على ذلك ، وهذا دليل على أنه شهيد .

    وإن لم يكن شهيدان من الرجال فالحق سبحانه يحدد لنا (( فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء))

    وبهذا أظهر الله عز وجل أن المرأة المسلمة من طبيعتها الصدق في الكلم والشهادة ، لأنها وصلت إلى درجة أن تكون شهيدة :p015: كما أوضحت من قبل المعنى ، وكرمها الله عز وجل وجعلها من الشهداء

    إن الحق سبحانه وتعالى قد طلب منا على قدر طاقتنا أي من نرضى نحن عنهم ، وعلل الله سبحانه مجئ المرأتين في مقابل رجل بما يلي (( أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)) لأن الشهادة هي احتكاك بمجتمع لتشهد فيه وتعرف ما يحدث .

    والمرأة بعيدة عن كل ذلك في الغالب

    إن الأصل في المرأة ألا علاقة لها بمثل هذه الأعمال ، وليس لها شأن بهذه العمليات ، فإذا ما اضطرت الأمور إلى شهادة المرأة فلتكن الشهادة لرجل وامرأتين

    لأن الأصل في فكرة المرأة أنها غير مشغولة بالمجتمع الاقتصادي الذي يحيط بها فهي أسما من هذا ، فقد تُضل أو تنسى فتذكر إحداهما الأخرى ، وتتدارس كلتاهما هذا الموقف ، لأنه ليس من واجب المرأة الاحتكاك بجمهرة الناس وبخاصة ما يتصل بالأعمال إلا في الضرورة القصوى.

    والله أعلم
    :

  3. بارك الله فيك ولك اخي مامون دائما انت السباق لهده المواضيع ولما قراءة عنوان الموضوع عرفت انك انت من ارسله
    جعلها في ميزان حسناتك اللهم اميييييييييييييييييييييييييين

  4. نشكر اهتمامك يا مأمون وتوضيحك المعنى الحقيقي ,
    جزاك الله عنا كل خير,,شكرا خيو,

  5. هل سيظلمنا بارينا؟ وهل سينصفنا قانون وضعي ويكون أرأف بنا من خالقنا؟
    بل إن في تجنيب المرأة الشهادة أو جعلها مدعومة بأكثر منها عددا عند الرجل في حالات إنما هو تخفيف للعبء الذي قد تتكبده والمشقة في أمر ليس بالهين فيه حقوق الغير وهو أمر قد يقع فيه ظلم وهضم للحقوق.
    شكرا مأمون على الموضوع المميز كما عودتنا دائما تأتينا بكل ما يفيد.

  6. حالة تمنع فيها المرأة …. فى مقابل حالة يمنع فيها الرجل.
    حالة تتساوى فيها المرأة مع الرجل.
    وحالة تكون فيها شهادة امرأتين امام شهادة رجل.
    شكراً مأمون على الموضوع.

  7. موضوع اكثر من رائع مامون جعله الله في ميزان حسناتك .. والله ينور دربك وايامك متل ماعم تنور بصيرة بعض الجاهلين ..
    شكراا ميمو
    ميمو شكراا

  8. كفيت ووفيت يا مأمون بارك الله فيك
    وشكرا لك كاتيا على الاضافة جعلها الله في ميزان حسناتك

  9. مصطفى ، كاتيا ، إلين ، لبنى ، فاتي ، كارولينا ..
    شكراً لكم على وجودكم ..
    قبل قليل كان الدكتور عصام البشير على قناة الرسالة يتحدث عن المرأة في الاسلام وتكلم عن موضوع الشهادة ..وذكر أمراً لطيفاً ..
    في الحالة الثانية .. حالة شهادة امرأتين ورجل ،، ذكر أن هذه ليست شهادة وإنما الأصح هي “” إشهاد “” .. اي إشهاد على الدَين ( بفتح الدال ) ..
    أما الشهادة التي تعنى إظهار البيّنة فلا تُحدد على أساس رجل وامرأة وانما للأسباب التي ذكرتها في الموضوع ..

  10. كفيت ووفيت يا مأمون بارك الله فيك
    وشكرا لك كاتيا على الاضافة جعلها الله في ميزان حسناتك
    منقول عن حافصه شكرا وللجميع اتمنى قضاء وقت طيب .

  11. شكرا يا أخ مأمون على الموضوع البسيط والجميل .
    والله لو تشرح للصبح ما ينفع الكلام لان إللى يكرهك يحب يسمع كل مساوئك ولا يمكن يقبل يسمع مزاياك !
    فما بالك لو كنت تحمل كتاب كله مزايا ؟

  12. السلام عليكم..وجمعة مباركة إن شاء الله
    كان للدكتور محمد عمارة ردود كثيرة على ما أثاره المشككون من شبهات حول مكانة المرأة في الإسلام و التقليل من شأنها و دورها في المجتمع و للدكتور محمد عمارة كتابات كثيرة في هذا الموضوع أهم ما قرات له هو كتاب “المرأة في الإسلام”…كتاب قيم يستحق القراءة.
    للدكتور محمد عمارة مؤلفات قيمة في علم المواريث مبينا الحالات التي ترث فيها المرأة أكثر من الرجل أو حالات تساوي ميراث المرأة و الرجل و شرح بالتفصيل حكمة توريث الرجل أكثر من المرأة و القيم الدينية و الإجتماعية المستخلصة من هذا الحكم الإلهي العادل و الذي يصوره المشككون على أنه اجحاف للمرأة في حقوقها المالية.
    بارك الله فيك مأمون…

  13. أخواتي حفصة وحنان و tikchbila و فائزة شكراً لكن هذا المرور الطيب .. والشكر لأختي سمية على الاضافة المفيدة ..
    والشكر موصول لأخواي أحمد المصري وبلدوزر .. جزاكم الله خير ..

  14. شكراً مأمون موضوع مميز ولكن موضوع ميراث المرأة كان فيه الكثير من الأرقام و جدت صراحة صعوبه في فهمه

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *