نبيه برجي
حدث…يحدث في حلب! 
حدث في حلب… 
هلاّ تزال خفية او خافتة تلك الاصوات التي تدعو الى طرد المسيحيين والارمن من المدينة التي طالما تقاطعت فيها الحضارات والثقافات، والاديان بطبيعة الحال، وكانت احدى المحطات الكبرى لطريق الحرير، وبالتالي اعلان انضمامها الى تركيا؟ 
والمثير ان يقول معارض اسلامي، وعبر الشاشات، « ان الهوى في حلب…عثماني»، وان» الاحياء العثماني» وحده هو الذي ينقذ الاسلام والمسلمين بعدما تآمرت كل» القوى الوثنية» في الحرب العالمية الاولى، بل وقبلها، لتقويض السلطنة، وبالتالي تجزئة العالم الاسلامي وتحويله الى دول هي عبارة عن منتجات كاريكاتورية توضع عادة في عربة البضائع من القطار… 
وهل الذي حدث في جامعة الشهباء بعيد عما يتم اعداده للمدينة التي عمد» الثوار الاشاوس» الى تفكيك مصانعها ونهبها ثم بيعها في الاسواق التركية بعدما كان رجل اعمال انكليزي قد قال لنا ان حلب « ظاهرة يابانية» في المشرق العربي، وكانت تنافس في صناعاتها حتى بعض الدول الاوروبية، ناهيك عن الدولة التركية بطبيعة الحال؟.. 
ما حدث في جامعة حلب دليل آخر على فظاعة ذلك الاسلام الذي طالما حذر مفكرون بارزون من ان يكون قد وقع في تلك المصيدة الايديولوجية التي تحدث عنها او ألمح اليها زئيف جابوتنسكي منذ نحو قرن، اي ان يتم الاختباء وراء النص القرآني لتسويق الفكر التلمودي او التوراتي. ألم يقترب باروخ سبينوزا من وصف التوراة بأنها « مزرعة الدم»؟ 
لكن ما يلفت المفكرين العقلانيين، في الوقت الحاضر، هو ان اتباع التوراة لا يمارسون تلك الهيستيريا الدموية حيال بني قومهم، خلافاً للاسلاميين الذين يبدون، فعلاً، وكأنهم استنسخوا تلك المقـتطفات الهـائلة من التوراة، وحيث الدعوات ( التي تمر عبر يهوه بطبيعة الحال) والتي تحث على الابادة، ولكن بطريقة همجية لم تعتمدها حتى اكثر القبائل بدائية وبربرية. 
ولا ندري لماذا يلزم الكثير من المفكرين الاسلاميين الصمت، لا بل اننا نفاجأ بأن بعضهم انخرط في الكتابة عن النظام السوري كما لو انه العلّة الكبرى للفضيحة التي يعيشها العالم العربي منذ حصول دوله على الاستقلال، وحيث الشعوب التي ارغمت على الغيبوبة لقرون انتجت تلك الانظمة التي تخجل منها، حقاً، القرون الوسطى… 
لا احد ينفي ان النظام السوري هو احدى العلل،لكنه ليس العلة الكبرى، ولا« العلة المركزية»، كما وصفه بتلك الضحالة وبتلك المذهبية، احد المفكرين الذي تخلى عن كل ماضيه ليظهر بجلباب موشّى بالذهب، فثمة منظومة من الانظمة هي المسؤولة عن كل هذا التردي، وعن دفع سوريا الى الهاوية، كما لو ان السيناريو الذي جرى اعداده لها( اي لسوريا) لتفكيكها او لتفتيتها او لالحاق مناطق حساسة منها بدولة الخلافة في اسطنبول، لم يعد واضحا وضوح الشمس… 
فقط نسأل اي جهاز استخبارات ذاك الذي شق الطريق امام« جبهة النصرة» للسيطرة على محاور رئيسية إن في مدينة حلب او في محيطها الكبير، وبعدما تم تزويدها بالسلاح الحديث والثقيل وبالمال، فضلاً عن استضافتها في معسكرات تدريب اشرف عليها ضباط لم تعد هويتهم تخفى على احد… 
هذا لكي تتناثر اشلاء الطلاب الذين يتقدمون للامتحانات( ومن قال ان العلم ليس عملاً من اعمال الشرك؟) على ذلك النحو المروع، فهل يعرف القتلة، وباسم الاسلام، ان معظم الضحايا هم من اهل السنّة؟ والذي حدث في حلب تماهى مع ما حدث في ادلب ايضاً، فأي ثورة هذه، واي اسلام هذا بل اي عدالة واي شفـافية تلك عندما تتعاطى المحافل الدولية، وكذلك وسائل الاعلام الدولية، على ذلك النحو الملــتبس مع الغرنيكا الحلبية، لا بل انها تبرىء القاعدة ومشتقاتها منها؟ 
لا نعتقد ان احداً بحاجة الى دليل اضافي ليزداد اقتناعا بأن الذي يراه امامه انما هو الاسلام المصنّع او المصطنع، وعلى اساس ان هذا الطراز من الاسلام، هو الذي يقضي على الاستبداد ويؤدي الى اجتثاث مذاهب معينة، وتحت شعار غسل الاسلام، وبالدم لا بالكوثر، من الظواهر الوثنية التي تراكمت داخله في هذا البلد او ذاك… 
لم يستهدفوا مركزاً امنياً، ولا ثكنة عسكرية، ولا وزارة حساسة، هذه المرة، بل انهم فجروا الجامعة بطلابها، ومن كل الطوائف ومن كل الاتجاهات، ودون ان يكون ذلك معزولاً عن الاطار الاستراتيجي الذي اعدّ بدقة لوضع اليد على سوريا، فلا بد لهذه الدولة ان تتحول الى انقاض ليغدو التدخل العسكري «حاجة إلهية»، كما يرى ابو محمد الجولاني اذ لا حدود بين سوريا والديار الاسلامية الاخرى… 
التدخل آت آت. وصواريخ الباتريوت لم تنصب من اجل تلك الحجج المضحكة، ولكن ألا يوحي ما يحكى وراء الضوء من ان محاولة تغيير الخريطة الاستراتيجية في المنطقة سيفضي حتماً الى الانفجار الكبير… 
اشلاء الطلبة في حلب هي النموذج. هل من يستفيق؟ 
نبيه البرجي 
شارك الخبر:

شارك برأيك

‫18 تعليق

  1. أعداء العلم والتعليم جاهلون ماذا تنتظر منهم قتلوا علماء المستقبل لانهم يريدون الاجيال الجديدة جاهلة ومتطرفة حتى لا تنقلب على حكمهم ولا ترفضه يوما كما حرقوا اسواق حلب الثراثية القديمة وحرقوا الجامع الاموى الضارب في التاريخ ولم تسلم منهم حتى مشافى الامراض العقلية ونزلائها فليس غريبا عليهم استهداف الجامعات التى قد يرونها مركزا للاختلاط وأيضا لعلمهم التام ان معظم من فيها مؤيدين للدولة والجيش وحتى انتقاما ممن نزحوا اليها وكانوا يريدنهم ان يهربوا الى تركيا او مكان اخر المهم ان لا يبقوا في سوريا ……………………الجزائر

  2. يا الياس أتوقع أن يكون لك فوبيا من الاسلام , تكتُب وتُجزم بما تكتب وكأنك بقلب الحدث وتُؤكد بأن من فجر الجامعه هُم جماعات أسلاميه سنيه , كعادتك يا الياس عنصري بالدين وطائفي أيضاً .
    أنت تكتُب لأثارت مشاعر القراء لا أكثر , والعله الكبرى كما تقول هو الذي يركع لهُ جيشه ويمجدونه , أنا ليس مع الحر أو الثوار ولكن نظامك الطاغي المُجرم الذي تُدافع عنهُ ببساله هو من دمر سوريا وقتل ونكل بشعبها .
    يا أخي أنظر لوضع بلدك بنظره صحيحه دون شواءب ودون تطرف ديني وطائفي .
    صدقاً أستغرب مواضيعك فجميعها عليها علامات أستفهام , تنشر مواضيعك وتنسحب وكانك لم تكتب شيء , فعلاً امرك غريب

  3. الياس
    يوجد مواضيع كثيره تستحق النقل , أو لا يحلى لك ألا المواضيع التي تأتي على هواك ؟

  4. من البدايه قلنا لكم ونعيدها لا تحلم دوله عربيه إذا لم تتوحد طوائفها بالامن والسلام ؟
    سوريا على طريق العراق سيطالب الاكراد بحكم ذاتى وبالتالى ستكون الدوله الكرديه رقم 2 من المربع الكردى ؟
    وسيهجر المسيحيين وسيتقاتل الشيعه والسنه حتى يشبعون دم من بعض وسيتسلم السلطه المتسلقون من الحضن الغربى مثل ما حدث فى العراق وليبيا وتونس ومصر !!

  5. كل مواضيعك ضد الإسلام وضد شعبك
    لديك فوبيا من الإسلام فهمنا….. بس لديك فوبيا من شعبك كمان
    لم تتكلم عندما قصفت الكنائس في حلب و حمص و عندما هدمت مأذنة حسينية أتيت تبكي
    إما أنك تمثل على نفسك أو عندك انفصال شخصية
    دمرت سورية و قتل الألف و وراء من تعبدونه سائرون
    و مثل العادة تكتب موضوع و تهرب و تأتي بعد يوم لي تبرر و تظهر أنك مثالي

  6. – وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ{7} يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ{8} وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ{9} مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{10}
    – {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }البقرة171
    – {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179

  7. ما جرحت مشاعرك عشرات السنين من اغتصاب السلطة و آلاف الضحايا، ولا انك بحياتك ما سمحولك تختار حتى مختار حارتك؟ ولا آلاف المفارز اللي سحقت فيها كرامة الإنسان السوري و أحيانا كثيرة حياته ؟ ما جرحت مشاعرك الطائرات و الدبابات و اختلاط حجار بيوت الناس بدماء أطفالهون …ولا ملايين المهجرين ؟ تعرف لو كان لي قرار محاكمتك لفصلت رأسك عن جسدك انتوا بلى مزمن ، إنشاء الله تصبح سورية ولاية عثمانية أتمنى ذلك، ممكن بعدها يصبح الإنسان السوري يفخر بوجوده على أرضه ….محتقرين انتوا، انت و أمثالك حصان طروادة في جسد الأمة ، مكينة النفاق و السفالة …بس طمنك راح ينفعس هو و طائفته و كل جرذان المجارير السورية من أمثالك …سوريا للأرمني و الكردي و العربي بس مش الكم

  8. هذا الافاق لا يستأهل التعليق على ما يأتي به من مواضيع .
    اكتفي بذلك

  9. استغرب تعليقات بعض التافهين التي ترفض وجهة نظر اخرى غير التي يغذيهم بها الاعلام العربي الذي نشر الطائفية بينهم ولكنهم صامتون لانهم المستفيد الاكبر فيتهمونني بذلك

  10. استغرب تعليقات بعض التافهين التي ترفض وجهة نظر اخرى غير التي يغذيهم بها الاعلام العربي
    __________________________________________
    سأبتعد عن الاعلام العربي كرمالك ,لكن أي أعلام تُريد لكي نتقبله ؟؟ الاوروبي ؟ فهو ضد جيش النظام السوري فلن يعجب كلامهم , أم الاعلامي الامريكي ؟؟ فهو أيضاً ضد جيش النظام السوري , ام الايطالي اللي حضرتك بين احضانه تعيش ؟؟ فلسوء حظك فهو أيضاً ضد جيش النظام السوري .
    اعطني أي أعلام انت تتبع لكي أحاول أن أستوعبه وأن أصبح غير تافه بنظرك !!!

    1. أكيد يتابع النشرة الإيرانيه الموجهة إلى سكان إيطاليا من الأصول السوريه ذات الديانة الممنوعة في إيران

      1. هلا عمر , الصراحه كلام الياس غريب , يقول المشكله بالاعلام العربي !!! والمشكله الكبرى أنا من متابعين الاعلام الغربي أيضاً خلافاً للعربي الذي يحتقر بشار الاسد وجيشه والاخ يقول تافهين !!! الظاهر اخونا الياس مثل ميسي قادم من كوكب اخر !

        1. مساء الخير عمر
          كل يوم بتأكد إنه الثورة على حق و يثبت لي شبيحة البطة في نورت على فشلهم و إفلاسهم
          يلومون أمريكا و تركيا و المريخ…….على الثورة و يتابكون إلى إيران و روسيا إلى استعبادهم
          يلومون الإسلام على كل ما يحدث في سورية و يأتون يتحدثون عن العيش المشترك
          يكذبون الجزيرة و العربية و روسيا اليوم أول من ينقل فشل النظام و قوة الثورة
          يلومون السوريين و هم هاربون من النظام في أحضان الغرب
          و لسة في شك في الثورة

          1. مساء النور عمر
            بالنسبه لنظام الاسد فهو مُجرم اباً عن جد ومن لا يعرف هذا فهو مفصول عن الواقع تماماً .
            أما بالنسبه للمُعارضه للاسف هي تعيش بالخارج وتدعم الثوره معنوياً وأن أمكن بالسلاح , ولا يعلمون بأن سوريا وشعبها دُمر من الطرفين النظامي والحُر .
            وكأنه يوجد اتفاقيه بين الجيشين على تدمير سوريا أقتصادياً ونسف البنيه التحتيه وقتل شعبها وتشريد ما امكن منهم .
            يوجد ثوار حقيقيين يُقاتلون لصلاح البلد ولكنهم قليلون جداً أما عن الجيش النظامي السوري فهو معروف بخسته ويكفي بأنه يمنع الصلاح للمُجندين هذا قبل الثوره أيضاً لذلك لا انتظر منه خير .
            أين المُعارضه من اللاجئين السوريون بالخارج ومن وضعهم المؤساوي ؟؟
            للأسف النظام مُجرم والمُعارضه مصالح شخصيه , الله يكون بعون هذا الشعب المسكين .

          2. أسف عمر عالتأخير كتبتلك إمبارح تعليق مطول بس نورت بلعته
            بي إختصار الجيشين في حالة حرب و الشعب يفرم كل يوم وللأسف لا يوجد حل إلى الحرب
            و المشكلة الكبرى هم المعارضة السياسية البطيئة و المقيدة و الغير فعالة و أصبح في سورية كل من يحارب على مصلحته و لي أجل حماية نفسه
            لذلك دائما نقول الله ينصر الشعب السوري على كل طاغي و ينصر من يساند الشعب وأهله

  11. ههههههههههه تافهين!!!! سبحان الله كل الشعب العربي تافه (ماعدا كمال طبعا) لأنهم ضد بشار البطة
    ماشي يا إلياس يا إيطالي يا متحضر يا بروفيسور خليك في إيطاليا وأترك العرب التافهين المتخلفين في حالهم و تابع إعلام إيران وروسيا ناشرين الديمقراطية والعيش المشترك في بلاد الناكرجوا

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *